|
النظام السوري يستمر في اعتقال قيادات إعلان دمشق.....أي نظام أرعن هذا
أحمد الزعتر
الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 02:34
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تتقدم قطعان الميلشيات الأمنية بشجاعة نادرة لإحتلال الموقع ، فرق الاستطلاع والمراقبة والتنصت والرصد قدمت كل المعلومات الدقيقة عن الموقع وعن إحداثياته إلى وحدات التنفيذ المحترفة ، تتوزع القطعان المهاجمة الأمكنة وتحاصر الموقع ، قسم يحتل سطح الموقع والأسطحة المطلة عليه، آخر يحتل الشوارع ، قسم ينتظر في الآليات المرافقة والمموهة بشكل محترف ، الأسلحة جاهزة ، يتم إحتلال الموقع بسرعة فائقة ، يتصل قائد القطعان بسيده الذي يتميز بصدر مملوء بالأوسمة ، ...سيدي ، تم تنفيذ المهمة وبنجاح تام. وكي لا نتوه في التفاصيل ، لم يكن هذا الموقع موقعاٌ إسرائيلياٌ في الجولان الحبيب تم تحريره ، بل مشهد متكرر ومحزن ، يحدث في سورية وبلا إنقطاع منذ السبعينات أثناء اعتقال ابناء سورية اللذين يقولون ، لا و ألف لا للديكتاتورية ولقانون الطوارىء وللسجون ولتخريب الأوطان ، وما هذه الطريقة الفاشية والوحشية في إعتقال نبلاء الأمة ، واللذين لا يملكون سوى الأقلام والفكر للتعبير عن عشقهم لأوطانهم ، سوى نشر الرعب والخوف والتردد واللاجدوى في قلوب الشعب السوري الصابر والصابر ....ولكن إلى حين . لم يكن للحركة التصحيحية التي قام بها الأسد الأب في السبعينات من القرن الماضي أية استراتيجية وطنية واضحة ،فهو نظام اللاسلم واللاحرب ، وهو نظام اشتراكي وتقدمي كما يدعي ، ومع ذلك كان أميناٌ في تنفيذ مهمات امريكية بدقة ، نذكر على سبيل المثال دخوله العسكري إلى لبنان ،إرسال جيشه إلى حفر الباطن ، وهو نظام قومي عربي ، ولم يتردد في دعم إيران الفارسية في حربها مع العراق العربي ، ويدعي أنه تقدمي ، ومع ذلك فهو يستخدم الطائفية وبشكل مدمر للحفاظ على نظامه اللاشرعي ، يمكن للمرء أن يذكر في هذا الصدد الكثير من الأمثلة التي تعكس غياب اي استراتيجية وطنية لهذا النظام ، ولكن وبالتوازي هناك الكثير....الكثير من الوقائع التي تثبت أنه كان للنظام نية مبيته واستراتيجية واضحة في السيطرة على المجتمع السوري ، مستخدماٌ الأجهزة المخابراتية المتعددة التي لم يكن لها أية مهمة سوى تثبيت النظام الديكتاتوري وبالقوة مستخدمة كل الأساليب القذرة والوحشية والفاسدة وبشكل شمولي ، لا تخضع إلى أي مسائلة قضائية ، أجهزة فوق القانون . كرست الحركة التصحيحية نهجاٌ ، لطالما كانت تستخدمه وكالة المخابرات الأمريكية كشعار لها " أشتره ، ومن لم تسطع أن تشتره....أقتله " . استخدمت اجهزة الأمن كل الوسائل التي تبتدىء بالترغيب ، والتي تتضمن ترغيب بالفساد وتكديس الثروة من خلال ذلك ، تقوم هذه الأجهزة بالتغاضي عن ذلك على شرط أن يقدم المرء كل الخدمات للنظام وتقديم المعلومات وتنفيذ اي مهمة مطلوبة منه ، أصبح حزب البعث أداة تنفيذية للمخابرات ، الجبهة الوطنية ...قادتها موظفين لدى أجهزة الأمن ..مجلس الشعب ..موزعة مقاعده بالتساوي بين أجهزة الأمن المختلفة ، قسم محسوب على الأمن العسكري ، قسم محسوب على أمن الدولة ، قسم محسوب على الأمن السياسي......