أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - الضحية لا تعترف














المزيد.....

الضحية لا تعترف


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يصطدم العقل بصعوبة التصديق من مشهد انسلاخ الفاعل عن انسانيته. والد ينقض على ابنته مثل فريسة يعتدي عليها جنسيا ً , أو شاب على شقيقته . سفاح القربى أو زنا المحارم ,كالمرض الصامت يفتك بعدد من الأسر العربية وإن كان ليس مقتصرا عليها فحسب . وردّ الفعل عليه لا يتخطى , في العادة الهمس , وإن كانت عاقبة الإفصاح آونة هي القتل .


مسكينة هي الضحية . في معظم الحالات هي قاصر , هي المجني عليها , وهي المطلوب منها أن تكتم السر وإلا فأنها وإياه في القبر لمشترِكان , والسر مرهون إفشاؤه بأمر الضحية . أما الأحياء من حولها , أقرباء وغرباء , كل ما زكنوه أو عرفوه أنها انتحرت ...ماتت بفعل مرض لم يفصح الأهل عنه ..أو قُتلت على خلفية ما يسمى " جريمة شرف " بعد أن " جلبت العار" لأهلها – كما يُقال في العادة - .وذو العار الحقيقي لعله يقرأ عن الحادثة ,على رائحة قهوته , في الصحيفة التي تناولتها كخبرفي اليوم التالي . هو قد يكون صاحب عاريْن : اغتصابها وقتلها .
تنعدم الإحصاءات التي تشير إلى الحجم الحقيقي لتفشي هذه الممارسة التي لا ترضاها شريعة دينية ولا دنيوية . ومردّ ذلك خوف الضحية من الوأد في حال شكواها , أو " الإقامة الجبرية " في حال نجواها . ولا إغفال هنا عن أن القوانين المتعلقة بهذه الجريمة غير واضحة , ويمكن للمرء أن يستشف هذه الضبابية من خلال مسميات تصف مثل هذه الفعلة النكراء على أنها " جرائم مخلة بآداب الأسرة " . فضلا ً عن أن شريحة عريضة تجد لنفسها العزاء في إنكار حدوث ذلك , بل تذهب إلى حد اتهام من يتحدث عن " زنا المحارم " بأن في الأمر مبالغة أو تشويها ًلسمعة المجتمعات العربية . ما انفك البعض يتلذذ في رسم صورة ناصعة البياض لواقع غير محصن من نخر السوس .
في أحد الأصقاع العربية ,تشير إحصائية إلى أن 75 % من حالات الاعتداء الجنسي هي من أفعال الأب , الأخ , العم , الخال , أو والد الزوج . والضحايا من قُصّر الجنسيْن . هي إحصائية لا تشمل إلا الحالات المعلن عنها , أو التي تم الهمس بها في مجلس هنا أو مقام هناك . ولعل ما يُبقي الضبابية سيدة الموقف هو عدم وجود حماية كافية للضحية في حال قررت – أو قرر- الصرخة ورفع الصوت عاليا ً جليا ً , إلى جانب النقص في المؤسسات المعنية بهذه الظاهرة .
يمكن للمرء أن يتخيل كيف للموبوء بهذه الفعلة النكراء أن لا يرتد عن أفعاله في حال كتمت الضحية السر الذي يمكن وصفه بالقنبلة الموقوتة الملفوفة على خصرها, والتي يتحكم بتوقيت تفجيرها الفاعل الجاني . حينها لا غرابة أن نسمع عن قصة فتاة ظل يغتصبها والدها أو شقيقها لسنوات خمس , أو يزيد , إلى حين افتضاح الأمر ولو على حساب روحها وحياتها .
ألمْ يأنِ للذين يهتزون ويرتجفون من هذا " السفاح " أن يتحملوا جزءا من المسؤولية , ويؤازروا ويدعموا من حملوا على كواهلهم مسؤولية إنشاء جمعيات توفر الملجأ الآمن , وتدعو " العدالة " إلى عدم التهاون البتة في جرائم من هذا النوع , بدءا بتغيير المسمى "جرائم مخلة بآداب الأسرة " , وصولا ً إلى قوانين تعاقب الجاني , أياً كانت صفته , على أنه مغتصب وقاتل إذا قتل من بعد أن اغتصب . لعل " العدالة " حينها تصبح اسما ً وافق المُسمّى.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي كانت كذا وكذا قبل 30 عاماً
- ماذا لو خطبت فتاة شاباً !!
- لاجئة فلسطينية... وما العيب !!
- رصاصتان لكل فلسطيني
- نانسي و تدمير منزل


المزيد.....




- المرأة الجديدة تبحث عن باحثة بدوام جزئي لبرنامج النساء والعم ...
- إعادة بناء وجه امرأة من -النياندرتال- عاشت قبل 75 ألف عام في ...
- يركّز على قضايا الأسرة.. انطلاق فعاليات مؤتمر الدوحة لحوار ا ...
- فرنسا: ناشطات نسويات يلطخن لوحة -أصل الكون- بطلاء أحمر أثناء ...
- تدمير رفح…معبر غزة الوحيد نحو النجاة
- تجربة الأمومة.. جسر تضامن من خارج غزة إلى داخلها
- في الجنوب كما في الشمال تواجه النساء أزمة الديون وسياسات الت ...
- ورشة أهداف التنمية المستدامة وأجندة مصر 2030 للنقابات والجمع ...
- غزة محور جوائز بوليتزر ونيويورك تايمز تستبعد تقريرها عن العن ...
- ساعد الأخطبوسات يتشاقوا


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - الضحية لا تعترف