رسائل من العام 2010 - 1

عادل نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 10:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

هذه ستكون مقالات على شكل عدة رسائل، تحكي ذكريات مواطن عاش الحرب الاهلية في لبنان العام 2010.. و هي تكون بمثابة تحذير الى اللبنانيين اليوم من مخاطر الانزلاق في حرب اهلية جديدة.

- 1 -

اليوم يحتفل اللبنانيين بالذكرى الثالثة لبداية الحرب الاهلية الخامسة.
يقولون ان هناك حلّ في الافق. ان السياسيين سيستفيدون من هذه الذكرى لمحاولة إنهاء هذه الحرب.
و لكن على الارض، الشباب ما زالت تتقاتل.

صباحا، سقطت بضعة قذائف قربنا. سقطت على ركام مبنى دُمّر في بداية الحرب، و يبعد حوالي 50 مترا عن بنايتنا.

لم استفق على وقع القذائف، لانني لم انم الليلة.
هي ليست الليلة الاولى التي لا انام فيها. استطيع ان اقول انني لم انم منذ ثلاث سنوات.

ظهرا، كان بعض شباب الحيّ، من مسلّحي الميليشيات التي وكّلها الله بأن تحمي حيّنا، يتجمعون حول المبنى الذي تعرض للقصف.
كنت اسمع هتافات بأن الغربية لن تنام الليلة من شدة ردهم المزلزل.

أدرت التلفاز بعدما اتت الكهرباء بعد إنقطاع قصير لمدة 7 ساعات. لم يكن هناك الا محطتين، بعد ان منعت ميليشيات حيّنا جميع المحطات المعادية لنا و لطائفتنا المحرومة.
بعد نصف ساعة من الاغاني الثورية و الدينية، جاءت نشرة الاخبار.

بعد ان وصف لنا المقدم منجزات ميليشياتنا و اعمالها البطولية في الدفاع عن مناطقنا عبر قصف المناطق المعادية... إنتقل الى سرد الجهود الاقليمية التي تقوم بها الدولة المباركة مع سائر دول المنطقة و العالم من اجل انهاء الحرب.

هذه المرة، هناك امل جدّي بالحل. لقد تمكن وزير خارجية الدولة المباركة في لقاء مع ملك الدولة المقدسة، من الاتفاق على تهدئة الامور في الاسبوع الجاري، تمهيدا لمؤتمر اقليمي يُعقد في احدى مدن الصحراء من اجل الوصول الى حل سياسي للحرب.

انتهت نشرة الاخبار.. و إنقطعت الكهرباء معها.

لم اعد اثق بالحلول و الوعود. هذه المرة الرابعة التي يلتقي فيها المسؤولان الاقليميان في خلال 3 اشهر.

في كل مرة، يقولون ان الحل اصبح قريبا. و في كل مرة، تُرتكب مجزرة بعده بأيام.
آخر لقاء عقدوه، كان منذ 3 اسابيع.. بعدها بأربعة ايام، حصلت مجزرة في الشرقية سقط خلالها 24 شخصا قتيلا.

نحن كنا اول من تعرض لمجزرة منذ ثلاثة اشهر. و توالت المجازر على الطوائف الاخرى.
إذن فالدور دورنا الآن. ستحصل مجزرة بحق ابناء طائفتنا خلال ايام. هذا مؤكد.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل