حوار مع الكاتب العام لنقابة عمال شركة ديلفي -المختار خشنة-

عبد الواحد بلقصري

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:11
المحور: مقابلات و حوارات
    

حوار مع الكاتب العام لنقابة عمال شركة ديلفي "المختار خشنة"

السؤال الأول:
ماهي ابرز الملامح الشخصية لشخصية المختار خشنة؟
المختار خشنة هو الكاتب العام لنقابة عمال شركة دلفي بطنجة المتخصصة في صنع الأسلاك الكهربائية للسيارات هذا المناظل البسيط هو إبن مدينة وزان التي تعتبر رصيفا هامشيا لا تتحظى بالعناية والاهتمام لا في السياسات الحكومية ولا في المخططات التنموية مما جعلها تعاني الفقر والجمود و التخلف الذي اضطر تحت ضغطه العديد من أبناء هذه المدينة الصغيرة للهجرة إلى مدن أخرى بحثا عن العمل، فكان قدرالمختالر أن يحط الرحال و يشتغل بشركة دلفين بأرخص الأثمان في ظروف مأساوية و لا إنسانية بمعية يقية العمال.
حاصل على شهادة الإجازة سبق له و أن انخرط في مجموعة من الإطارات الجماهرية من ا.و.ط.م مرورا ب.ج.و.ح.ش.م.م.و كذا ج.م.ح.إ. جمعية حوري للثقافة و الفن كما حضر عدة محطات نضالية كبرى يبقى أهمها الإثنين الأسود بالرباط حيث تدخلت الآلة القمعية بشراسة و وحشية في حق معطلي الجمعية.في ظل القهر العملي اليومي، و في غياب أبسط الشروط الإنسانية و القانونية، و في تصاعد صاروخي للظلم و التعسف جاءت فكرة تأسيس مكتب نقابي داخل هذه المؤسسة الوحشية من طرف المختار و رفاقه لربط جسور التواصل بين العمال و الادارة لإيصال صوتهم إلى آذان المسؤولين من جهة، و للدفاع عن مصالحهم الجماعية من جهة ثانية، فكانت الولادة عسيرة تمخض عنها ظهور أول مكتب نقابي بهذه الشركة و منذ ذاك الحين، تجندت هذه الأخيرة رفقة أعوانها و عملائها لشن حرب هوجاء على العمال النقابيين لتكسير إرادتهم، و تشتيت صفوفهم، و سحق مبادرتهم، فبدأت بشن حملات الطرد التعسفي عبر إبادة كل صوت نقابي نبيل ينادي بالحق و ينبذ الظلم.




السؤال الثاني:
كيف جاءت فكرة تأسيس حركة احتجاجية ، وما هي مكونات هاته الحركة؟
ما هي السيرورة العملية للنظالات التي قمتم بها؟
في يوم 08/12/06 و في مسرحية مكشوفة ستقوم الإدارة بإيقاف كل النقابيين و تسريحهم جماعيا،و لفظهم خارج الشركة الأمر الذي حدا بهم إلى الاعتصام أمام بوبتها في صمود بطولي باهر تعرضوا إثره للاعتقال مرتين، ولتدخل أمين همجي عنيف.
.
لقد كان لهذه المعركة الشريفة آثار كبيرة جدا على المشهد النقابي محليا و وطنيا، بحيث كانت حافزا و نموذجا و درسا تأثرت به مجموعات عمالية، فأسست مكاتب نقابية خصوصا بالمنطقة الحرة و في بعض الشركات الموجودة داخل مدينة طنجة أما على المستوى الوطني، فقد كانت معركة دلفي حديثة الساعة لكل المتتبعين للحركات الاحتجاجية عبر طول خريطة الوطن.











السؤال التالث:
كيف تقبل الرأي العام بمدينة طنجة ومختلف الفاعلين السياسيين والحقوقيين هاته الحرية؟
لقد تتبع الرأي العام المحلي و الوطني و الدولي هذه المعركة النضالية البطولية ببالغ الأهمية، حيث ساندتنا مجموعة من الإطارات النقابية و الحقوقية و الجمعوية و الحزبية كما ساندتنا نقابة CGT من إسبانيا و جمعيات أخرى من انجلترا و بعض الدول الأوربية

السؤالالرابع :
ما هي الإضافات التي أضافتها هاته الحركية إلى المشهد النقابي بالمغرب بصفة خاصة؟
إن الحركة النقابية اليوم بالمغرب تعيش بين المد و الجزر، بين الجمود و التوهج، كما أن انكماشها يعود إلى بيروقراطية المركزيات النقابية التي تساهم بدورها في تكريس هذا الواقع، لكن رغم كل هذا، فإن العمال مطالبون حيثما وجدوا بالتكتل و التشاور و تأسيس المكاتب و مجابهة الواقع لكن رغم كل هذا، فإن سلبياته لمواجهة عصابة الباطرونا الإجرامية أملا في قلب موازين القوى لصالح الطبقة العاملة للدفاع عن مصالحها الفردية و الجماعية، الآنية و المستقبلية.



السؤال الخامس:
ما هي الآفاق المستقبلية لهاته الحركة؟

أما عن الآفاق المستقبلية، فإن دلفي اليوم و بعد الطرد التعسفي و الممنهج لا يوجد بها مكتب نقابي، و لا عمال نقابيين بل إن ساحتها فارغة، مما يشجع مسئوليها أن يعيشوا فيها فسادا، دلفي اليوم نمط لمعتقل يقضي به العمال ساعات يومية من الاعتقال التعسفي، إنها نموذج صارخ بالتناقضات حيث الظلم و القهر، و التسريح و الإقصاء و الفساد والابتزاز.

من اعداد عبدالواحد بلقصري

#عبد_الواحد_بلقصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل