أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام محمود فهمي - لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...














المزيد.....

لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


غزة تحت النيران، صواريخ وقنابل اسرائيل حولت برودة الِشتاءِ إلي حرٍ قائظٍ، جعلت من ليلِه الطويلِ نهاراً ساطعاً؛ قتلي بالمئات، صراخٌ ونحيبٌ، استغاثاتٌ، تصريحاتٌ ناريةٌ، حتي الآن، علي الأقل. بدأت المظاهراتُ العربيةُ مصحوبةٌ باتهاماتِ العمالةِ والخيانةِ، دعواتُ القمةِ إياها علَت، لا بدَ من إثباتِ الوجودِ. إعلامُ الانتفاعِ والافتعالِ أطلقَ أصواتَه المتشنجةَ وأقلامَه المخادعةَ؛ نفسُ السيناريوهات، نفسُ المشاهدِ، نفسُ الأداءِ، نفسُ الأدوارِ، لا يتغيرون ولو تغيرَ الزمن، وراءَ كل نكبةٍ، هم منتحبوها، منتفعوها، مرتزقتُها. الأنظمةُ العربيةُ سخنت الأجواء الإعلاميةَ، تم تجييش المتظاهرين، شحذوا حناجرَهم، اسرائيل معتديةٌ جانيةٌ باغيةٌ. المعارضون لا يريدونها إلا فرصةً للظهورِ والمزايدةِ، همهُم أنفسُهم، لا حماس ولا غيرها، سبوبةٌ من ضمن، لا أكثر.
من الجاني؟ اسرائيل تري في هجومِها ردٌ علي صواريخ حماس، حماس وجدَت في صواريخِها دفاعٌ شرعي عن وطنٍ محتلٍ. وضعُ غزة منذ سيطرةِ حماس عليها تدهورَ من بؤسٍ إلي بؤسٍ، نظرةُ حماس للحكمِ باعتبارِه هدفاً في حدِ ذاتِه حصرَتها في ثقبِ إبرةٍ، خنقتها تصريحاتِها النارية وتخيلُها وجوبِ فرضِ نهجِها علي من حبسَتهم في غزة وعلي جيرانِها، شمالاً وجنوباً. لا العالمُ يقبلُها ولا امكاناتُها تسمحُ لها بنشرِها أو الدفاعِ عنها. ولي عهدُ الصراخِ في الميكروفوناتِ، استدرارُ التاريخِ وتأويلُه لا يصنعان الحاضرَ. حماس غرَقَت في بحورٍ عمقتها بأيديها، حاربَت طواحينَ الهواءِ، انتهَجَت العنفَ مُتوهمةً أن استخدامَه من حقِها، وحدها، به ألقت فتح من الشبابيك وتجبرَت عليها؛ عاشَت الأوهامَ، حشَدَت العروضَ العسكريةَِ الصارخةَ، تغنَت بصواريخِها التي قتلت خطاءً أطفالاً فلسطينيين، وصلَت في سكرتِها إلي إنهاءِ الهدنةَ مع اسرائيل. لم تفكرْ حماس في التحولِ من الشعاراتِ إلي السياسةِ، إلي المتاحِ، انهكَت نفسَها في نزاعاتٍ غيرِ قابلةٍ للانتهاءِ. لم تجلسْ حماس علي مقاعدِ المسئوليةِ عن شعبٍ، إنما جرَبَت فيه شعاراتِها، ساقَته بالعنفِ، سلَطَت إعلامَها لغسلِ الأدمغةِ، حتي الأطفال حاصرت عقولَهم برسومٍ كرتونيةٍ تحضُ علي العنفِ وكره الآخرين. نسيت حماس أن الحكمَ مسئوليةٌ، حفاظٌ علي الحياةِ، الإنسانُ لا يعيشُ بالشعاراتِ، ليس وقوداً لمغامراتِها وفأراً لتجاربِها.
إذا كانت حماس قد حسَبَت وفكرَت قبل أن تنهي الهدنةَ وتُطلِق صواريخَها فإما أنها علي قدرِ فعلِها فلا يحقُ لها التباكي والولولة، أو أنها لم تحسبْها ولم تفكرْ وتلك كارثةٌ. من المفترضِ أن حماس يقومُ عليها راشدون يُسألون عن أفعالِهم ويتحملونها، علي قدرِ فعلِها وردودِ أفعالِها لا بدَ أن يكونوا، أو فليصمتوا، ليجعلوا صواريخَهم في مخابئها، ليس لهم أن يطلبوا من الآخرين أن ينجروا إلي معاركِهم. اسرائيل تغولَت بالديمقراطية والعلم واحترام مواطنيها، الدولُ العربيةُ جمعاءُ داسَت مواطنيها، أفقدَتهم اتزانَهم النفسي، حماس ليست بمختلفةٍ، ولا حزبَ الله.
صرح اسماعيل هنية ألا تراجعٌ حتي لو أُبيدَت غزة، لم يقلْ لو أُبيدَت حماس، لقد استباحَ غزة وأهلَها وقوداً لسياساتٍ بلا تخطيط، لا غرابةَ في أن تتمادي اسرائيل، في أن تجدَ مبرراً ذهبياً للخلاصِ من حماس، العالمُ لن يلومُها، لا في مجلسِ الأمنِ، ولا في غيرِه، مصيبة،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش انضرب.. وماله
- روز اليوسف ليست ظاهرة ..
- الشريعة السعودية..
- هيا نبلطج.. هيا نتحرش
- نصرة قوية يا أوباما..
- وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...
- مصر في بكين..
- الجامعات..بين الغضب والأسف
- بدءُ الدراسةِ.. تربوياً


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام محمود فهمي - لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...