وهكذا ، هذا هو حال السلطة التشريعية في سوريا ، والذي يقرأ الأحكام الصادرة بحق المناضلين الصادرة عن القضاء السوري في أيامنا هذه ، يستنتج وبسهولة أن القضاء السوري أداة تنفيذية رخيصة لأجهزة المخابرات ، والقضاة أيضاٌ يتوزعون الولاء للأجهزة المخابراتية المختلفة ، والغير تابع يوجهه الخوف لتاريخه المملوء بالرشاوى . ولكن هل كل الشعب السوري قابل للشراء ، الجواب بشكل قاطع ...كلا ، والدليل لم يتوقف هذا الشعب ولو للحظة إلا وعبر عن رفضه لهذا النظام وقدمت نخبته كل ما تملك في سبيل أن تبقى شعلة المعارضة مضيئة ، ولتثبت أن الشعب السوري جدير بأن يعيش بكرامة وحرية ومواطنة صحيحة ، ولا شيء فوق القانون ،تعاملت الحركة التصحيحية بقمع عار ومجنون مع هذه الفئة النبيلة ، فكان الإغتيال الجسدي والتمثيل في الجثث ، وكانت السجون والمعتقلات نصيب من تبقى منهم على قيد الحياة ، يذيقهم الجلادون طعم الموت كل يوم لتحطيم روح المقاومة لديهم ، والكثير منهم مات تحت التعذيب ، ومنهم من أصابته عاهة نفسية ، ولكن من يستطيع أن يقتل روح المقاومة عند هذا الشعب الصابر المحب للحياة . يستمر الإعتقال السياسي دون إنقطاع من نظام أرعن إلى درجة الإدمان ، توازياٌ مع طرحه شعارات الإصلاح والتجديد ، وسورية الحديثة . اخر الإعتقالات ، إعتقال السيد محمود النجار في مدينة حلب ، وهو شخصية مستقلة ومن قيادات إعلان دمشق ، ومن الذين يؤمنون أن المعارضة في أي مجتمع هي حق طبيعي مشروع ،طالما تبتعد عن العنف وتعمل تحت سقف القانون ، وبذلك إنضم إلى الكوكبة النبيلة التي سبقته ...الدكتور عارف دليلة ...الكاتب ميشيل كيلو...الدكتورة فداء حوراني....أكرم البني ورفاقهم. سنرى ..وفي القادم من الأيام ، أن الأنظمة الديكتاتورية ، ومهما بلغت من قوة ومن شمولية ، مصيرها مزابل التاريخ ، والمستقبل هو للحرية والحياة ....ولكن متى يتعظ الذين يحلقون في احلامهم المريضة .
#أحمد_الزعتر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفاشست يمسحون لواء اسكندرون السليب من الذاكرة الوطنية السور
...
-
سوريا......يا حبيبتي
-
رياض الترك الإنسان والمناضل..... رجل سياسة ودولة من طراز رفي
...
-
الشهيد غازي يونان ....الجزيرة السورية مرجل قابل للإنفجار
-
الله..... نصر الله......الضاحية وبس
-
الرئيس تشافيز أيها النورس الجميل ماذا تفعل في قفص الدجاج الد
...
-
ألا يستحق لبنان سفارة في دمشق ؟
-
عذراً سماحة الشيخ نصر الله
المزيد.....
-
إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة
...
-
بالصور.. بدء تسليم المساعدات لغزة عبر الرصيف البحري
-
زيلينسكي يرفض -هدنة أولمبية- يريدها ماكرون ويتحدث عن أكبر مي
...
-
مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن ا
...
-
مستشار الرئيس الإماراتي يعلق على لقاء بن زايد وبن سلمان والن
...
-
وكالة: كوريا الشمالية تختبر صاروخا باليستيا تكتيكيا بنظام تو
...
-
مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل برفح
-
أنور قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
-
كيف يعمل دماغك فعليا؟
-
طبيب يشرح أسباب الأقدام المسطحة
المزيد.....
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
-
سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
/ دلير زنكنة
-
أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
/ سمير الأمير
-
فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|