أعلام من الشرق 11

صباح ميرزو

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 08:25
المحور: سيرة ذاتية
    

الحسين بن منصور الحلاج 857-922
متصوّف
الحسين بن منصور محمد البيضاوي ويكنى بأبي المغيث أبصر النور في قرية الطور الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة البيضاء في بلاد فارس وكان جده محمي مجوسياً كان والده يمتهن جلخ القطن ومن هنا اسمه الحلاّج، غادر مع أفراد أسرته قريته إلى البصرة ومناطق شط العرب لممارسة مهنته وكانت تلك المناطق شهيرة بزراعة القطن وحلجه ونسجه واستقرت الأسرة في واسط على منتصف الطريق بين بغداد والبصرة حيث تعلَّم الحلاج في صباه وكانت ثورة الزنج آنذاك تقض مضاجع الدولة العباسية وقد هاجمت البصرة نفسها بعد استيلائها على مناطق الأهواز وخوزستان وفي مطلع شبابه قصد الحلاج "تستره" على ضفة نهر كارون الذي يصب في شط العرب وصحب الصوفي المعروفي سهل بن عبد الله التستري طوال سنتين اثنتين ثم انتقل إلى البصرة فصحب فيها عثمان عمرو بن عثمان الملكي وهو صوفي أيضاً وقد تكهن له هذا بمستقبل باهر في عالم الروح وبعد اتصاله بالجنيد بن محمد البغدادي شيخ الصوفية الذي “أمره بالسكون والمراعاة" لاذ بالصبر مدة ولكن استمرار الظروف الصعبة حمله على الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج وبقي في مكة سنة كاملة عاد بعدها شيخاً واثقاً من نفسه إلى أبعد حدود فخرج إلى الدعوة يعظ الزهد والتصوف في الأهواز وخراسان والهند وتركستان وحتى الصين وكان يدعو الناس سرّاً إلى مذهبه الجديد القائم على "تغليب جانب الروح على الجسد برياضة النفس بأشد ما تكون الرياضيات بهدف شحنها بالروح الإلهية وتمكينها من تقبل الطاقة الربانية التي يعجز البشر العادي أن يتحمل إشعاعها في نفسه ليكون في وسعه في النهاية أن يتعلم من الله ويصدر عنه على الصورة التي ظهرت في آدم لما علَّمه الله الأسماء كلها وفي المسيح لما كَّنه من إحياء الموتى وفي محمد لما أظهر على لسانه القرآن معجزته الكبرى.. وذاع صيت الحلاج وانتشرت أقواله فطاردته السلطة العباسية سنتين بعدما وشى به أحد البصريين وكان من أنصاره قبل الانفصال عنه وقبض على غلام له اسمه الدبّاس "وأطال السلطان حبسه وأوقع به مكروهاً وخلاّه بعدما كفله وأحلفه أن يطلب الحلاج وبذل له مالاً وكان يجول في البلاد خلفه وكشفت إحدى النساء مخبأ الحلاج في السوس Soza وذكرت أنه كان في كل ليلة يمشي الناس إليه إلى حيث ينزل في دار ارمئ يعرف أيضاً باسم الحلاج.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل