|
العار : قصة قصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:18
المحور:
الادب والفن
الساحة كبيرة ، تغص بعدد هائل من البشر ، لم أر في طيلة حياتي مثل هذا الجمع العظيم ، جاؤوا من أماكن شتى ،ليشهدوا وضع الحق في نصابه ، ومعاقبة المخلوقة التي جنت عليها الحياة ،وابتسمت لها أخيرا ، فأذاقتها قطرات من السعادة مخلوق خشن الطباع لا يعرف معنى الابتسام يضع القيد في يدي: - تذوقي نتيجة استهتارك يا امرأة أجد نفسي في حالة عسيرة ،تصعب علي الأمور ، التكلم محرم ، فكيف أقوم بالدفاع عن نفسي ؟ أنا بريئة من تهمهم ، وقد تمتعت بما منحه الله لي ، عشت غريبة ، اهتم بعملي وأقوم بواجباتي، بما يستحق الاحترام والتقدير ، سلكت الطريق المستقيمة التي حددوها لي ، حلمت بالسعادة كما يحلم البشر ، قاومت إتباع ما يروم قلبي ، وددت إن يكون زوجي، أول رجل امحضه حبي ، وحتى القبلة البريئة حرمتها على نفسي. الساحة تموج بأفواج من الناس ، وجوه عابسة ،هالها ما أقدمت عليه من إثم، وأخرى ضاحكة، جاءت لتشمت بي ، بما سيلم من حوادث تشيب لهولها الولدان ، تهمتي أنني خرجت على المألوف ،وما استقر بالعرف انه يجب ان يطاع من أحكام ، تبدو بقوة القانون ، صبرت كثيرا ، ثم اتبعت نبضات أوحت لي بالجمال المقيم. قطعة من الحجر صغيرة ، ترتطم برأسي ، تسيل قطرات من الدم ، تعجز أن تقهر روحي رغم الآلام الجسدية المتفاقمة.. - عليك اللعنة أيتها الخاطئة زعم انه يحبني فصدقته ، وكنت ظمأى فوافقت على الزواج ، قال انه مؤمن بالمساواة ،فاستقبله قلبي بالزغاريد ، ظننت ان غربتي انتهت وحرماني ولى.. ماء ساخن ينسكب فوق رأسي ، انظر الى الجماهير الغاضبة ،علني أجد فيها نصيرا ،يستمع لحججي. قال انه لا يحب الجنس ، حزنت قليلا ، ولم ادع إلى فراقه - أيتها العاهرة ، النار ستحرقك ، تقطيعك إربا إربا لن يكفي مرت سنوات وآنا يشتد ظمئي ، أدفن نفسي بالعمل ، داخل المنزل وخارجه ، قال انه لا يملك مالا، واني ينبغي ان أتكفل بالمسؤوليات كلها ، وظهرت أنت حبيبي ، بعد ان ظننت ان شمسي قد افلت ،وماتت زهور حياتي وجف عطري.. - زوجك رائع يا سيدتي ، هادئ ، متواضع متسامح ، فماذا تريدين ؟ قالت الأم لطفلها الصغير: - ابصق في وجه هذه الخاطئة غازلتني يا حبيبي وكأنني احلم ، فلم اعرف كيف يحب الرجل.. - إلى الجحيم يا امرأة ، كيف تخونين رجلا عظيما كريم الطباع ؟ كلمات قليلة منك غيرت حياتي اختفت تجاعيد نفسي، وناءت أمراض قلبي ، امرأة كبيرة السن تتقدم مني ، تصفعني بقوة ، تركلني بقدميها معلنة غضبها العارم على خطيئتي.. يدك تعانق يدي ، تهمس في اذني أعذب الكلمات ، فتحيل صحراء حياتي الى خضرة ، باسقة الأشجار ، تمتص أشعة الشمس، وترتشف روعة الحياة. حذاء مملوء بالوحل ، يصوبه احدهم نحوي ، تتسخ ملابسي ، ووجهي يثير ذلك عاصفة من الضحك.. النجوم تتلألأ ، تعلن ترحيبها بقصتنا ،والقمر يرنو إلينا بمحبة ، طلبت من زوجي ان يتفهم موقفنا، وان يوافق على تطليقي ، فضحك ساخرا مني - وكيف أحيا إن ذهبت ؟ - حياتنا أضحت لا تطاق - ولماذا ؟ اعملي ما يحلو لك ، سيرتك لن تسبب غيرتي.. سرنا معا ذلك النهار وكأننا طفلان ، وأنا نشوى وكأنني ولدت قبل أيام ، تمنيت ان أمنحك كل شيء ، ان أتحول في يدك الى وردة أخاذة، ينعشك عبيرها ، ان اتماهى بك ، بك أينعت حياتي، وأزهرت أيامي، وأثمرت أوقاتها رجل متوسط العمر، قد وخطه المشيب يضربني بسوط - عليك اللعنة ألا تشعرين بالخزي ؟ مرة واحدة استضفتني في منزلك ، يا لتلك السعادة وذلك البهاء أحجار من مختلف الأحجام، يصوبها الناس باتجاهي ، لا أجدك بين الجماهير ، هل سببوا لك الضرر ؟، ابتعد عنهم - أنت أيتها العاهرة ، الموت بانتظارك ، لتكوني عبرة.. إلي بالموت ، فهو ارحم من فراقك
صبيحة شبر
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثقافة وعلاقتها بالتربية
-
الثرثارة : قصة قصيرة
-
حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟
-
دورالأسرة في التربية
-
كاتم الصوت
-
العدالة الاجتماعية وكيفية الوصول اليها
-
الفضائيات العربية ومهمة بناء الوعي وتوجيه الرأي العام
-
نصائح : ق ق ج
-
أيتام
-
هل يصنع النقد أدبا؟؟
-
امرأة ام أنثى؟؟
-
( الحوار المتمدن) وتجربة الأعوام السبعة
-
( أعمامي اللصوص) مجموعة قصص تعري الواقع المنخور
-
كفاءاتنا العلمية ،،،،، الى اين ؟
-
دروس الثورة الاشتراكية
-
حوار مع الناشطة المغربية فاطمة الزهراء المرابط
-
محاورة مقامات عسقلاني
-
قديما مثل هيباشيا
-
( ضفائر الغابة) ومضات ساطعة
-
القصة القصيرة جدا في المغرب
المزيد.....
-
شاهد.. الرئيس الايراني الشهيد بريشة فنان فلسطيني
-
أقوى أفلام الكرتون.. تردد قناة توم وجيري عبر أقمار العرب سات
...
-
بخطىً ثابتة.. -جائزة سليماني- تكرّس حضورها في قلب المشهد الأ
...
-
300 صالة سينما فرنسية تعيد عرض -إنقاذ الجندي رايان- في ذكرى
...
-
تفاعل كبير مع ظهور الشيف بوراك في مهرجان -كان-: ماعلاقة الكب
...
-
فيلم -بوب مارلي: حب واحد-.. محاولة متواضعة لتجسيد أيقونة موس
...
-
-دانشمند- لأحمد فال الدين.. في حضرة وجوه أخرى للإمام الغزالي
...
-
الجامعة العربية: دور محوري للجنة الفنية لمجلس وزراء الإعلام
...
-
تَابع Salah Addin 26 مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 26 مترج
...
-
افتتاح مهرجان -نجوم الليالي البيضاء- الموسيقي في بطرسبورغ
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|