أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - المصالحة في العراق وهم يغالط الحقيقة















المزيد.....

المصالحة في العراق وهم يغالط الحقيقة


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بدأت تتعالى في العراق اصوات حكومية تدعو للمصالحة لان السيد بوش امر بذلك وحذر من انة سيرسل اقرب مستشارية لتقوم بدور الرقابة على تنفيذ ما امر بة ويبدو ان السيد بوش من الغطرسة والعنجهية قد نسي نفسة ونسى انة قد بات اللاعب الاضعف في الساحة العراقية ونسي ما فعلة في شعب العراق بعد ان كان هذا الشعب نسيج واحد من اللحمة الوطنية وقد كانت مكونات اغلب العوائل العراقية من اب سني وام شيعية وزوجة كردية وهكذا الى ان جاء الاحتلال وجلب معة من على صهوة دباباتة مفاهيم الديمقراطية المزيفة والفدرالية الانفصالية والحرية الكاذبة التي مزقت لحمة هذا الشعب وحولتة الى كانتونات طائفية وعرقية فضلا عن زرع الفتن ونشر الارهاب تحت ذريعة محاربة الارهاب ان ما قامت بة امريكا من فرقة وتناحر لا يمكن ان ينتهي بالمصالحة وان كلمة المصالحة تعني اتفاقات مؤقتة هشة تنتهي بانتهاء المصلحة التي تحققت من اجلها المصالحة حتى اصبحت الخلافات بين الاطياف المشاركة في العملية السياسية بحاجة الى مصالحة بل هو المطلب المنشود الذي اصبح بعيد عن المنال وخاصة بعدما باتت الاتهامات بالتآمر تتطاير على المكشوف في الفضائيات فضلا عن المشادات المخزية في ما يسمى بمجلس النواب العراقي حتى بلغ الخلاف من التعقيد تمزق الفصائل الموحدة ذاتها بسبب المصالح الشخصية والتناحرعلى السلطة كما هو حاصل في الائتلاف الموحد بانسحاب حزب الفضيلة وانسلاخ الصدريين من الحكومة وكيف هو الحال من هم خارج العملية السياسية ان ما تقوم بة حكومة الاحتلال اليوم هو البحث عن القشة وترك الاصل لان المصالحة الحقيقية التي تؤدي الى اعادة اللحمة بين فئات الشعب العراقي هي ليست من مصلحة الحكومة واجنداتها الطائفية القادمة من ايران لقد باتت الحكومة تفتش عن عناوين واسماء شخصيات لاملاء فراغات تجمل فيها مشروع ما يسمى بالمصالحة المفروض عليها من قبل المحتل فأن ما تقوم بة الحكومة لا يتعدى ان يكون مخادعة ومراوغة وتضليل واكاذيب واقوال من غير افعال وكل يوم يطل علينا مسؤول في المنطقة الخضراء يكشف عن اتفاق سيتم الاعلان عنة مع الفصائل المسلحة قريبا وفريق اخر من شمال العراق يبشر باللمسات النهائية للاتفاق مع تلك الفصائل والامر لايعدو ان يتجاوز الضحك على الذقون من خلال الاتصال بمجموعات تغرد خارج السرب ليس لهم لون ولا وزن ولا طعم ولا رائحة لقد نسي الذين يطيرون بالونات الاتفاقات المشبوهة ان للمصالحة شروط بالرغم من كونها تمثل الحد الادنى من ما هو مطلوب من اعادة اللحمة والوفاق الى مكونات الشعب العراقي ولها ايضا قواعد واسس واصول، الا ان آليات شروط تحقيقها يتطلب اولا توفر النية الحقيقية للمصالحة وثانيا يجب ان تكون هناك ارضية مشتركة نابعة من افكار استراتيجة او ايدلوجية مقبولة لدى مختلف الاطراف لتثبيت اسس المصالحة وثالثا يجب على الطرف الذي يدعوا للمصالحة ان يكون مستعد مسبقا للتنازل عن مواقف كانت هي السبب في الفرقة والتناحر ورابعا يجب ان تكون الافكار المطروحة للاتفاق نابعة من ارادة وطنية خالصة بعيدة عن التدخلات الاجنبية واخيرا الصدق في اختيار الفصائل الحقيقية الفاعلة المطلوب التفاوض معها والتي تمثل الشريحة الواسعة من اطياف الشعب العراقي والتي يمكن تصنيفها الى ما يلي :ـ
