أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - المنطقة الخضراء في المزاد العلني















المزيد.....

المنطقة الخضراء في المزاد العلني


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1742 - 2006 / 11 / 22 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الرئيس الامريكي الاحمق بوش يعتقد ان تؤدي سياسته الخارجية الى هذه النتائج التي نعيشها اليوم . فقد غزا العراق بحجة القضاء على اسلحة الدمار الشامل وهو يعرف قبل غيره ان تلك الاسلحة لم تكن إلا سرابا لايمت بصلة الى الحقيقة . وهكذا أدخل صقور البيت الابيض في عقل رئيسهم ان ضرب الحلقة الضعيفة الخاوية من ( محور الشر) سيترك حتما باقي الحلقات تعاني من ( دوخة الصدمة ) مما يجعلها ربما تتهاوى تلقائيا, مَنْ قال ان كل النظريات تلاقي صحة ونجاحا في التطبيق, بل تكون نتائج التطبيق احيانا على النقيض تماما من تلك الاسس النظرية, وهكذا و بعد اكثر من ثلاث سنوات على بداية الحملة بهف القضاء على اسلحة التدمير الشامل العراقية المزعومة كخطوة اولى لتنظيف العالم من تلك الاسلحة وتقليص مساحة وجودها نرى انفسنا امام واقع اكثر خطورة فاعلنت كوريا الشمالية عن قيامها باجراء تجربتها النووية الاولى في حين ينتظر العالم بضعة شهور اخرى ليخرج الرئيس الايراني فيبشٍر بايران النووية رسميا حيث يسير العمل الحثيث لنصب 60 الف جهاز طرد مركزي جديد في دورة تخصيب اليورانيوم دون اية اعارة لاجتماعات تعقد هنا او هناك او تهديدات تصدر, حتى ان الحكومة الايرانية لم تعد تهتم لعروض سخية يقدمها هذا الطرف اوذاك مقابل تخليها فقط عن التخصيب.

في الداخل العراقي وبعد اكثر من ثلاث سنوات على الاحتلال يرى المواطن العراقي نفسه امام صدمة حقيقية , فالكثير من العراقيين قد بنى الامال الكبيرة في البداية في ان بلدهم سيكون في غضون عام او عامين واحة للديموقراطية والرخاء الاقتصادي والاستقرار الامني و ربما كان هؤلاء العراقيون يرسمون في اذهانهم عراقا لايقل باي حال من الاحوال في ظرفه الجديد عن سنغافورة او تايوان او احدى امارات الخليج واذا بهم يستيقضون كل يوم على شوارع قد غدت بحيرات من الدم وجثث ملقاة في الازقة في مشاهد رهيبة مروعة قتلت الوطن شعبا واملا بالغد وحطمت سمعته لدى الاخرين . وهكذا وجد المحتل البغيض نفسه في مستنقع عويص يغوص في اعماقه مع الايام , يدفع جزءا من ثمنه لكن الجزء الاكبر من هذا الثمن يبقى مكتوبا على الابرياء, ان فشل المشروع الامريكي في اقامة نظام ديموقراطي في العراق قد مثًل ضربة اخرى لاجندة الغزو الاستراتيجية في المنطقة والعالم الى الحد الذي اصبح بعض اقطاب الانظمة الشمولية يعيِرون الديموقراية من خلال النموذج العراقي ويطلبون من شعوبهم كل اشكال الشكر والتقدير والعرفان لهم كونهم اصحاب ( فضل ) على تلك الشعوب فيقفون مانعا لانزلاقها الى المستنقع العراقي. ان الادارة الامريكية تعلم جيدا انها لاتستطيع ذر الرماد في عيون العراقيين عبر ( انجازات ) وخطوات تصفها بالتاريخية لكنها بائسة في تأثيرها متمثلة في انتخابات افرزت عن برلمان اصبح شبيها ( بسوق الهرج ) وحكومة ومجلس رئاسة يأتي احدهم ليعلن امرا على فضائية ما فينبري زميله ليشجب ويستنكر ما اعلنه الاول فاصبحنا نعيش يوميا صراع الضرائر حتى يخرج علينا ( الحاج متولي ) الذي إتخذ لنفسه اسما جديدا هو زلماي خليلزادة فيُتحفنا بالخبر اليقين. شهور مرت على تشكيل ما سمي بحكومة الوحدة الوطنية ونشراتنا الاخبارية مليئة باخبار العنف والانفجارات والاختطاف الجماعي والقتل بالجملة والشكوى من انعدام الخدمات وابسط مقومات الحياة , ويخرج رئيس الوزراء العراقي في خطاب يمثل فيه دور تلميذ شاطر في مراسيم تحية العمل ليهنئ الشعب العراقي بصدور الحكم على رئيس النظام السابق ويبَشر الاخرين بالنهاية ذاتها , كثير ممَن سمعه تساءل , هل يُبشِر نفسه وزملائه ؟ خاصة وان وقائع التاريخ تشير الى تعاقب وصف الشهادة والخيانة طبقا للظرف والزمن في طاحونة السياسة العراقية . ان رئيس النظام السابق كان سيعيش في كل لحظة حكما بالاعدام لو كان يرى العراق قد غدا بعده وطنا للامن والحرية و المساواة والرخاء والسلام . ربما كان كثير من العراقيين قد قالوا للقاضي رؤوف ( عاشت ايدك ) لو كانت الغيرة والمشاعر الوطنية قد فاقت لديه حدود الضبط المهني فألحق قراراته بقراءة احكام غيابية وباشد العقوبات ايضا على الرئيس الامريكي وقائمة طويلة من ابناء الاحتلال وقططه الذين قدموا على ظهر دباباته, بل ربما كان انذاك بعض من مثُل في قفص الاتهام قد شعر بوخزة الضمير فانطلق يهتف بحياة العدالة عوضا عن التكبير والهتاف بمسميات اخرى!


