أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بريهان قمق - أقف مع الحرية














المزيد.....

أقف مع الحرية


بريهان قمق

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:43
المحور: حقوق الانسان
    


ليس من أجل حلمي سالم، ليس من أجل عبد المعطي حجازي، لكنني أقف مع الحرية أولاً و سأقف معها حتى النهاية..
بصرف النظر عن الإعجاب بالنص أو عدمه ، قمت قبل حين بالتوقيع على عدة بيانات وعرائض تبناها أصدقاء وصديقات من المثقفين العرب تم نشرها في عدة مواقع ،بخصوص هذه الحالة المتردية من تضييق الخناق على النوايا ، وأيضا في حالات سابقة تكررت مأساتها بمواجهة مواقف الغلاة والظلاميين و تزايد سطوتهم في الحراك الاجتماعي والثقافي العربي ، في ظل التواطئ الفاضح لمؤسسات السلطة السياسية التي سرعان ما تستجيب - لشيء ما في نفس يعقوب- فتسحب النصوص من المكتبات ودور النشر..
مؤسف حقا ما نشهده من مؤسسات الإرغام و الإكراه وقد باتت سلطة مجتمعية ثقافية ذات صيغ تعاقبية..فلا شيء أصعب من حمل هذا النمط الذي يمكن تسميته بالمسؤولية الملوثة ، إنها قيد مضاعف و خيانة للعقل الذي كرمتنا به هذه الطاقات الخلاقة الإبداعية الكونية بجعلنا كائنات تمتلك آلية التطور والتفتح عبر تميزها بها ..
مؤسف تحول المثقف إلى محامي الدفاع عن النوايا ، وبخاصة أن الغلاة يتخذون موقفا يصل إلى مرحلة استباحة روح المبدع دون حتى بذل جهد في قراءة النصوص بل لمجرد الاشتباه وتناقل الروايات العدمية شفاهيا وتحت شعارات قالوا وقلنا ، قيل ويقال ..
حقا الجهل والتجهيل كالعفونة تزداد وتتجذر بغياب الأوكسجين والشمس..
الحرية لا تخيف الأفكار العظيمة ولا تخشاها النفوس المؤمنة الواثقة من القيم العظيمة والقيمة الإنسانية العالمية الكونية، ففيها آفاق تضيف للفعل مساحات الإصغاء والإنصات والمراجعة والتأمل وتفتح مساحات الذهن والفكر. فالجدر والأسوار تاريخيا اخترعها الإنسان لحماية الجسد من قسوة الطبيعة ولم تكن أبدا لحماية العقل.
فكلما كانت الفضاءات مفتوحة لغابات النفس ، وكلما هتكنا هذه الأسوار والجدر كلما بقيت الشمس في حديقة العقل فترة أطول ، وتغلغل النور المرئي و اللامرئي عتمة الخلايا وجزيئاتها مسببا انبعاثات وطاقات خلاّقة تمنح الكائنات العاقلة بعضها البعض الديمومة والتواصل والارتقاء عبر التمدد الكوني القائم أصلا على تفتح خلايا العقل ومسارات هذه الطاقات ..
حقا إني اندهش من هؤلاء الذين يسيئون إلى الذات الإلهية ، عبر تنصيب أنفسهم حماة للدفاع عنها وبالتعامل معها على أنها قاصرة ، وتحتاج لمن يدرأ عنها مخاطر الكتابة والأفكار والكلام عوضا عن الدفاع عن حرمة الإنسان وهو الحلقة الأضعف بمواجهة العفونة والاستباحة الشرسة من قبل القتلة والمجرمين وسفاكي الدماء وبائعي الأوطان والأوهام ..
حقا أندهش بالمنطق إياه ذلك بأن الله لم يشأ أن يخلقنا ملائكة لأنه ليس بحاجة لمسبحين ومتعبدين في فلكه ، بل إلى متمردين يمدون أصابعهم يفتتون الصخر ، يعيشوا الخبرة الإنسانية كاملة غير منقوصة بمنطق تعمير وزراعة الأرض بالقمح والأفكار ويحملون باقتدار أمانة ومسؤولية العقل ..
