أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل نورالدين - رسائل من العام 2010 - 4














المزيد.....

رسائل من العام 2010 - 4


عادل نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذه ستكون مقالات على شكل عدة رسائل، تحكي ذكريات مواطن عاش الحرب الاهلية في لبنان العام 2010.. و هي تكون بمثابة تحذير الى اللبنانيين اليوم من مخاطر الانزلاق في حرب اهلية جديدة

- 4 -

غرفتي..

لم يبقى منها شيئا.
كتبي، ثيابي و حتى الراديو الذي كان ملجأي الوحيد للهروب من الحرب.. كلها إحترقت.

النساء تبكي.. الرجال تنتحب.. و الشباب تتوعد بالثأر.
إنها نتيجة معركة البارحة.

هي اكثر معركة شراسة و دموية اشهدها.
كانت الكفة تميل لصالحهم، لولا وصول بعض المقاتلين من الحيّ المجاور لمساندتنا.
إستخدموا السلاح الثقيل. القذائف الصاروخية، الرشاشات الثقيلة و حتى صواريخ الكاتيوشيا.
تمكنت هذه الاسلحة من وقت تقدم الميليشيات المناوءة.

و لكن هذا لم يجبرهم على التراجع. فهم كانوا ايضا يملكون اسلحة ثقيلة.
اخبرنا بعض الشباب اليوم صباحا، انهم تمكنوا من تدمير دبابة للعدو.

دبابة تجتاح حيّا سكنيا !
كانت الوسيلة الوحيدة لإجبار الاعداء على التراجع، هي بشّن هجوم على حيّ آخر لهم، عبر جبهة اخرى.
لقد اُجبروا على التراجع للدفاع عن مناطقهم. و هكذا تحرر حيّنا.

و لكن النتيجة كانت كارثية.
هناك 4 مباني تهدّمت. و مثلها تضرّر بشكل كبير.
الارقام تتحدث عن 245 قتيلا من عندنا، بينهم اكثر من 100 شاب شاركوا في القتال.

هذه ارقامنا. و لكن لا اعرف ما يقوله العالم الخارجي. فالراديو قد إحترق.

هذه هي المجزرة التي كنت اتوقعها. لقد حصلت.
و لكن هناك القليل من الراحة و الاطمئنان.
فالدور اتى علينا، و ما زلت سالما.
و الدور المقبل سيكون على الطوائف الاخرى.
إذن لدينا على الاقل شهر نستطيع ان نعيش فيه من دون مجزرة جديدة.

و لكن طبعا مسلسل القتل لا يتوقف عند المجازر.
منذ قليل سقطت 21 قذيفة على حيّنا، و سقط 4 اشخاص قتلى.

قادة الميليشيات اتوا الى حيّنا، يرافقهم بعض رجال الدين.
يدعون الشباب و المراهقين على الانضمام لهم و حمل السلاح، للدفاع عن اهلنا و طائفتنا.

هناك الكثير ينضم اليهم اليوم.
ربما يريدون الثأر لمقتل اهلهم، او ربما وعود الجنة تدغدغهم.
و لكن في النهاية، انا لا ارى الا رفاقي يذهبون نحو الموت.

سمعت من بعض الشباب، ان هناك رد مزلزل ستشهده بيروت، بشقيها الشرقي و الغربي.
سوف يستخدمون اسلحة جديدة، اسلحة "طازة"، اتت من الدولة الصديقة.

لا اعرف ماذا افعل الآن.
لا استطيع ان استمع الى فيروز تغني عبر البي بي سي.
لم يعد هناك متعة للحياة.

يقف امامي رجل دين و يسألني مباغتا : بدّك تكون شهيد؟
- ايش؟
- إستشهادي.. بتدخل الجنة و بتقدم خدمة لأهلك و لطائفتك.
لا اعرف ماذا اجيب. بقيت واقفا لدقائف من دون ان اكلم.
- يلاّ، شو. بدّك تصير شهيد او لأ. ما عنا وقت نضيعو. بدنا نربيهم للحيوانات.
قالها الشيخ. شيخ يشتم !
فتحت فمي لأجاوبه..







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل من العام 2010 - 3
- رسائل من العام 2010 - 2
- رسائل من العام 2010 - 1
- الاجهاض : حق مقدس


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل نورالدين - رسائل من العام 2010 - 4