أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - عيد حب الماني














المزيد.....

عيد حب الماني


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 2555 - 2009 / 2 / 12 - 06:30
المحور: سيرة ذاتية
    


حادثة حقيقية تلك التي سأرويها لكم في سطوري هذه ، حدثت في نهاية تسعينيات القرن الماضي ، فـ ( ابو وسن ) رجل كان في نهاية عقد عمره الرابع حينها ، وهو عراقي من اهل ديالى ، سكن بغداد وتزوج فيها من عراقية وانجب منا ثلاثة ابناء وبنتين .
ابو وسن كان قد اوفد الى المانيا في السبعينيات بدورة تدريب فنية عندما كان موظفا فنيا على ملاك السياحة العراقية ، وكان تعرف خلال فترة ايفاده على شابة المانية ، وتبادلا الحب طيلة عام كامل هو مدة الدورة .
فقد ابو وسن زوجته اثر وفاتها صريعة مرض عضال عام 1998 ، الامر الذي زاد في تعاسة ابي وسن الذي كان يعيش حياة حصار قاسية كبقية العراقيين الذي دفعوا غاليا اجور لعبة بين دكتاتور واطراف دولية لم يحسبا لبشر العراق حسابا سوى اعتبار انهم ليسوا بشرا .
ابو وسن ، في محنته تلك اتجه باحاسيسه وانظاره الى حبيبته الاولى ، الحبيبة الالمانية ، وليقامر بمراسلتها على عنوانها المثبت لديه قبل حوالي عشرين عاما ، وشاءت الصدف ان تجيبه حبيبته بانها هي الاخرى فقدت نصفها الاخر ، باعثة اياه صورتها الجديدة ، كاشفة له بصراحة منظر جمالها الجديد بعد عقدي زمن .
اجابها ابو وسن بانه ما زال يحبها ، وانه مستعد للاقتران بها كزوجة شرط ان تنتشله من العراق .
ما هي الا اشهر واذا برسالة عاجلة من الحبيبة الالمانية تطالب حبيبها العراقي بالسفر الى ليبيا لمقابلة السفير الالماني هناك لغرض منحه وثيقة الدخول الى المانيا .
وصل ابو وسن سماء المانيا واستقبل على ارضها في المطار استقبالا لا يحصل الا في الافلام الهندية ، فقد كان في استقباله كادر بهي كبير من قناة تلفاز المانية مختصة ببث الحوادث النادرة بثا مباشرا ، رتبت القناة لقاءا مع ابي وسن وهوعلى مدرجات النزول من الطائرة للتعرف على المزيد من روابط الحب بينه وبين حبيبته الالمانية ، الامر الذي اثار استغراب ابي وسن بينما تصور نفسه في لحظات اخرى انه اصبح شخصا مهما يستحق كل ذلك الاهتمام .
فريق اخر من نفس القناة التلفازية كان يرافق الحبيبة الالمانية في بيتها ليصور ردود أفعالها وهي تتفاجأ بظهور حبيبها العراقي على شاشة التلفاز ، حيث اخفي على الحبيبة موعد وصول ابي وسن الى المانيا ، برنامج القناة كان تحت عنوان ( حب يتجدد بعد عشرين عاما ) .
القناة اقامت حفل زفاف الحبيبين على حسابها الخاص لتنقله نقلا مباشرا ايضا ، بعد ان عمدت الى تدريب ابا وسن على ( اتيكات ) الرقص والاحتفال .
عاش ابو وسن ( الاجنبي ) في المانيا ولم يحتار في ايجاد بيت يأويه ، او في ثقافة يريد تعلمها او في معيشة يقتات منها او في علاج طبي يحتاج اليه ، اختار ابو وسن حبيبته وتزوجها دون ان يجد واياها أحدا يسألهما عن دينهما وملتهما ، فلم يعد اعتناق الدين سوى امرا شخصيا لا اكراه فيه على الزوج او الزوجة ، لاي سبب كان ، في عالم فتحت امام الانسان كل سبل التعرف والاطلاع .
انها قصة حب عراقية المانية رائعة حدثت في المانيا ، ترى متى سيعيش العراقيون قصص حب في بغداد ، قصصا لا تعيقها هموم السكن والصحة والمعيشة ، قصصا لا يفسدها اكراه انسان على رأي او دين او معتقد ؟
يليق بالالمان الاحتفال بعيد الحب كل يوم ..
يحق للالمان ان يفخروا انهم بشر ..
يحلم العراقي بيوم يعامل فيه مثل البشر .



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صابونة
- باعة جنس
- الى الوراء در كبول البعير
- بريشة الوردي ..السياحة في العراق حتى 2003
- الى المثقفين والحكومة العراقية - جامعة الوردي للعلوم الانسان ...
- عراقي في مربع نزاهة / حوار مع رئيس هيئة النزاهة في العراق
- نفي انباء ملفقة عن وزير عراقي
- امام الجهات المسؤولة : قانون المفصولين السياسيين في العراق ب ...
- بريشة العالم الوردي .. السياحة في العراق
- امام الجات المسؤولة : قانون المفصولين السياسيين بصراحة منطقي ...
- بين تربيتي السليمانية والرصافة : شر الادارة ما يضحك
- اتصالنا والانترنيت
- الحرية بين ارصفة بغداد والقاهرة
- بريشة العالم الوردي .. لوحة اطبائنا ومرضاهم
- ازمة سكران مع صندوق النقد الدولي
- ام كلثوم تشدو لعشاق بغداد
- لبن كتل سياسية عراقية
- بريشة العالم الوردي .. لوحة اطبائنا في المستشفيات
- بريشة العالم الوردي .. لوحة عيادات اطبائنا
- بريشة العالم الوردي .. لوحة اطبائنا


المزيد.....




- الزيارة السابعة.. وزيرة الخارجية الألمانية تصل إلى كييف وتحم ...
- واشنطن بوست: إسرائيل تتجه نحو تنفيذ عملية عسكرية محدودة في ر ...
- شاهد: نيوزيلندا وأستراليا تجليان رعاياهما من كاليدونيا الجدي ...
- -تحالف الراغبين-.. المبادرة الإسبانية للاعتراف بدولة فلسطيني ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 3 مسيرات وصاروخ فوق مقاطعتي بيلغور ...
- عشرات الهزات الأرضية غير المسبوقة تثير الذعر في جنوب إيطاليا ...
- تقرير: إسرائيل تنتقل إلى خطة هجومية -أكثر محدودية- على رفح و ...
- في ألمانيا، يحيّدون السياسيين غير المرغوب فيهم
- يطالبون نتنياهو بعدم احتلال غزة
- وزيرة الدفاع الإسبانية تعلن إعداد حزمة مساعدات عسكرية جديدة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل قرياقوس - عيد حب الماني