أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - في سجال خطوة إخوان سوريا














المزيد.....

في سجال خطوة إخوان سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 09:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نحا الإخوان المسلمون، على الدوام، لإيجاد موطئ قدم له، مرة أخرى، على الأرض السورية، لاسيما منذ أن حرّم عليهم ذلك تنظيمياً وفق القانون 49 لعام 80، وبعد أن كانوا قد خرجوا من المعادلة السياسية السورية إثر مواجهات الثمانينات الشهيرة مع النظام. وهذا الهاجس الإخواني الكبير هو ما يفسر انخراطهم المباشر في الحراك السياسي السوري، إن كان عبر إصدارهم لميثاق مشروعهم الحضاري، أو من خلال انضمامهم لما يسمى بإعلان دمشق المرحوم لوجهه تعالى، أو من ثم تحالفهم الشهير مع النائب المنشق، في وقت خـُيّل فيه لكثيرين أن النظام بدأ يترنح على وقع ضربات القرارات الدولية، وعلى صدى التهديدات السافرة الرعناء التي كان يطلقها نجوم المحافظين الجدد، ولاسيما أن هدير جنازير دبابات هؤلاء، التي ترابط على مبعدة مئات الأميال، كانت تسمع بوضوح عال في دمشق من بغداد.

وأولاً، وقبل كل شيء، وبالقراءة الواقعية البعيدة عن التشنج والانفعالات، تبدو خطوة الإخوان الأخيرة، وبشكل غير مباشر، تثميناً وتقديراً لمواقف وسياسات النظام، عدوهم اللدود حتى وقت قريب، واعترافاً، وتسليماً بدور وريادة في العمل الوطني أحرجت من خلالها الكثير من أوثق حلفائهم، وألغت هذه الخطوة تراثاً وخطاباً كاملاً باغضاً من التشنج وسيلاً من الاتهامات والتجنيات التي أنزل بها، ولم ينزل بها الله من سلطان. فهل سيعني هذا أي شيء للبعض، وهل يحفـّز بعضاً آخراً لإعادة النظر في سلسلة من المواقف المتشنجة أم يستمر في التمادي في سياسة التوريط الممنهج، وحجب الرؤية المتعمد، وأظلمة وإهلاك الذات المبرمج؟

صحيح أن السياسة فن الممكن المفتوح على احتمالات لا متناهية، ولكن، مع هذا، ثمة ضوابط وقوانين ومعايير عملية وواقعية محسوسة وملموسة تحكمها، أكثر مما تحكمها الأخلاقEthics والإيديولوجيات الجامدة الصماء. فمن كان ذا هامة إيديولوجية عالية خيلاء، عليه ألا يقترب من أبواب السياسة على الإطلاق، لإنها تتطلب قدراً من التنازل والانحناء من وقت لآخر. وهذا لا يعني أن السياسيين أناس غير أخلاقيين على الإطلاق، ولكن يجب أن يتحلوا بقدر كاف من الواقعية والبراغماتية التي تنفع في العمل السياسي أكثر مما تفيد الأخلاق والإيديولوجيات. وأكثر الناس فشلاً وانهزاماً وانكساراً في السياسة، تاريخياً، هم أصحاب العقائد، والأخلاقوية الـ Ethics الجامدة المتشنجة الصماء. النظام "يشتغل" سياسة، والمعارضة "تركبها" الإيديولوجيات، وهذا ما يفسر تفوق النظام على الدوام.

وثمة بدهيات بسيطة لا يمكن تجاوزها في عالم السياسة، الذي تحكمه، وتتحكم به المصالح لا القيم أو الأخلاق ولا الأمزجة أو الأهواء والتمنيات والأحلام. ولعل البدهية السياسية القائلة ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة هي أفضل ما يفسر خطوة الإخوان. فأعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، والعكس صحيح، أي أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم في فضاء متحول على الدوام لا يكف ولا يكل ولا يمل من تأكيد حقائقه مع الزمان. ولو رجـّح الإخوان، اليوم، بعدهم العقائدي التراثي المدرك، فلن يمدوا يدهم يوماً للنظام العابر لحدود إيديولوجية الإخوان.

