أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف














المزيد.....

رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 04:44
المحور: الادب والفن
    



صدرت رواية " امرأة الرسالة " للأديبة رجاء بكرية عن دار الاداب للنشر والتوزيع في بيروت ، تقع الرواية في 366 صفحة من الحجم المتوسط.
سبق وان قرأت للاديبة رجاء بكرية رواية " عواء ذاكرة " ولفتت انتباهي بمضمون روايتها الذي تحلى بجرأة لم اعهدها من قبل خصوصا في الكتابة عن العلاقية بين المرأة والرجل، وهذه المرة وانا امام " امرأة الرسالة " وقعت فيما يشبه " الكمين " قادتني اليه رجاء بكرية دون ان تقصد هي ذلك، ودون ان اقصده انا ايضا ، فلوحة الغلاف الخارجي تحمل صورة لامرأة لم استطع ان أتبين ان كانت حاملا أم هي بدينة، أم ملابسها فضفاضة الى درجة أخفت ملامح جسدها ، وامام المرأة كرسي وبعض كتب - ان استطعت تمييز ذلك - وتقرأ رسالة في يديها ، لكن ملامح المرأة لا توحي بأي شكل من الأشكال بانها عربية أو ذات ملامح شرقية ، انها اقرب ما تكون الى رسم النساء في اللوحات الاوروبية في القرون الوسطى أو قبل ذلك .
ثم جاء الاهداء " الى عكا واليك " فمن هي المخاطبة الاخرى بعد عكا ؟؟ هل هي مدينة اخرى أم امرأة اخرى أم ماذا ؟؟ هذا ما لم استطع تمييزه ايضا .
ومع ذلك دخلت صفحات الرواية التي جاءت على شكل رسائل تتحدث فيها الساردة بلغة المتكلم، أو بضمير الأنا ،وفيها من البوح الشيء الكثير . قرأت الرواية من الغلاف الى الغلاف، وأعدت القراءة باحثا عن الحبكة الروائية التي تعودت قراءتها ، فوجدت نفسي امام لغة ادبية جميلة ، وجدت الكاتبة تعزف على وتر جماليات اللغة ، تتلاعب بالمفردات وبالجمل كيفما شاءت، تتلاعب بها بشاعرية واضحة ، تعجن الكلمات فتخرج جملا تفوح منها رائحة الادب، وعبق لغتنا الجميلة ، لكنني لم استطع الامساك بتلابيب أو بطرق بناء الحبكة الروائية التي تعودناها في الادب الكلاسيكي ، أو في ادب الحداثة الروائي . ومع ذلك ما وجدت الفن الروائي الذي تعودته، فهل كل هذا البوح الجميل، وهذا التلاعب بجماليات اللغة في امرأة الرسالة خروج عن الفن الروائي المألوف الذي تعودناه ؟؟؟
في الواقع انه كذلك ، فامرأة الرسالة هي تجريب جديد تخوضه رجاء بكرية، وهذا من حقها ،ومن حق اي كاتب ان يلجأ الى التجريب، وان يخرج عن تصنيفات الالوان الادبية المعروفة، كالقصة والقصة القصيرة جدا والرواية والشعر والمسرحية والخاطرة والمقالة ، ومع ان التجديد في أي شيء مغامرة قد تـُحسب للمجدد أو عليه، الا انه يبقى تجريبا ستثبت الايام ايجابياته أو سلبياته، وانا اتذكر هنا رائعة اميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل " التي صدرت في بداية سبعينات القرن العشرين، فقد كان خروجا عن المألوف في الفن الروائي العربي، ومع ان الراحل اميل حبيبي كان متأثرا فيها بـ " كنديد " رائعة الفيلسوف الفرنسي فولتير، الا انها لاقت اقبالا واسعا من الادباء والنقاد والقراء العرب ، ولعل شهرة اميل حبيبي كقائد سياسي وحزبي وصحافي واديب متميز قد ساهمت في هذا القبول، بحيث اخضعها النقاد الى الكثير من الدراسات المعمقة وما تبعها لاحقا من ترجمتها الى عدى لغات اجنبية، كنموذج للرواية العربية الابداعية الحديثة .
