أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - كارثة التفجيرات الإرهابية تطيل عمال معمل النسيج














المزيد.....

كارثة التفجيرات الإرهابية تطيل عمال معمل النسيج


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 23:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن غريباً على عصابات الإرهاب عندما قاموا يوم الاثنين المصادف 10 / 5 / 2010 بعدة تفجيرات طالت مناطق عديدة بدء من العاصمة وصولاً إلى محافظة البصرة وخلفت ورائها عشرات القتلى والجرحى وأكثريتهم من الطبقات الفقيرة والمتوسطة واستمرت بعد ذلك في مناطق أخرى، إلا أن ما يميز هذه العمليات الإرهابية وخساستها تواتر الأخبار هذه المرة استهداف معمل النسيج في محافظة بابل وهذا الانتقال من النمط القديم إلى نمط جديد يعني الشيء الكثير، والتوجه إلى أهداف جديدة صناعية وإنتاجية حيوية يعني شل القطاع الصناعي الإنتاجي الذي هو بالأساس ضعيف ويكاد أن يكون شبه معدوم ويبدو باكورة إجرامهم في هذا الاتجاه معمل النسيج في محافظة بابل وكان التوقيت وتفجير أربع سيارات حين خروج العمال والموظفين وقد أدى الانفجار إلى خسائر تقدر بأكثر من (40) عاملة وعامل وعشرات الجرحى، لقد سبق واشرنا بان التداخل والتعاون بين التنظيمات التكفيرية وفلول البعثصدامي والمليشيات والمافيا المسلحة أدى إلى تنسيق العمليات وترتيب التفجيرات الإرهابية فيما بينهم وإيجاد أساليب جديدة وحديثة واختيار المواقع تلو المواقع ويكاد البعض منه غائباً عن البال كما حدث لمعمل النسيج ، وقد يكون الهدف التالي تجمعات صناعية وإنتاجية وعمالية حكومية أو من القطاع الخاص وليس بالبعيد اختيار النقابات والاتحادات النسائية والمهنية والعمالية ثم الانتقال إلى منظمات المجتمع المدني والأحزاب التي ليس لها حماية صحيحة من قبل المؤسسات الأمنية، وليس من المستبعد أن تكون مقرات الصحف والمجلات وفي مقدمتها الوطنية والديمقراطية ... الخ هي الأخرى ضمن المخطط الإجرامي المحترف اللاحق والذي أُعد حسب المراحل لتمويه المتابعة والتدقيق وأضعاف الحيطة من قبل المؤسسات الأمنية وبالتالي جعلها ممرات سهلة للقتل والانتقام، فكلما يُحاصر الإرهاب وتُوجه له الضربات الميدانية فان هناك من الذكاء الإجرامي اختيار الأساليب والطرق الحديثة المبتكرة وقد خبرناها في السابق لإعادة الثقة لتنظيماتهم وجماعاتهم والحلفاء أيضاً، وبما أن الضربات الميدانية لا تكفي لوحدها فمن الضروري إيجاد آلية إعلامية رصينة ووطنية وبدون أي تحيز أو دعاية أو تصريحات عنجهية لإفهام المواطنين دورهم في الحفاظ المشترك على أمنهم وحياتهم، من الضروري أن تجري مراجعة عامة وخاصة للمؤسسات الأمنية ومشاركة المكونات الوطنية في اتخاذ القرارات وعدم تهميش القوى السياسية بحجة الكتل الكبيرة المهيمنة والكتل الصغيرة وإلا ستبقى هذه الآلة الجهنمية وبحجج شتى تسحق المواطنين وتخرب البنى التحتية وتجعل قضية الاستقرار والأمان في خبر كان، من هنا تكمن الخطورة التي من الممكن أن تجتاح أكثرية المحافظات وليس بغداد وحدها، القتل العشوائي المجرم المستمر والآخذ بالتوسع والمتنوع في المكان والاسلوب ومهما كانت حججهم دينية أو طائفية أو وطنية فيما يتعلق بالجيوش الأجنبية وغيرها من المفردات المعروفة فهو إجرام لا ينطلي على كل مواطن وطني غيور على وطنه وشعبه ولا تقره شرائع السماء ولا أية قوانين إنسانية بل هو عبارة عن سادية مفرطة بالعنف البربري، سادية مفرطة بالوحشية التي لها أخلاقيات وضعية في سبيل القتل والتدمير بدون أي رادع إلا اللهم استغلال الدين الإسلامي وتحريف مفاهيم الجهاد والاستشهاد وتقديم الدعوات للدخول إلى الجنة للقاء الحور والولدان إلى آخر الخداع والضحك على الذقون وتغييب الوعي وبخاصة لدى الشباب.
إن سلسلة التفجيرات الإجرامية الهمجية التي ارتكبت ضد المواطنين في كافة أنحاء البلاد وضد قوات ودوريات الشرطة والجيش والأمن والعمال العراقيين في معمل النسيج في محافظة بابل تؤكد حاجة العراق للوحدة الوطنية والخلاص من حالة الخلافات السياسية التي تُعقد العملية السياسية وعلى الكتل السياسية أن تفهم بان مصلحة البلاد فوق مصالحها الحزبية ونزاعاتها السياسية وعليها وعلى قادتها أن يدركوا أن مسؤولية التردي الأمني الأخير في البلاد من سلسلة التفجيرات والمفخخات والعبوات الناسفة والاغتيالات بكاتم الصوت تقع على عاتقهم وهم يتحملون المسؤولية التاريخية في عدم التخلص من حالة الترقب والانتظار وكسب الوقت لنيل اكبر ممكن من المكاسب وذلك بتشكيل حكومة وطنية بالضد من المحاصصات أي كان نوعها، بهذا العمل تضيق الخناق على القوى البعثصدامية والتكفيرية التي تريد أن ترجع البلاد إلى الحكم الدكتاتوري الفردي .
أن المطلب العادل لأكثرية أبناء وطننا المنكوب الإسراع في إلقاء القبض على أولئك الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل، جميعنا بانتظار تضافر الجهود لاستكمال الوحدة الوطنية واتخاذ الحيطة والحذر والتأهب للتصدى لقوى الظلام الإرهابية وهو الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد وليس إنشاء جدار كونكريتي حول بغداد أو عدة جدران للمحافظات مثلاً لتصريف الركائز الكونكريتية بعدما اخذ الطلب عليها يضعف ويكاد أن يضمحل تقريباً!!