وعلى مسافة غير بعيدة، في هذا السياق، هناك خطوة "إخوانية" أخرى خطاها باراك أوباما في خطابه الموجه إلى أعداء الأمس الإيرانيين، ولو ظاهرياً، مهنئاً إياهم، بعيد النيروز. إنها البراغماتيات المطلوبة في دنيا السياسة، يجسدها ها هنا الإخوان ، وأوباما، بحرفية ومهنية عالية استنفرت دهشة، وأثارت حفيظة العقائديين والمؤدلجين المبرمجين واللا ساسة في غير مكان والذين ثابروا على ممارسة ذات المنهج العصابي الرافض الشكـّاك والقائم على سياسة التذمر والبكاء واللطم الشامل، وعدم الإعجاب والانسجام مع أي شيء لا من جهة النظام، ولا من جهة المعارضة على حد سواء.

وكما أننا لا نرى كبير فرق بين الإخوان، كفصيل معارض، وبين طيف كبير مما يسمى بالمعارضة السورية، وإن اختلفت المسميات، واللغة والمفردات، ولو كان هناك ثمة فرق، أحيانا، فهو، حتماً، بالدرجة وليس بالنوع، فالمنطلقات كانت شبه واحدة، تقريباً، على الدوام، فقد أتى ما يسمى إعلان دمشق ليبرهن على هذه الحال.

فحركة الإخوان الأخيرة هي وفقاً، لاعتبارات مصلحية بحتة، وسياسية محضة، وميلانات وتأرجحات براغماتية ودورانات محكمة مع عجلات القوى التي عاد بها النظام بقوة إلى الساحة إقليمياً، وعالمياً برفع راية التغيير المناقضة كلياً لسياسات بوش، وأثمر كل ذلك رؤية إخوانية جديدة خاصة، وقراءة عقلانية للواقع مختلفة عما مضى، ما حفز خطوتهم التي ربما لن تعطي ذات بال لقراءة الآخرين ورؤيتهم له. وحين تحرك الإخوان ذات زمن، وفي تلك السياقات الإقليمية الضاغطة المعروفة على النظام، كانوا يتحركون وفق معطيات محددة، وقراءة آنية، ووفقاً لذات شروط اللعبة وقوانين السياسة التي يتحركون من خلالها هذه الأيام.

وبغض النظر عن استجابة النظام أم لا، ومدى بطء وسرعة تلك الاستجابة وهذه تبقى لوحدها في إطار التكهنات، وإن كان من غير المحتمل أو المفترض أن تمر هكذا من دون استثمارها بشكل ما، فتبقى السياسة والمصلحة والبراغماتية الواقعية وحدها هي وراء خطوة الإخوان، وهذا ما لا يحاول أن يعيه بعض "الإخوان"، من غير الإخوان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير
- لماذا تقتلون النساء؟
- التغريبة العيدية من العقلانية إلى الهاويات الفكرية
- الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد
- المحاكم الدولية والشرق أوسطية
- سُحقاً للثّقافة الَبدويّة
- لماذا يَسْجِدون؟
- محاكم وتقارير أي كلام!!!
- المطلوب رأس العرب فقط
- هَذه بَضَاعَتُكُم رُدّتْ إِليْكُم
- هل يتكرر سيناريو العراق في إيران؟
- سنة إيران وشيعة الخليج الفارسي
- رداً على فؤاد الهاشم


المزيد.....




- وفاة شخص وإصابة آخرين على متن طائرة الخطوط السنغافورية بسبب ...
- مع بدء التحقيق في حادثة تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. خريطة ...
- لماذا لم تستخدم مصطلح -الإبادة الجماعية- في طلب مذكرات الاعت ...
- حالة الملك سلمان الصحية.. ولي العهد السعودي يُعلق ويدعو لوال ...
- الدفاع الروسية: تحييد 1.6 ألف جندي أوكراني وتدمير 10 من صوار ...
- ولي العهد السعودي يتحدث عن صحة الملك سلمان
- فولودين يمثل بوتين في مراسم وداع الرئيس الإيراني
- دولة خليجية تعلق على طلب مدعي -الجنائية الدولية-
- قطر تحذر من -الطريق المسدود- بشأن المفاوضات بين إسرائيل وحما ...
- نقطة حوار: لماذا يتحرك الشارع الغربي لوقف حرب غزة ويبقى العر ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - في سجال خطوة إخوان سوريا