أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - رحلة حكومة السيد المالكي على ( التايْتنك ) العراقي














المزيد.....

رحلة حكومة السيد المالكي على ( التايْتنك ) العراقي


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل اكثر من عام دخلت الاطراف السياسية النافذة في العراق في مخاض عسير لتنتج وليدا معاقا تمثل في حكومة السيد نوري المالكي , حيث واستنادا الى نظام المحاصصة على الاسس المذهبية والعرقية بعث ( امراء السياسة ) من الخط الاول في العراق , كل بقطعة من اطرافه لتشكل في مجموعها حكومة حرص اصحابها على تسميتها ( بحكومة الوحدة الوطنية ).

لقد اتفق كثيرون منذ البداية في انه لم يكن يدور في خلد السيد نوري المالكي ان يصبح مرشحا لمنصب رئيس الوزراء فاسمه لم يجري تداوله لهذا المنصب إلا في الايام والساعات الاخيرة , حيث ان الرجل كان يُعتبر من رجالات الخط الثاني في قائمة الساسة العراقيين الجدد, والعنوان البارز في سيرته الذاتية يتمثل في انه كان المسؤول عن الخط الجهادي في حزب الدعوة ومهمات وخبرة مسؤول الخط الجهادي في حزب معارض للسلطة تختلف حتما عن الصفات والشروط الواجب توفرها في مَنْ تُناط به مسؤولية بناء دولة من جديد وسط كمِ هائل من التحديات. ولذلك فان السيد المالكي لم يكن إلا( مرشح تسوية ) وجد الجميع ضالتهم فيه حيث يضمن صقور اللعبة السياسية في العراق نصيبهم في الكعكة ويغني كل على ليلاه , ينفذ اجندته واهدافه من خلال الوزارات التي يستحوذ عليها, فسلطة السيد المالكي عليها ضعيفة كون التعليمات النهائية والفاصلة والحاسمة تاتي من رجال الخط الاول الذين يأتمر السيد المالكي ايضا بأُمرتهم , ثم تُعلق جميع الاخطاء والاخفاقات على شماعة السيد المالكي. ان الكثيرين يعتقدون في ان السيد نوري المالكي قد أُلبس هذه ( السلطانية ) بهدف الحرق السياسي ليس إلا, لان خروج جمل من ثقب إبرة ايسر بكثير من خروج السيد المالكي منها سالما.

وهكذا أمضت هذه الحكومة عامها الاول في اخفاقات متواصلة وجدية على صعيد الامن , ناهيكم عن الخدمات واعادة البناء, كل ملف انجازاتها تمثل في انها نفذت حكم الاعدام ببعض رموز النظام السابق ولذلك فهي حكومة تختص بالماضي وليس بالحاضر وحتما لا علاقة لها بالمستقبل. ان حكومة تقتات على مبدأ حظر التجول في تطبيق خطتها لفرض الامن , وتجعل من هذا المبدأ وجبة جاهزة سريعة ( كوجبات مطاعم المكدونالد ) للتبجح بتحقيق انجاز امني نسبي احيانا من خلاله , هي حكومة عاجزة حقا عن إحداث اية تغييرات جوهرية على الساحة , خلال عام من عمر هذه الحكومة باتت ساعات حظر التجوال ايام الجمع اثناء الصلاة تقليدا عراقيا جديدا لم تنجح الحكومة وبمرور الاسابيع تلو الاسابيع من اختصار دقيقة واحدة من تلك الساعات بل كانت الاخبار تتحدث عن انتكاسات امنية وعثور للجثث المجهولة الهوية اثناء سريان حظر التجوال.