1 ـ حزب البعث وقواة الامنية والاستخبارية واعداد كبيرة من افراد الجيش العراقي السابق ، وحين التطرق الى بحث موضوع المصالحة مع هذة القوى علينا العودة الى القواعد والاصول والاسس التي يجب ان ترتكز عليها المصالحة كما مبين انفا حيث يجب ان تتوفر النية الحقيقية للمصالحة خلافا لما يجري على ارض الواقع من انعدام الثقة فضلا عن بروز حالة الانتقام المتعشعشة في عقلية الطرف الحكومي المتجسدة في قانون اجتثاث البعث الذي رفع الحواجز القانونية لردع عمليات القتل العشواقي والتصفيات الجسدية لكوادر الحزب فضلا عن اقتيال الامين العام للحزب بطريقة بشعة لا تنم الا عن سيطرة فكرة الانتقام والاستئصال في اجندة الطرف الاخر التي كانت السبب الرئيسي من وراء انعدام الارضية المشتركة بين الطرفين علاوة على الفجوة الشاسعة والتناقض الفكري في التوجهات الاستراتيجية والايدلوجية التي تتمثل في قبول الاطراف الحكومية للاحتلال والرابطة الجدلية بين وجودها ووجود الاحتلال يقابلة رفض بعثي ومقاومة مصيرية مسلحة ضد الاحتلال واعوانة فضلا عن عدم تحررالارادة الحكومية من الاملاءات الخارجية من قبل امريكا وايران وبذلك اصبح جليا للطرف المقاوم من خلال هذة الاعتبارات رفض اي هدنة او مصالحة لانها تصب في خانة مصلحة الاحتلال واعوانة ولهذة الاسباب يمكن اعتبار المصالحة مع هذا الطرف امرا مستحيلا ومهما اذيع من تصريحات في هذا الشان فتلك اماني لزعزعة الثقة في نفوس المقاتلين المقاومين للاحتلال.
2 ـ اما القوى الفاعلة الثانية هم الفصائل الاسلامية المتشددة الذين هم في الاصل رافضين الاحتلال والعملية السياسية المنبثقة عنة وذلك من منطلق ديني قائم وفق احكام الشريعة الاسلامية وان المصالحة من قبلهم أمر مرفوض استنادا الى قواعد ونصوص شرعية فضلا عن الخلاف المذهبي بين الطرفين الذي وصل الى حد الاقتتال الطائفي بسبب سلوك الحكومة المتجسد في ممارساتها الطائفية ودعمها لفرق الموت التابعة للمليشيات المنبثقة من ايران فضلا عن عمليات القتل على الهوية في وضح النهار.
3 ـ اما الفصيل الثالث هو تنظيم القاعدة الذي هو في الاساس خارج المعادلة السياسية وخارج فكرة المصالحة المزعومة لان المصالحة مع هذا التنظيم خط احمر امريكي وعراقي نابع من التناقض الايدلوجي والمذهبي وبالرغم من قيام الولايات المتحدة بتهيئة ارضية خصبة لهذا التنظيم في العراق بعد ان فتحت الحدود على مصارعيها بحجة محاصرتة والانقضاض علية في الساحة العراقية لدرء الخطر عن الداخل الامريكي حسب الاستراتيجية الامريكية الا ان هذا التنظيم بدأ يتنامى في العراق واصبح حاضنة لتصدير المقاتلين.
