أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير القريشي - وعي الناخب ما زال أسير النخب السياسية














المزيد.....

وعي الناخب ما زال أسير النخب السياسية


سمير القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتخابات السابع من آذار أفرزت الكثير من المفارقات التي تحتاج إلى وقفة طويلة حتى يتسنى لمن يريد أن يرى للعراق مستقبل مستقر وامن أن يعالجها أذا كانت ضمن الإطار الخاطئ.. ويساندها أذا كانت في ضمن الإطار الصحيح .. هذه المفارقات منها ما هو سيئ إلى حد كبير لابد من القضاء عليه ومنها ما هو رائع وجميل يستدعي العمل على تكريسه وتعميمه وتعمقيه.. المواطن العراقي ما زال والى هذا اليوم وبعد ثمانية أعوام من زوال الطاغية لا يستطيع العيش في مساحة الحرية السياسية التي أتيحت له بعد الاحتلال ضمن مشروع الأمريكي في الشرق الأوسط الفاشل .. مازال المواطن العراقي يعيش في بدوقة النزعة الفردية لشخص الحاكم ..لا يستطيع أو لا يريد أن يفهم أن الديمقراطية لا تتعرف بشخص وشخصية وان النظام السياسي عبارة عن مؤسسات حاكمة لكل منها صلاحيات محدده وفق أسس دستورية وقانونية ... وان الحاكم لا يعدو أن يكون موظف بصلاحيات كبيرة ضمن مؤسسة ذات سيادة ..هذه الرؤية للحاكم في عقل المجتمع العراقي يصعب اجتثاثها بسهولة في زحمة الضغط الذي تمارسه بعض الشخصيات على المواطن العراقي.. هناك شخصيات بعينها استفادت من هذا التفكير الاجتماعي فسجلت حضورا في عقل الناخب العراقي ..هذا الحضور بالواقع الاجتماعي لم يكن وعلى الإطلاق على أساس ما قدمت هذه الشخصية أو تلك من اثر وفعل.. لم يكن ألا على أساس هذه العقلية الاجتماعية أو النزعة الفردية لشخص الحاكم في المجتمع العراقي .. وكواقع شاهد على هذه الحقيقة نرى أن المجتمع العراقي يضع السيد المالكي والدكتور علاوي والجعفري على رأس الشخصيات السياسية لأنهم وببساطة كانوا على رأس الحكومة في دورات وزارية متعاقبة .. ومن اجل ذلك سوقت الدعاية الانتخابية على قياس رمزية هذه الشخصيات قبل أن تسوق على أساس البرنامج السياسي أو الانجاز الوطني ..
الانجاز الوطني لم يكن أكثر من خطابات تسقيط وتسقيط بالضد ... أكثر ما يشد الناخب العراقي هذه الخطابات الفارغة من المحتوى والعمل ....المشكلة المعقدة أن هذه الرمزية تضعها الائتلافات المتنافسة على من تريد أن تصنع منه رمزا.. مع العلم أن العملية الانتخابية في ظل النظام الديمقراطي يجب أن لا تتداخل فيها انعكاسات الرمزية أذا كانت بحق ممن تتضمن موصفات الرمز فكيف بمن يلقى عليه هالات القداسة جورا وبهتان .. الانتخابات في ظل النظام الديمقراطي يجب أن تكون وفق معطيات الواقع وما حققه المرشح وما قدمه من مشروع انتخابي ..لكن الكتل المتبارية في الانتخابات وجدت في القداسة والرمزية سلاحا فعالا في جذب الناخب على ترشحيها وبالتالي بفوزها ....أذن القضاء على النزعة الفردية لشخص الحاكم لا يبدأ من المواطن العراقي بل يبدأ من الكتل المتنافسة في الانتخابات أذا كانت جادة في إشاعة أجواء الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية وان كانت هذه الجدية مشكوك فيها بعد صولات الهرج والمرج في الأعوام الماضية .. الخطوة الأخرى في هذا الصدد أن لا تكتفي المفوضية بمنع نشر صور الرموز الدينية في الحملات الانتخابية فقط بل يجب تحديد لون وشكل وهيئة الدعاية الانتخابية بحيث لا قداسة ولا رمزية لشخص أو أشخاص الكل في النظام الديمقراطية أمام النقد والترجيح وفق أسس وقوانين ولا أريد أن أقول اعتبارات أخلاقية ووطنية لان الحملة الانتخابية الأخيرة لم تترك للأخلاق والوطن أي اعتبار .. على المفوضية أن تحدد الدعاية الانتخابية ضمن أطار القائمة المفتوحة بحيث لا يسمح لمرشح ما في دائرة معينة أن يروج لقائمته في دائرة أخرى لم يرشح فيها .. المهم أن ننتزع من مخيلة العراقي هذا التفكير النمطي المريض لشخص الحاكم .. قد يقول احد أن التجربة الديمقراطية ستقضى في نهاية المطاف على ما تقول.. وأقول أن تحديد الدعاية الانتخابية بأطر قانونية يقع ضمن هذه التجربة وحتى لا نبني ديمقراطية وهمية فقط ونحن في مجتمع شرقي يبتعد كل البعد عن أصول الحرية السياسية ... وإذا أردنا أن نتحدث عن المفارقات الصحية فان أول ما يطلعنا منها هو تضائل نسبة الاصطفاف الطائفي إلى مستوى كبير .. هذه الحالة الصحية في غاية الأهمية وتحتاج إلى تكريسها وتدعيمها والعمل على القضاء على ما بقي من هذه الاصطفافات وبالتالي القضاء على جرثومة الطائفية المقيتة .....ومرة أخرى أقول أن المشكلة في وجود الطائفية هي الكتل السياسية ذاتها فهي من صنع الاصطفاف الطائفي وهي من يقضي علية أذا ما أرادت القضاء علية ..سياسيو الكتل يدعون أن المواطن العراقي نبذ الطائفية وتجاوز أزماته الداخلية وترفع عن الشقاق الوطني... ويقولون أيضاء أن المواطن هو من اجبر الكتل المشاركة في الانتخابات على طرح المشروع الوطني .. والحقيقة هي أن المواطن ومع الأسف الشديد كان ولا يزال وسيبقى إلى أمد نرجو أن يكون قريب أسير لما تطرحه الكتل النافذة سياسيا على الواقع الاجتماعي ..هذه حقيقة والشاهد على ذلك أن طبيعة التحالفات هي التي فرضت على الكتل النيابية طرح المشروع الوطني..لأن هستيريا التسلط والحكم اضطرت الكتل إلى أن تخرج من أفق الطائفية والتي ظهرت بأنها غير قادرة على تحقيق أمال الكتل..هذه الكتل تستطيع وبكل سهولها وبطريقة وبأخرى أن تشحن الشارع بنزاع الطائفي وما سبق الانتخابات من أزمة النائب بهاء الاعرجي دليل على ذلك ..أذن النخب السياسية ولإغراض انتخابية فقط وفقط طرحت المشروع الوطني .. على كل حال هذه المفارقة مع سلبياتها جيدة لكن لا نريد أن تعود النخب السياسية إلى طرح المشروع الطائفي حين ترى أن مصالحها قد تتعرض للانهيار وان كان المتوقع أن تلجا بعض النخب إلى هذا الأسلوب القذر في مفاوضات تشكيل الحكومة القادمة ما بعد نتائج الانتخابات
سمير القريشي



#سمير_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي .. انتصار محاط بهزيمة كبيرة
- الانتخابات وأهميتها في صناعة القرار السياسي الخارجي للعراق
- وابتدأت الحملة الانتخابية المرتقبة


المزيد.....




- هجوم فلسطيني عنيف على واشنطن بسبب الرصيف الأمريكي العائم قبا ...
- شاهد: دخول شاحنات إلى الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قطاع ...
- السعودية قاضته والكويت سحبت جنسيته.. قصة ناشط كويتي معارض لل ...
- لبنان يسلم 20 سوريا لسلطات بلادهم بعد توقيفهم لمحاولتهم الهج ...
- مقتل أربعة بينهم ثلاثة أجانب في إطلاق نار في باميان بوسط أفغ ...
- تحذير فلسطيني.. لن ندير معبر رفح بوجود اسرائيل
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف تجهيزات تجسسية إسرائيلي ...
- -حتى الـCIA لن تنقذه-.. كولونيل أمريكي يتحدث عن مصير زيلينسك ...
- المفوضية الأوروبية تنشر توضيحات حول حظر وسائل إعلام روسية
- -حماس- تعلن مقتل أحد قادتها في غارة إسرائيلية استهدفته قرب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير القريشي - وعي الناخب ما زال أسير النخب السياسية