أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سعيد يادكار - لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا













المزيد.....

لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 03:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اختار الاسلام أن تكون علاقة الإله بالانسان علاقة السيد بالعبد وأصر أن الانسان هو عبد والإله هو السيد. والعبد في اللغة العربية وكما جاء في المعاجم ضد الحر وجمعه (عَبيد و عِباد) , وجمع الجمع (أعْبُد) وهو الجمع المتناهي او منتهى الجموع. والمؤنث أمَة والجمع إماءْ ومن كلمة عبد جاءت العبودية و معناها الخضوع والذل والشعور بالعجز, ومنها جاءت العبادة والتعبيد ومعناها التذليل.وردت كلمة عبد ومشتقاتها في القران اكثر من 155 مرة. وهناك كلمة ( مولى ) وتعني ايضا ( عبد) وكما تعني التابع والحليف وتعني ايضا ( السيد) وكما جاء في القران ( واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) 78 الحج. وكما جاء في الحديث الصحيح ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه )!
الاسلام قدم الاله للانسان على شكل سيد وقدم الانسان للاله على شكل عبد فكانت العلاقة بينهما علاقة السيد بالعبد واتسمت بالعنف ! ولو قارنا بين الاسلام والمسيحية من هذه الزاوية ومن هذا المنظور لوجدنا أن المسيحية قدمت الاله للانسان على شكل أب وقدمت الانسان للاله على شكل ابن فكانت العلاقة بينهما علاقة الاب بالابن واتسمت بالمحبة وبالرحمة ! كما أن السيد المسيح قد ألغى صفة العبودية عن أتباعه (لااسميكم عبيدا بعد اليوم لان العبد لايطلعه سيده على مايفعله, ولكني قد سميتكم احباء) 15/15 يوحنا , ومهما غضب الاب على الابن فلن يعذبه أو يحرقه بالنار أما السيد اذا ما غضب على عبده فان له الحق أن يعاقبه أشد العقاب وأن يعذبه ! والاهم من ذلك كله أن العبد ليس له حرية الارادة أو حرية التفكير أو حرية تقرير المصير ولا الاعتراض او إبداء رأي بل عليه التنفيذ من غير أن يسأل أو أن يعترض!!لأن الانسان (العبد) لم يخلق ليعترض على عكس رأي مكسيم غوركي( خلقنا لنعترض)! وهذا ما حاول الاسلام منذ بداياته الاولى أن يربي الانسان المنتمي اليه على الخضوع الكامل وتعويده على الطاعة العمياء للسيد الذي في الارض ( سيد الخلق أو سيد الكائنات أو خير خلق الله)والذي يمثل السيد الذي في السماء وان إطاعته للسيد الارضي هو إطاعة للسيد السماوي( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)80 النساء. وأيضا جاء في الحديث الثابت في الصحيحين (من أطاعني فقد أطاع الله , ومن عصاني فقد عصا الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني, ومن عصى الأمير فقد عصاني). وليس له كما قلت إبداء الرأي أو الاعتراض (وماكان لمؤمن ولامؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) 36 الاحزاب .
وطبعا لاننسى تأثير الطقوس والشعائر الدينية تحت مسمى العبادة ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)56 الذاريات , وأثرها النفسي في إخضاع الانسان للسيد الارضي قبل السيد السماوي بترديده صباح مساء (اللهم أنا عَبدُك) للسيد السماوي الى أن ينتهي به الحال أن يصبح خاضعاً للسيد الارضي حتى لو كان السيد الارضي قد اصبح في عالم الاموات ويسكن في القبر! حتى أن السيد الميت يستطيع ان يسيطر على ملايين العبيد من داخل قبره وكما قال غستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب) " ويسيطر ظل النبي من قبره على ملايين المؤمنين الذين يسكنون أقطار أفريقيا وآسيا الواسعة الواقعة بين مراكش والصين والبحر المتوسط وخط الاستواء.أجل ان الانسان العوبة في يد كثير من السادة من غير أن يدري! ولكن أشد هؤلاء السادة جبروتا هم الذين يقضي الانسان حياته مستغيثا بهم خائفا منهم ويسفك الدماء ويذرف الدموع من أجلهم ويشن أقسى الحروب ويقترف أفضع الجرائم في سبيلهم مع أنهم ليسوا غير ظلال عابرة مقيمة بعالم الرؤى والاوهام!" ويتابع صاحب كتاب حضارة العرب الذي قالوا عنه أنه أنصف العرب والمسلمين " حقا انها لظلال خفية ولكنها مرهوبة الجانب وحقا ان فاتحين كثيرين سادوا العالم وأخضعوا الناس لسلطانهم ولكنك لاتجد واحدا منهم كان له من السلطان مايساوي سلطان بعض الاموات!!"