وبهذا يمكن اعتبار هذة الفصائل الثلاث هي الفصائل الفاعلة في العراق ومن يتحدث عن غيرها فانة يتحدث عن اوهام تغالط الحقيقة وان اي جهود سوف لن تؤدي الى اي نتائج ايجابية سواء كانت على الصعيد الامني او على صعيد المصالحة لان المصالحة مع هذة الفصائل يعتبر امر مستحيل نتيجة التباعد الفكري والاستراتيجي بينهم وبين حكومة الاحتلال كما مبين انفا ولم يبقى للحكومة من امل الا الالتفاف على المطالب الامريكية وممارسة الخداع من خلال رأب الصدأ الحاصل داخل العملية السياسية باضافة مكياج جديد لها من خلال شراء ذمم مجاميع مفلسة تجعل منهم روؤساء عشائر ووجهاء وتقوم بتزويدهم بالمال والسلاح ليكنوا قوى جديدة مضافة للعملية السياسية يمكن تقديمها للمستشارة الامريكية كدليل على جدية الحكومة في توسيع ساحة عمليات المصالحة وفي نفس الوقت يمكن استخدام هذة المجاميع كعصا تلوح بها الحكومة كبديل جاهز للذين يهددون بالانسحاب من العملية السياسية بالرغم من كونها ضامنة عدم انسحابهم لانها على دراية بنماذج هؤلاء الشركاء الاذلاء الذين ارتضوا ان يكونوا دمى يستكمل بهم جمالية ديكور العملية السياسية لانهم يفتقرون الى المصداقية والتأييد الشعبي ضمن اوساط طائفتهم السنية التي ينتمون اليها بالاسم والعنوان فقط وفي حال انسحابهم سيفقدون الحماية لعدم وجود عمق استراتيجي شعبي يحسب لة حساب وان موقفهم من الضعف اصبحوا غير قادرين على حماية انفسهم وهم طرف في العملية السياسية فكيف سيكون موقفهم وهم خارج العملية السياسية وان قبولهم لهذة المذلة ثمنا لحمايتهم علاوة على ما سيتمخض عن انسحابهم من فقدان للمناصب والامتيازات والابهة والرواتب الضخمة والمخصصات والسفر.
واخيرا نقول الى الذين يدعون الى المصالحة ان اداء فرسان العملية السياسية في العراق ادى الى ما وصل الية العراق اليوم من مجازر جماعية وتدمير مدن بكاملها لكونها رافضة للاحتلال وتحويل العراق الى مقبرة جماعية فضلا عن تشريد اربعة ملايين مواطن عراقي واعتقال اربعون الف شخص في السجون العراقية والامريكية وغالبا ما تكون الجثث المتناثرة في شوارع المدن وانهارها تعود لمغدورين قتلوا اثناء التعذيب داخل تلك السجون واقبيتها السرية هذا هو الامتهان بعينة لكرامة الانسان من قبل مجموعة جاءت بالاحتلال من اجل القضاء على الظلم والدكتاتورية كما تدعي وهي في كل يوم تمتهن انتهاك الحرمات وتمتهن انحطاط الاخلاق حتى وصل بها الحال الى التحرش الجنسي بالرجال واغتصاب النساء فضلا عن بناء جدران العزل الطائفي وتهجير الناس واغلاق المستشفيات والقتل على الهوية ان ما وصلنا الية اليوم لا ينفض بالمصالحة بل ادى الى دخول العملية السياسية في غرفة الانعاش بعد وفاة فكرة المصالحة .

طــــلال بركــــــات
[email protected]



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطن غالي..ومواطن رخيص
- وثيقة العهر الدولي
- مؤتمر بغداد والاستجداء الامريكي للخروج من المأزق
- لقاء الدمى .. الهاشمي وامير الكويت
- هل تمكنت السيدة رايز بعصاها السحرية ان تمحو الاخطاء التكتيكي ...
- ليس كل الرجال رجال
- اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم
- نظرية الأمن القومي للكويت
- وزارة الخارجية العراقية.. والأداء المطلوب
- ازدواج الجنسية.. والمواقع السيادية


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - المصالحة في العراق وهم يغالط الحقيقة