|
مكانة المرأة العراقية بين الواقع والطموح
صارم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 13:13
المحور:
الكتاب الشهري 4: دور المرأة في عراق ما بعد التغيير, حرية ومساواة المرأة بالرجل جزء أساسي من قيم المجتمع المدني الديمقراطي
ما تمر به المرأة العراقية في هذه المرحلة يعتبر من اشد واقسى ما مرت به على مر المراحل والحقب واكثرها هولا وظلما ، فما يتعرض له الانسان العراقي عامة من قتل وتعذيب وتهجير واغتصاب واضطهاد وفساد مالي واداري وخداع وتضليل تتعرض له المرأة بشكل مضاعف كونها امراة فما يكون ممكنا ولو قليلا للرجل هو محرم وممنوع على المرأة نتيجة الارهاب الخارجي والداخلي من قوى سلفية تكفيرية او ميليشيات سنية و شيعية وتقاليد وعادات قبلية وعشائرية مجحفة بحق المرأة ومكانتها الطبيعية مع الرجل في كافة المجالات . وقد اثبتت المرأة العراقية جدارة عبر مختلف المراحل كونها جديرة بالمسؤولية سواء بالمؤسسات الخدمية او بتبؤاها اعلى المناصب الادارية او على الصعيد الاجتماعي الى اهم القضايا الفكرية والمصيرية في تأريخنا الحاضر والابداع الادبي والفني ، فمن اول وزيرة وهي السيدة نزيهة الدليمي منتصف القرن الفائت والتي تعتبر من الرائدات في هذا المجال الى تطور الحركة النسوية في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات وبعد ثورة 14 تموز 1958 وصعود الاتجاه التقدمي الى الساحة والمؤمن والداعم لقضايا المرأة ومساواتها ، ورغم ما تعرضت له تلك الحركة الجماهيرية والمراة من ضربة موجعة بعد الانقلاب الفاشي الاسود في 8 شباط 1963 والتي حدث فيها للمرة الاولى في تأريخ العراق الحديث اغتصاب جماعي منظم لها في اقبية ومعتقلات تلك القوى الفاشية والدموية والتعذيب والملاحقة وكل انواع التعسف والجور الا انها ظلت تناضل جنبا الى جنب مع الرجل العراقي في سبيل قضايا الوطن عموما و قضايا المرأة خصوصا وطوال تلك السنوات الى حد سقوط الصنم عام 2003 كانت هناك فسحة من التحرك لمارسة جزء من حياتها ودورها السامي كعضو فاعل ومؤثر في المجتمع لا لكون النظام السياسي رحيما وعطوفا ومهتم بقضايا المرأة لكن كون الحياة المدنية لم تتأثر كليا بأفرازات تلك المرحلة لان ما جرى كما ذكرت كان يجري في اقبية وزنازين ذاك النظام الوحشي الساقط وحتى الحروب كانت اما حدودية كالحرب العراقية الايرانية او قصيرة كالحروب التي تلتها ، والاحداث خلال الحرب العراقية الايرانية الممتدة بين 1980-1988 وفراغ الساحة على الصعيد المدني من الرجل نتيجة ذهابه الى ساحات القتال على الجبهات ونجاح وبراعة المرأة العراقية بتلك المهمة والتي كانت لوحدها في هذا المضمارفي مختلف الميادين ، في دوائر الدولة والشركات وكطبيبات واستاذات وغيرها من النواحي قد اثبت ايضا بأنها ليست بأقل شأنا من الرجل ، اما الان فأن النار المستعرة الشارع العراقي التهمت الكثير وتناولت الكثير من مفاصل الحياة حيث اصبحت المرأة عنوانا للاختطاف والاغتصاب والتنكيل وقد يكون ذلك انتقاما من طائفتها او قوميتها ،اخيها ، زوجها .....الخ هذا طبعا الاجرام لاسباب مالية بحتة كطلب الفدية او فقط لانتهاك عرضها والتسلي بها كونها فريسة في مجتمع الغاب في ظل الفوضى والتدهور الذي يمر به عراقنا هذا عدا طبعا عن هيمنة قوى الظلام والرجعية على الشارع بل وحتى داخل قبة البرلمان ومجمل العملية السياسية مختلف التشكيلات الحكومية من وزارات و دوائر حكومية ومؤسسات ومنظمات والتي تعتبر المرأة عورة يجب ان توارى عن الانظار وانها يجب تفعل فقط ماهو مرسوم لها دون ادنى اعتبار لعقلها وتفكيرها ورأيها اي كدمية فقط واستخدامها لخدمة الرجل واشباع غرائزه واجبارها على ملبس معين وتصرف معين ومنعها من الكثير الاشياء كمنعها مثلا من السفر بدون ما يسمى بالمحرم ولو ان هذا القانون بالذات سن لاول مرة في زمن الطاغية المقبور صدام حسين ، كل ذلك يعد تدهورا خطير لمكانة المرأة العراقية وحقوقها وما كافحت لاجله طوال تلك العقود ، والمضحك المبكي ان بعض النسوة في البرلمان مثلا يقفن هن الاخريات ضد حقوق المرأة وذلك ليس غريبا اذا عرفنا بأن تلك النسوة منتميات لتلك التيارات الرجعية ووجودهن في البرلمان ماهو الا لأكمال العدد المنصوص عليه في الدستور حول نسبة المرأة في التمثيل نيابي بدلا من ان يقفن مع اختهن المرأة ويساندن ويدفعن بتحررها وازاحة الحيف عنها . ان تلك القوى والتيارات لايمكن ان تكون ابدا لصالح المرأة وقضاياها الملحة ولا في خدمة قضايا الانسان العراقي عموما ، وان خير من ممكن ان يقوم بهذا الدور هي التيارات العلمانية ومنظمات المجتمع المدني . يجب اعداد دستور يتضمن فصل الدين عن الدولة فصلا تاما والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل مثل اي مجتمع حديث ومتطور وكذلك خلق اجواء من التوعية الاجتماعية في البيوت ، المدارس ، الهيئات الاجتماعية ، النوادي ، المؤسسات ، في الاعلام حول ضرورة العمل على وارساء تلك المساواة ونبذ كل العادات البالية والمفاهيم المتأخرة ومراجعة الذات بمفهوم الشرف ومعاملة المرأة والتي لولاها لما كنا في الوجود معاملة على اساس كونها انسانة كاملة وذات ارادة وشخصية مستقلة وليست ناقصة عقل ودين او على انها عورة كما يرى البعض ، فما حدث للشابة دعاء والتي ارادت الزواج من شخص من غير دينها وما حدث لها من حفل تعذيب جماعي بالرجم وغيره من قبل اهلها والمئات من ابناء طائفتها بتلك الطريقة البدائية المتوحشة يعتبر عارا عليهم وليس عليها وقمة في الانحطاط والهمجية . اننا ندعو من هنا من كل القوى التنويرية والمحبة للسلام والداعية لتحرر وانعتاق المرأة من الظلم والعبودية والهيمنة الذكورية الى الاتحاد معا والعمل بكل الامكانات وبالتنسيق مع نظيراتها من القوى في بقية ارجاء العالم للعمل على تحرير المرأة العراقية والانسان العراقي عامة وفضح كل تلك الممارسات الدنيئة بحقها وطلب المعونة من المنظمات العالمية والنضال لاجل كل مايمكن ان يدعم التغيير الاجتماعي والسياسي في العراق لصالح هذه القوى وارساء الامان والسلم والديمقراطية الحقيقية وحقوق الانسان كما وردت في الااتفاقيات الدولية كأتفاقية جنيف ومعاهدة سيداو كي يتم تصحيح المعادلة المقلوبة وتأخذ المرأة دورها الطبيعي والعادل لتسير قدما مع الرجل في مسيرة الحياة والتنمية
#صارم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحوار المتمدن صرح شامخ
-
الف تحية لك كارمن لبس-المقدس في المجتمعات الشرقية
-
المرأة في نظر البعض - مأساة الشابة دعاء
-
جدار الاعظمية
-
ظلامية الاسلام
-
الحجاب المادي والحجاب الفكري
-
انقذوا العراق
-
الموضوعية احدى قيم العدالة - اغتيال الكاتب الارمني هرانت
-
الانسان أغلى رأسمال
-
التعذيب والعبودية في العالم العربي
-
الحرية والتحضر والتقدم -والاسلام
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
|