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع سور بغداد نكته مبكية !
- لا تبالغ أيها النازف سراً
- متطلبات تشكيل الحكومة العراقية الوطنية
- محاولات التوحيد المعمد بالدم
- عيد الشغيلة عيد البشرية والقوى التقدمية
- التهديدات الإسرائيلية وشبح الحرب في الشرق الأوسط
- إلى أين يا حكام إيران ؟
- لعل قرار الهيئة التمييزية إماطة اللثام عن التزوير والمزورين!
- لماذا المقاعد التعويضية للكتل الكبيرة؟
- تشكيل حكومة وطنية ضربة لتكتيك واستراتيجية الإرهاب
- مسيرة فكرية وثقافية وسياسية معطاء
- لا توجد معالجة لظاهرة البطالة والأمية بشكل صحيح في العراق
- اقتراح إلى وزير الخارجية هوشيار زيباري!
- لا غرابة من نتائج الانتخابات وفق قانون الانتخابات اللاديمقرا ...
- وافق شنٌ طبقة في قضية الرئاسة والكرد العراقيون
- جارتي مسرح العمر قصير
- أين ذهبت أصوات حوالي 6 .37% وأصوات الخارج (7. 85%) ؟
- الإجحاف يلاحق المرأة العراقية والعاملة بالذات
- لابد من التغيير وإلا......
- فتاوى لإيقاف عجلة التطور ولإعاقة تقدم المرأة في الحياة


المزيد.....




- زعيم كوريا الشمالية يبعث برسالة لإيران بشأن وفاة إبراهيم رئي ...
- هل أحكمت الشركات الصينية قبضتها على قطاع الطاقة؟
- لقطات تظهر المشتبه بهم في انقلاب الكونغو الفاشل
- الجيش الإسرائيلي: اعترضنا جسما جويا مشبوها من الأراضي السوري ...
- بايدن: هجوم إسرائيل في غزة ليس إبادة جماعية
- سيناتور أمريكي يدق ناقوس الخطر حول احتمالية التخلي العالمي ع ...
- يا شباب العالم اتحدوا
- -شرارة لحرب عالمية ثالثة-.. -بوليتيكو-: قلق أمريكي من اتهام ...
- دقيقة صمت في مجلس الأمن الدولي حدادا على مصرع الرئيس الإيران ...
- إسرائيل تعلن انتشال جثامين 4 رهائن من أنفاق في غزة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - كارثة التفجيرات الإرهابية تطيل عمال معمل النسيج