القلب الطافح بالإيمان لن يخشى أبدا محاورة الشياطين ، فبهذه الطريقة يفتت السواد والظلمة في اتجاهات مختلفة بدء من الذات وبعدها الآخر، وليس بتكريس ثقافة الخوف وإرهاب العقل والدفاع عن فتاوى ما يطلبه الجمهور والتيك آوي ، وتكريس ثقافة النفاق المريعة كلاما وفعلا التي تدك أسس إنسانية مجتمعاتنا محولة إيانا إلى قطعان ..
الحرية وحدها الكفيلة بإزالة العفونة ،وفضح التفاهات ، فتسمح لأشجار الحكمة في حدائق النفوس والعقول بالنماء ، فالتفاحة برمز الخلق الآدمي سقطت إلى أسفل بنزول العقل اللاواعي لاختبار الحياة للتفتح من جديد . فبذرة التفاح في باطن متعة الأرض تمتد جذورها تفتت التربة تتفتح إلى أعلى خارج نطاق الجاذبية الأرضية وبمنطق الطاقة الكونية وعي غافٍ محاط بخيوط الحلم يتفتح في سياقات الحرية وإلا سنبقى ملعونون بحتمية السقوط الأولي..
تبقى عبارة ما زلت أؤمن بها كنت قد أطلقتها قبل سنوات لما تبنيت قضية شاعر تمت محاكمته وإصدار الحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وأيضا بفتوى تطليق زوجته في الأردن كتبت قائلة آنذاك ولم أغير رأي حتى اللحظة :[ أقسى أنواع العقاب نوقعها بحق كاتب في تجاهل نتاجاته وكتاباته ، لا عبر جرجرته إلى المحاكم والسجون ..المحاكم العربية متمثلة بالسلطة القضائية التي كنا نعتز بنزاهتها، للأسف الشديد تركت اللصوص والقتلة والجهلة أحرارا.. وباتت منشغلة بملاحقة النوايا..]
إننا والكلمة والفعل وكل هذه الغرغرات نختنق ، واعترف ورغم عدم إعجابي بنص "شرفة ليلى مراد" مازلت وسوف أبقى أؤمن بالحرية المطلقة الكاملة غير المنقوصة ولا حتى جزيء من الذرة ،كي نخرج من حالة السمع والرؤية والشم والتذوق واللمس والكلام بحواس أولي الأمر منا الذين باعوا شرف الأرض والحرية والأوطان ..
لست بطبعي متشائمة ، ولكن ثمة واقع يحتم قراءته بعين حيادية ومحبة إن أردنا أن لا نخون بشريتنا الإنسانية المحتواة فينا من اكتمالات لا تنتهي تحتاج حتى ولو بوابة أو نافذة أو حتى خرمة إبرة لنتشمسن ، خارج سياقات الإحالات المتنامية في بلداننا إلى العدمية ..
وإلاّ...
سيبقى الطوفان وسط الظلمة يجرفنا كما هو حاصل منذ عصور وحتى اللحظة، يجرفنا إلى أسفل السافلين بلا هوادة..



#بريهان_قمق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأنّني
- هذيانات حول يوتوبيا
- لبنان على مفترق الطرق
- الثقافة الشركسية بين الخصوصيَّة والعالميَّة
- كلمة
- في يوم النكبة .. ثمة بوح
- بالدمع ننمو ثانية
- زهرةُ بركانٍ .. تبوح
- قراءة في كتاب الإنترنت والبحث العلمي للدكتور عباس مصطفى صادق
- حوار مع الإعلامية والكاتبة بريهان قمق
- سعد اردش
- يتوبيا الأنوثة/في الثامن من مارس/ آذار
- المغاربة والقدس وبعض من أمل
- مايكرفون طبيعي للغاية
- أتفرس حالي
- ظمئي
- المثقف خارج العزلة
- هل ستنجح عودة أوروبا للمنطقة ..؟؟
- هذيان السديم
- خريف هيئة الأمم المتحدة


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بريهان قمق - أقف مع الحرية