امام هذا النفق المظلم وفي هذا المستنقع العميق ارتفعت الاصوات في الولايات المتحدة تنادي لتغيير السياسة المتبعة في العراق ووجد الرئيس الامريكي نفسه امام حقيقة مريرة تؤكد فشل سياسته وتُجبره على التفكير في خيارات اخرى . من الطبيعي ان تكون السياسة الجديدة والخيارات القادمة بحاجة ماسة الى تغيير في طاقم التنفيذ, وعندما ينال التغيير وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد فان الموجة تأخذ معها قائمة طويلة من الاسماء والحكومات المرتبطة بدائرة رامسفيلد, ولذلك نعتقد ان كثير من القطع السياسية العراقية الحالية قد بدأت تشعر بالارق جديا بعد استقالة وزير الدفاع الامريكي فليس هؤلاء أعز الى قلب الرئيس الامريكي من رامسفيلد, ناهيكم عن ان كثير من الديموقراطيين الذي فازوا بالاغلبية في الكونغرس يحدون اسنانهم بعنف على بعض من تلك القطع السياسية العراقية لانهم يجدون فيها احد الاسباب التي ادت الى توريط بلادهم في العراق. لقد عُرف عن السياسة الامريكية تقاطعها مع الاخلاق كاحدى سماتها الغالبة , وعندما يكثر الحديث عن خطط للانقلاب والتغيير في العراق يتصور البعض انه قادر بسذاجة على اللعب بعقول الاخرين عندما يشيع ان بقايا النظام السابق او المجوعات الاخرى هي التي تقف وراء خطة الانقلاب المزعومة تلك متغافلا في ان الانقلاب قد بات حاجة امريكية قبل ان يكون حاجة الاخرين. ربما تكون خيبة الامل في ثقل كبير من القطع السياسية العراقية القادمة مع الاحتلال هو نقطة الاتفاق الوحيدة التي يتفق عليها الغالبية من شعب العراق مع الادارة الامريكية وسط الكم الهائل من نقاط الخلاف الاخرى , ولذلك ليس غريبا ان يلجأ مطبخ السياسة الامريكية في الوقت المناسب الى حشر اكبر عدد ممكن من النخبة السياسية العراقية الحالية بما فيه الخط الاول والثاني منها ليتم الخلاص منهم في سيناريو واحد ويتم تقييده على حساب احدى المفخخات كشكل تنفيذي لخطة الانقلاب تلك , بل الاحتمال الاكثر رجوحا هو ان يلجأ ذات المطبخ الى التضحية بالسفير الامريكي في العراق في ذات السيناريو في محاولة مفضوحة لحبكه جيدا. ان الخيارات الجديدة للادارة الامريكية تستند على احداث هزة سياسية عنيفة في الشارع العراقي ربما تتيح الفرصة لرسم خارطة سياسية جديدة لتعطي بصيصا من الضوء يساعد تلك الادارة لاستكشاف حل مشرف للورطة العراقية.

ترى هل بدأ بعض القطع السياسية العراقية باخبار جيرانهم في الدول التي كانوا يقيمون فيها قبل الاحتلال بان فترة ايفادهم الى العراق قد شارفت على الانتهاء؟. هل المتبقي من الزمن كافٍ لمستشار الامن الوطني العراقي في ان يترجم الخبرة الايرلندية في مكافحة الارهاب على الساحة العراقية ! هل هيأ اصحاب مكاتب العقارات انفسهم ليكون حفل المزاد على المنطقة الخضراء بالصورة التي يستحقها.
واصلا وقبل كل شئ وفي وسطه وفي نهايته يبقى السؤال الكبير المرير يكمن في مَن ْ الذي منح الرئيس الامريكي الاحمق حق وضع العراق ساحة لحقل تجاربه او تقديمه هدية للاخرين فبات في اياديهم سلعة يتاجرون و يبتزون بها ؟



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكراد وسهل نينوى – من الخطوبة الى الزواج
- العراق – ملايين الضحايا والسبب قَدْري قادَ بَقَرنا
- مشروع المصالحة – غاز عديم اللون والطعم والرائحة
- برطلة حزينة , وداعا - ايها المطران المحبوب
- لوتو العلم – الوحدة أم الانفصال
- المشهد العراقي – الدال والنقطة في سوق الخردة
- في ذكرى جون قرنق – سلام على الفقراء
- اشوروعشتار ملكتان لشعب واحد
- أنتي بايْتِكْ - إكسْ بايَرْ أو مضادات حيوية عقيمة
- قيثارة يوسف عزيز – عشاء السبت الشهي
- حزب الله وسياسة الكل فداء للجزء
- المفطوم على ( التشريب ) لايتلذذ بالهامبركر
- بكاء جدَي وبكاء الملايين
- ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟
- موقع عنكاوة وجهاز التقييس والسيطرة النوعية
- انجازات الجعفري – الطالباني رئيسا والمالكي مشلولا
- عندما يصبح القتل لعبة وبزنس إقرأ على الدنيا السلام
- الاشوريون والكلدان والسريان
- الرئيس الايراني وسياسة اعلان( الاخبار السارة ) بالتقسيط
- الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - المنطقة الخضراء في المزاد العلني