بل أن السيد الأرضي قد فاق السيد السماوي في سيطرته على العبيد حتى بعد موته وأصبح يُذْكر أكثر من السيد السماوي بدليل عندما يذكر الإله فان المسلمون لايقولون شيئأً ولا يسبحونه ولا يوقرونه ولايبجلونه!! ولكن عندما يذكر السيد الارضي بإسمه أو صفته فإن المسلمون يرددون الصلاة عليه بوقار وتبجيل ويضيفون اليه السادة صحبه أو السادة آل بيته وحسب المذهب!! وأصبح هناك بدل السيد الواحد سادة كثيرون !! وعندما يتحدثون عن السادة اللأرضيون يقولون سيدنا فلان أو مولانا فولان ! وطبعا المنحدرون من نسل السيد الارضي يعتبرون من أصحاب الدماء الزرقاء اي أنهم سادة بالوراثة بغض النظر عن أي شيء آخر!ومطلوب من الناس أن يلعبوا مهم لعبة العبد مع السيد وأن يوقروهم ويبجلوهم ويقبلوا أياديهم وأن ينفذوا أوامرهم لأنهم سادة وأن يؤدوا اليهم اضافة الى ذلك حقوقهم المالية , كما في بعض المذاهب!
وفي النتيجة أصبحنا في مجتمعاتنا العربية والاسلامية عبيداً حقيقة وليس مجازا للنصوص المقدسة ًوللسادة الاولياء والسادة رجال الدين والسادة الرؤساء والملوك والامراء(أولي الأمر) ولانملك من أنفسنا شيئاً سوى السمع والطاعة وطأطأة الرأس والخضوع ولانملك حتى مجرد التفكير إلا بأذن أو بــ( فتوى) من السادة شيوخ الدين الأجلاء! وأدى هذا الخضوع والطاعة العمياء الى ولادة الانظمة الدينية والسياسية الاستسيادية والاسبدادية والتي استغلت ( عبوديتنا) واستسأدت علينا وقد صدق ابو العلاء المعري عندما قال:
أفيقوا أفيقوا يارفاق فانما دياناتكم مكر من القدماء
إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا الى الرؤساء
وأصبحت العبودية مرضا مزمنا فينا وفي جيناتنا نتوارثها وننقلها الى الاجيال التي تلينا!! ولأننا لم نتعود على التفكير الفردي المستقل لأننا ولكوننا (عباد الله ) نفكر في حدود النصوص المقدسة مع الجماعة ونخضع للسادة المقدسين وننقاد مع التيار الجارف ولانحاول ان نكسر طوق الطفولة لكي نبلغ سن الرشد فنبقى خاضعين منقادين فيستمر مرحلة طفولتنا من قبر الرحم الى رحم القبر.
قال احد الفلاسفة ( الحرية ليست امتيازا بل محنة) ومسؤلية قبل كل شيء وحمل ثقيل! أفلا تستحق انسانيتنا أن نحمل هذا الثقل؟ ألا تستحق إنسانيتا أن نعالج هذا المرض أو أن نقوم بثورة لكي نكون أحراراً ؟ أو على الاقل أن نمتنع عن التناسل لكي لاننقل مرض العبودية الى أولادنا! مثلما تفعل ( البلابل )!! فانها لاتتناسل في أقفاصها لأنها لاترضى العبودية لصغارها!! وكما عبر عن ذلك الشاعر عمر أبو ريشة:
لو علم الصياد ماصيــــده ما جعل البلبل من صيده
كأنه من طول ما مضــــه من ألم القيد ومن كيـــده
أبى عليه الكبر أن يورث الأفراخ ذل القيد من بعده



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..
- خصخصة الإله واحتكار الحقيقة
- شعوب وحكام ..صالحون وطالحون
- المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها
- الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


المزيد.....




- قلوب ولادك فرحانة.. تحديث جديد لـ تردد قنوات الأطفال نايل سا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقعي ‏بياض بليدا و‏البغد ...
- -جزائري الأصل-.. وزير الداخلية الفرنسية يكشف معلومات حول الم ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مرابض العدو في الزاعورة و ...
- الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى والاحتلال يعتدي عل ...
- ”على Nilesat“ اضبط تردد قناة طيور الجنة toyor al jana TV على ...
- الشرطة الفرنسية تقتل مسلحا أشعل النار بكنيس يهودي في روان
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات با ...
- -تينكوف- الروسي يطلق بطاقة مصرفية إسلامية
- كيف نقرأ -الجهاد- في المصادر الإسلامية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال سعيد يادكار - لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا