أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البصري - رموز .. وطنية !؟














المزيد.....

رموز .. وطنية !؟


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دائما ما يتردد على مسامعنا، إن فلانا من السياسيين رمز وطني، أو هؤلاء القادة السياسيون رموز وطنيون؛ ولا نعلم بحق أو بغير حق تطلق هذه الأوصاف، لأننا بالحقيقة لم نلمس لحد الآن وبعد سبع سنوات من التغيير قي العراق ، أي ممارسه تنم عن وطنيه توحي بأن هذا السياسي والحزبي أو ذاك رجل الدين رمز وطني وتنطبق عليه الصفات ، تكاثرت علينا الرموز الوطنية بفضل الأبواق والمتملقين للأحزاب والتيارات وذوو مصالح الإثراء السريع ، حتى فقدت ألكلمه معناها ، وأصبحت تطلق كتقليد بروتوكولي شأنها شأن أي صفه إداريه أخرى ،خاوية من أي روح باردة كجثه ، والغاية خلط الأوراق وتضييع المعنى؛ كي لا يحاجج احد عن مستحقات هذه الصفة ومسؤولية من يوصف بها تجاه استحقاقاتها، وخصخصة الأسماء والرموز لاحتكار الوطن والوطنية شكليا .

.قبل أن نلج شرح صفات الرمز الوطني (الكارزمه) أو الرموز الوطنية ؛ لابد أن نعرف ما هو الوطن وماذا تعني الوطنية ، حيث إن تكرار هذه الجمل والكلمات يوميا بمناسبة وغير مناسبة أضفى عليها غموض لم نك نعهده فتداخلت الاجتهادات والتعريفات من هذا الطرف أو ذاك حتى أصبحت شيء مبهم، وأضحت من الاستهلاك حتى اغفل معناها ..
ما هو الوطن ؟ وما المواطنة؟ وما هي حقوق المواطن في وطنه ؟

عندما كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية كان معلم مادة التربية الوطنية يلزمنا بحفظ تعريف ماهو الوطن كامتحان نهائي وكتحضير يومي وواجب بيتي، ويا ويل من يتخلف في حفظه عن ظهر قلب ، وكان التعريف بسيط يتألف من تسع كلمات :(الوطن هو بقعة الأرض التي نعيش عليها ولها حدود ثابتة) وينتهي الدرس ونتفرق زرافات ووحدانا، لنكتب هذا التعريف على الجدران وعلى الأبواب ..ولكن يبقى السؤال عبارة عن فراغ كبير لم تعنا عقولنا الصغيرة الطرية آنذاك عن مغزى هذا التعريف المقتضب ، وأسئلتنا تبقى دون إجابات حتى كبرنا؛ منا من أهمل البحث عن إجابات؛ وفينا من كافح ليستحصل على الجواب المقنع عن ماهو الوطن ولكن أيضا دون جدوى، فلا من مجيب ولسان حالنا يقول: إذا كان الوطن مجرد بقعة ارض نتخذ فيها مقاما لنستقر؛ ففي وسع كل منا أن يجعل من أي بقعه وطنا ؛ وإذا طاب له البقاء فيه والاستقرار دون أن ينتمي إليها بالولادة أو يدين لها بالولاء ؛ في ضوء مفهوم كهذا للوطن تكون خيمة البدوي أخف الأوطان !! ولكن عندما تكون الأرض رحما حمل بنا وأنجبنا ورضعنا ملحها ومائها ؛ ونكون نحن البذور التي لقحتها الريح بذكورة الهواء حينها يكون للأرض استحقاق الأم علينا، شئنا ذلك أم أبينا ..ولكن السؤال الذي يفرض نفسه دائما مثبطا خيالنا الحالم بوطن يتسع لطموحاتنا ، ومسوغا لتبريرات نكوصنا تجاه واجباتنا هو : هل يبقى للوطن استحقاق على مواطنيه إذا حرموا فيه من ابسط حقوق مواطنتهم ؟الكل يطالبنا بالولاء والانتماء هذا ديني ،وذلك مذهبي وهذا قومي ..

ولا يقبلوا منا ماهو اقل من التعصب لهذا اللون أو ذاك، والاحتباس في قوقعته ؛ الكل يسلط على رقابنا سيف (ديموقليتس)ويفرقع في وجوهنا سوط الحوذي؛ الكل يريد أن يضع سرجه على ظهورنا ولجامه في حلوقنا كالخيول ليوجهنا إلى غايته وما إدراك ماغايته!!؟
والأرض التي أنجبتنا صامته لاتطالبنا بشيء ولا احد منهم يذكرها أو يتذكرها مع إن الجميع يطالب بالوصاية على ثرواتها ، ويدعي انه منها وهو حاميها !!؟فهل يجوز لنا أن نجعل من قومياتنا وقبائلنا وأدياننا ومذاهبنا وطنا بديلا عن الوطن الأم ؟ هذا السؤال يجب أن يجيب عليه كل من يدعي انه رمز وطني ويتفرد بهذه الصفة!!

أحزاب وتيارات وحركات كثيرة بعدد مصائبنا انبثقت بعد نيسان 2003 وجرده حساب مراقب محايد ينتمي لهذه الأرض صميميا ؛حيث رحل الراحلون وهو باق ؛هرب الهاربون وهو رابض كالنخيل على اضلاع الفرات يعض إصبع أسف ،لما الم بأمه التي تكاثر عليها البغاة؛ و سرقها السارقون ، وهوما أنفك يهش بعصاه الذئاب المسعورة دون جدوى، النتيجة أم ثكلى هزيلة ، ووطن مهلهل الحدود يندب أبنائه ولا من مجيب..لا ادعي إذا قلت إن الساحة السياسية حاليا تخلو من رموز للوطنية ماخلا بعض ممن يصرخون في جوقة عرس صاخب فلا من سامع ولا من مجيب؛ قليلي الإتباع مهمشين لأسباب إيرانيه وإقليميه ، أقتصاديه ،سياسيه ، كون هذا البلد يجب أن يبقى دون رموز حقيقيون ..يجب أن يحكم بعصا مليشيات وأحزاب طائفيه كل همها تصفية الخصوم والسرقة والسطو وتغليب مصالحها وتعميم هلوستها؛ يجب أن يبقى تحت وصاية الاحتلالات والمرجعيات ويعود لزمن الحريم والتحريم !! حدوده مستباحة لكل طارئ ومهرب..ومن يطاله قانون العالم فما أسهل الهرب ، اقتل ، اسرق ،اخطف ، أفعل ما يحلو لك ، غابتنا بلا حدود !؟
. ليس من صفات الرمز الوطني أن يقتل شعبه أو يسرق وطنه ،أويكون بولائين دون وطنه .. ليس من صفات الرمز الوطني أن يفرق بين أفراد شعبه طائفيا أودينيا أو عرقيا وثقافيا ،وليس من صفات الرمز أو الرموز الوطنية قلع عيون معارضيهم بالملعقة أو تكسير أرجلهم وأيديهم وأضلاعهم (بهنكلانة ألزهره).. الرمز الوطني لايوجه إتباعه الجهلة والأميين من مليشيات وعصابات بحجة مقاومة المحتل أونصرة الدين والمذهب والدعوة والأمر بالمعروف، ومحاكم الرصيف اللاشرعيه، لقتل النساء وترويع العوائل الامنه وتهجيرها ..أين انتم من عمالقة بالوطنية سجل التاريخ لهم بأحرف من نور ملاحم وطنيه خالدة خدمة لشعوبهم، وتستذكرهم الأجيال ممتنة لهم ومبعث فخر لما أسسوا لرفاهية واستقرار شعوبهم وصورهم حفرت في القلوب قبل الجدران.. أين انتم من فرسان بالوطنية كان لهم دورالصدارة في نقل مجتمعات دولهم من حال الخنوع والفوضى والتناحر فيما بينها إلى حال الظفر والسؤدد والازدهار لشعوبهم..التاريخ حافل بتلك الشخصيات الفذة التي يحترمها عدوها قبل الصديق..اقرءوا التاريخ ، ولكن حسبنا إنكم تقرءوا لأنكم ببساطه عقول تحجرت وأعماها حقدها والانتقام والطمع ..الوطنية شعور أنساني بحجم الوطن ومن لم يختلج قلبه بهذا الشعور لن يكون له قلب إنسانيته بحجم الكون..!!؟



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاسيميا أمراء الطوائف
- رسالة وذاكرة..
- طلاسم الخزاعي ..أسئلة البكلوريا هذا العام انموذجاً
- دوله حقيقيه .. دوله وهميه !؟
- يا أيها النمل ادخلوا جثتي ..
- الصندوق ذي الجلد المرمري ..
- حلم صبي من شمال الجرح ..
- لافتاتٍ...سود
- رجل محافظ
- خطأ
- الليل وأنين انثى..
- حب بلا... حدود
- كذلك قال شوبنهور..
- يا أهل العراقية ماذا أنتم فاعلون !!؟
- سوق..نائم
- قائمة أم محمد الاميري والمشروع الوطني !؟
- مطر..آسن
- عنعنات..
- وصايا المعلم
- المواطن والمرجعيه والشفره الانتخابيه


المزيد.....




- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...
- شاهد: صينيون يوقفون برلمانياً مجرياً بسبب أعلام الاتحاد الأو ...
- اشتعال النيران في طائرة بوينغ 737 وانحرافها عن المدرج في مطا ...
- بمناسبة عيد النصر على النازية.. شريط جاورجيوس بطول 300 متر ي ...
- فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في الان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق البصري - رموز .. وطنية !؟