فهل تجديد رجاء بكرية في " امرأة الرسالة " سيلقى نفس القبول عند النقاد والقراء ؟؟ فهذا ما نأمله خصوصا وان الاحصائيات اشارت الى انها اكثر الكتب العربية مبيعا في باريس على الأقل .
لقد كان واضحا في رسائل " امرأة الرسالة " التركيز على نقطتين ، النقطة الاولى تتمثل حول الفلسطينيين الذين عضوا على تراب وطنهم بالنواجذ، وبقوا في مدنهم وقراهم داخل حدود دولة اسرائيل بعد قيامها المرافق لنكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 ،وما تعرض له هذا الشعب من قمع قومي وطبقي واضطهاد ديني .فسياسة اسرائيل التي تعاملت معهم ولا تزال معاملة تميزيية وعنصرية واضحة ، مع انهم حسب القانون الاسرائيلي نفسه يعتبرون مواطنين اسرائيليين ، بعد ان اصبحوا بقدرة الاستعمار والصهيونية العالمية الى اقلية في وطنهم ، فهم من ناحية مواطنون في دولة اسرائيل، ومن ناحية اخرى هم جزء من شعبهم الفلسطيني وامتهم العربية الذين تحاربهم اسرائيل ويحاربونها ، أو هم كما قال احدهم : دولتي تحارب شعبي وشعبي يحارب دولتي، وهذه الازدواجية بين الولاء للدولة وبين الانتماء للشعب والأمة قد وضعتهم في ازدواجية لم تكن خيارهم ابدا ، وهي مفروضة عليهم شاؤوا ذلك أم أبوا ،والقضية الثانية هي قضية الجنس أو علاقة الرجل بالمرأة ،وقد جاءت في امرأة الرسالة بجرأة متناهية حيث طرحت احتياجات المرأة وعلاقتها بالرجل، وما ينتاب هذه العلاقة من قيود دينية واجتماعية وتربوية .
وهنا لا بد من الاشارة الى ان رجاء بكرية ومن خلال كتاباتها امرأة تحترم انوثتها بشكل فائق، دون الاكتراث بالقيود المفروضة والتابوهات الاجتماعية، فهي تكتب ما تشعر به هي وبنات جنسها، وبعدها فلكل شأنه في كيفية فهمها أو عدم فهمها فكلا الحالتين سيان.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث
- تخلف ما بعد الحداثة
- وداعاً زكي العيلة
- نكبة واستقلال
- مشروع اصلاح أم نعميق تبعية
- مراجعة للواقع في الأول من أيار
- مسرحية مملكة المرايا والأهداف النبيلة المتوخاة
- ديمة السمان تفتح أبواب الرواية العربية حول القدس
- بين حرية التعبير والتدمير
- قراءة في اغاني أطفالنا انتماء لبلادنا
- ثقافة الطخطخة
- حقوق الانسان الفلسطيني وجرائم الحرب
- لا لقتل وتجويع شعبنا في قطاع غزة
- تراث شعبي :أغاني الهدهدة


المزيد.....




- طريقة تنزيل تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 نايل سات لمتابعة ...
- نتنياهو عن إصدار مذكرة اعتقال ضده من الجنائية الدولية: مسرحي ...
- كرنفال الثقافات في برلين ينبض بالحياة والألوان والموسيقى وال ...
- ما الأدب؟ حديث في الماهية والغاية
- رشيد مشهراوي: مشروع أفلام -من المسافة صفر- ينقل حقيقة ما يعي ...
- شاهد الآن ح 34… مسلسل المتوحش الحلقة 34 مترجمة.. تردد جميع ا ...
- مصر.. تأييد الحكم بالسجن 3 سنوات للمتسبب في مصرع الفنان أشرف ...
- بعد مسرحية عن -روسيات ودواعش-.. مخرجة وكاتبة تواجهان السجن ف ...
- بقضية الممثلة الإباحية.. -تفاصيل فنية- قد تنهي محاكمة ترامب ...
- مصر.. القبض على فنان شهير بالشيخ زايد بتهمة دهس سيدتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف