سامى غطاس
الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 07:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كابوس مٌخيف هذا الذى تعيشه مصر الأن حيث تجرى المهذلة المٌسماه إنتخابات ,مهذلة يندر حدوثها فى مكان أخر على سطح الكٌرة الأرضية .
بعد أكثر من عشرة شهور من قيام ثورة الشباب ,تلك الثورة التى إنتظرناها مايقرب من الستون عاماً قامت و إنتهت بتلك النهاية المأساوية و سيطر أصحاب اللحى المٌتسخة على شئون البلاد و العباد .
أكاد أجزم إن شباب ميدان التحرير زوى النية الحسنة و الوطنية الخالصة يكادوا الأن يزرفوا الدموع دماءاً من الحالة التى ألت اليها ثورتهم و لو كانوا فكروا لحظة واحدة فى هذه النهاية المٌشينة لما قاموا بثورتهم أصلاً ووفروا على أنفسهم تلك الدماء الذكية التى تشربت بها أرض مصر الطاهرة ناهيك عن الاف الجرحى .
الأن أسلمنا بلدنا و مستقبل أولادنا لإناس يتسموا بقمة الإنحطاط فى التفكير , إناس أعلنوها صراحة و على رؤس الأشهاد إن إنتمائهم فقط لتدينهم المزيف - وهذا أيضاً كذب مبين - وليس لمصر و تراب مصر . هل تم تخديرنا و مٌسخت ذاكرتنا لهذه الدرجة ؟ هل نسينا أياديهم الملطخة بدماء أبنائنا عندما كانت الأشلاء تتطاير بسبب تفجيراتهم ؟ هل تناسينا تهديدهم المعلن بإشعال مصر إذ لم يتم لهم مرادهم بالأستيلاء على السلطة ؟ هل تناسينا أخذهم الشراب و الدواء وإعطائها لأهل البوسنة والهرسك وغزة و الصومال و كإن مصر ليس بها ملايين من البشر هم فى أشد الحاجة لقطرة الشراب و حبة الدواء ؟ وهل تناسينا إضاعتهم عشرات السنين من وقتنا فى إلهاء الناس بالحديث عن أشياء أقل ما يقال عنها وساخات و كإن مصر قد حٌلت جميع مشاكلها و لم يعد لدينا سوى الإستماع لهؤلاء المٌتخلفين عقلياً وأصحاب الضمائر الميته ؟ هل نسينا أو تناسينا الإرهاب الفكرى و الجسدى الذي يمارسونه على أى مثقف يحاول التصدى لفكرهم المنحرف حتى أصبحت مصر دولة تبدوا و كإنها
تكتظ ب85 مليون جاهل ؟ وهل هل وهل ..........
حاولت كثيراً خداع النفس بإن مصر بخير و لن يسمح شعبها أن يسود الظلاميون , وإنها مليئة بالمثقفين و المسلمين المعتدلين الذين سيقفوا بالمرصاد لأي مٌتخلف من حاملى المسواك يحاول إرجاعنا لعصر البدو الحفاه فى الجزيرة العربية . كان من الصعب علي جلد الذات والإعتراف بأننا شعب لا يستحق أكثر من هؤلاء, و لكن بكل أسف تلك هى الحقيقة.
لقد تاهت بوصلة العقل عند المصريين و إختلت الموازيين , شعب أصبح لايرى الفضيلة و الشرف إلا بين أرجل النساء , شعب شغله الهوس الدينى عن الحياة نفسها , شعب أصبح يمارس دجله الدينى حتى على الله نفسه , شعب جعله إيمانه المٌزيف يري فى من يستعبده ويتفنن فى إهانته إخوه أشقاء و لو كان بيننا و بينهم الاف الاميال فى حين يكفر جاره لمجرد إختلافه معه فى العقيدة .وعلى النقيض نراة يتهم كل من من يتعاطف معه و يمد له يد المساعدة يتهمه بالعدو و الإمبريالى .
أحياناً أتسال هل فقد هذا الشعب الحِس , هل أصابه التبلد , الا يشعر بالغيرة الأيجابية , هل أصابه العمى القلبى قبل النظرى ,بحيث أصبح لا يرى و لا يسمع ما يدور حوله .هل تناسى حضارته الضاربة فى عمق التاريخ و سمح بإسم الدين لعصبة من الرعاع أن يصلوا بمصر الى هذه الحالة المٌزرية .؟؟؟؟؟ هناك الف سؤال سؤال على المصريين الصدق مع النفس بالبحث عن إجابة لها .
إنتخبوا الإخوان و السلفين و مجاهدى تورا بورا حتى تطهروا مصر من أقباطها المشركيين , ساعدوا اهل غزة بالاموال و هم الأغنى منكم حتى يشكركم الملايين من سكان المقابر لديكم , ساعدوا حتى إخوانكم فى الدين بالبوسنة و هم الذين لم يسمعوا يوما بوجودكم أصلاًَ . إستوردوا لكم ماليزياً مسلماً و وولوه رئيساً عليكم و لا تنسوا إستيراد مترجماً معه . إرسلوا شبابنا بصدورهم العارية لمحاربه اليهود أبناء القردة والخنازير حتى ينعم إخوتنا الخليجيين بصالات قمار أمستردام . طالبوا بتطبيق شريعتكم السمحاء حتى يتم رجم الزناه فقط عليكم قبل الرجم أن تطالبهن بنزع الحجاب و النقاب , إوقفوا السياح الغربيين الذين يأتو لبلادنا لمشاهدة الأصنام المسماه الأهرمات و إكتفوا فقط بإخوانكم فى الدين حتى لا تبور مهنة الدعارة فى بلادكم ,.
اي نوع من البشر أنتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#سامى_غطاس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