اما البسمار الجديد الذي تم تثبيته في نعش السيادة العراقية في زمن هذه الحكومة فيتمثل في الحوار الامريكي الايراني حول العراق والذي يُسمح لهذه الحكومة بحضورجلساته البروتوكولية بصفة ( مراقب ). انه لامر يثير الالم والغصة في النفس ان تجتمع اطراف اقليمية ودولية لتقرير مصير دولة ذات حضارة عريقة و تعتبر من اوائل الدول المنضوية تحت لواء عصبة ثم هيئة الامم المتحدة. ان السيادة والاستقلال العراقيان قد أعلنا انتحارهما الرسمي عندما وافق رئيس الوزراء ان يجلس في قاعة في عاصمة بلده ينتظر ما تسفر عنه نقاشات سفراء دول اخرى ( وليس قادتها او حتى وزراء خارجيتها ) قرروا ان يرسموا صورة ذلك البلد في حاضره ومستقبله. لماذا القصر الجمهوري إذن ولماذا بناية مجلس الوزراء طالما ان السفيرين الامريكي والايراني يحسبان انهما دوائر عادية يعمل بها موظفون بامتيازات مجزية !
ربما يكون النجاح الكبير الذي حققته حكومة السيد المالكي يكمن في انها اثبتت ببرهان جديد واظافي فشل المشروع الامريكي في العراق وعجز القوى السياسية العراقية التي تسلقت عناوين السلطة بعد الاحتلال عن ان تكون مؤهلة فعلا للتصدي لمهمة بناء عراق جديد تتحدث عن اوصافه في بعض شعاراتها, وتمناه الشعب مكافأة لمعاناة طويلة سابقة . وهكذا وكنتيجة منطقية لاداء حكومة السيد المالكي في عامها الاول وجدت الادارة الامريكية نفسها ومعها الاطراف السياسية المشاركة في اللعبة في العراق, انهم جميعا قد غاصوا الى عمق جديد مما أصبح يعرف بالمستنقع العراقي.

لقد قلنا قبل عام والتجربة اثبتت صحة ما ذهبنا اليه في ان العرب تقول ان الكتاب يدلَُ عليه عنوانه والروس يقولون ان البداية الطيبة نصف العمل وان السيد نوري المالكي ( رغم احترامي الشخصي له ) ليس عنوانا لكتاب طويل ثرِ في نتائجه كما لم نُنجز باختياره نصف العمل وأصبحنا في الشق الثاني منه. وهكذا فان الاشهر المقبلة ستشهد كما يبدو انعطافة عنيفة للحالة العراقية حيث ستكون ( سفينة التايتنك ) وجها لوجه امام لحظتها الحاسمة بعد كل هذه الرحلة الطويلة في وقت لازال فيه المخرج الاحمق يفكر في احدى النهايات الدراماتيكية والاكثر اثارة لمغامرته الطائشة , فيفكر حينا في ان يترك السفينة ترسو قبالة ( خيم طالبان ) وتارة اخرى تتجه حساباته الى التفكير مليا والرجوع الى اختيار الوجبة التقليدية المفضلة في دول المنطقة وهي ( الدكتاتورية المحسنة ) ذات الميول العلمانية , بينما تلوح تارة ثالثة امامه اكثر النهايات خبثا وهي ترك المركب يغرق بمن فيه , وإن خرج بعض الناجين فلهم ان يرفعوا اعلامهم فوق تلك الحجارة من اليابسة التي تمكنوا من الوصول والوقوف عليها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب تقرر وضع بقاياه في المتاحف وسط صمت رهيب
- دفع العربة ضرورة ملحة
- دعوة الى السيد سركيس اغاجان لحماية الرأي الحر
- شكرا لمفوضية الانتخابات , مبروك عقد قران ابلحد ويونادم
- السيد سركيس اغاجان ومزرعة تسمين القطط
- العراق – رحمتك يا رب , طالبان على الابواب
- إفْعلْها كاكة مسعود ولْتكن درسا بليغا
- مؤتمرعنكاوة – الحقل والبيدر
- الاكراد وسهل نينوى – جرس الحقيقة
- ليتَ يايوم الاحتلال كُنتَ يوما بلا غدِ
- القنبلة الايرانية – الجوكر البائس
- الاكراد وسهل نينوى – حديث الصراحة
- كاكة مسعود – رجاءً عَلٍِمْهم أصول السياسة
- السياسيون العراقيون ودرس التربية الوطنية
- لاتشمتوا بالعراق , إنْ سقط يقوم
- المنطقة الخضراء في المزاد العلني
- الاكراد وسهل نينوى – من الخطوبة الى الزواج
- العراق – ملايين الضحايا والسبب قَدْري قادَ بَقَرنا
- مشروع المصالحة – غاز عديم اللون والطعم والرائحة
- برطلة حزينة , وداعا - ايها المطران المحبوب


المزيد.....




- إيلون ماسك ينتقد مجددا مشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه ترامب ...
- مقتل 20 شخصًا بينهم أطفال في غارة على سوق مزدحم في مدينة غزة ...
- بالصور: المشاهير يتوافدون على البندقية لحضور حفل زفاف جيف بي ...
- عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد
- مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس الصربي بشبهة فساد
- جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
- مظاهرات إسرائيلية ترفض صفقة تبادل جزئية
- المجلس الإسلامي السوري يعلن حلّ نفسه
- أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة
- محللون: مستقبل نووي إيران بات غامضا وإسرائيل ستعتمد التعامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - رحلة حكومة السيد المالكي على ( التايْتنك ) العراقي