رسائل من العام 2010 - 2

عادل نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

هذه ستكون مقالات على شكل عدة رسائل، تحكي ذكريات مواطن عاش الحرب الاهلية في لبنان العام 2010.. و هي تكون بمثابة تحذير الى اللبنانيين اليوم من مخاطر الانزلاق في حرب اهلية جديد

- 2 –

هذه الليلة الاولى التي انام فيها منذ ثلاث سنوات.
كنت قد إستفقت حين سقطت أولى القذائف على حيّنا.

لم أكن خائفنا اليوم صباحا. لقد قصفونا بقذائف مبحوحة الصوت و مجروحة التأثير.
كان شباب الميليشيات يهللون فرحا و طربا بعد بطولاتهم الليلة الماضية.

يقولون انهم قصفوا الغربية بأكثر من ألف قذيفة. و هذا ما أكدّته نشرة الاخبار لاحقا.

يتحدثون عن 40 قتيلا، معظمهم من ميليشيات العدو. و لكن أعرف كما يعرفون هم، ان القتلى جميعهم من المدنيين. كانوا ينامون مثلي الليلة، حين سقطت قذيفة على وسادة سريرهم.

كنت احب ان استمع لإذاعة البي بي سي. هي الإذاعة الوحيدة التي لا تستطيع الميليشيات ان تمنعها. فالراديو لا يعمل بالكهرباء.

كنت استمتع بلحظات الهدوء بسماع برامجها و الاغاني العربية التي تبثها.
كان لديها مراسلين في كل لبنان. في كل المناطق و عند كل الطوائف.

السنة الماضية، منعت الميليشيات، مراسل الاذاعة من دخول مناطقنا لمدة 3 اسابيع، بعد ان اتهموه بالتجسس لصالح الميليشيات المعادية.
قيل وقتها انه أخبر الاعداء عن مخزن اسلحة، ما لبث ان تعرّض للقصف بعد ان تحدث عنه في الاذاعة.
لم تنتهي الازمة الا بعد ان تم تبديل المراسل بآخر بنتمي الى نفس طائفتنا.

اليوم، تحدث المذيع عن 37 مدنيا قتلوا في قصف البارحة للغربية.
اعتقد ان شبابنا قد اخطؤا الليلة الفائتة بالقصف. الفريق الآخر ينتظر حجة لإرتكاب مجزرة.
و ها هم قد اعطوهم الحجة المثالية لذلك.

او ربما هم يفكرون مثلي. لقد ايقنوا انه بعد اجتماع البارحة، ستكون هناك مجزرة. و قاموا بالحسابات و تبين لهم ان الدور دورنا.
فلذلك قصفوا الغربية. فلسان حالهم يقول، قصفنا او لم نقصف، فسنتعرض لمجزرة. إذن فلنقصف !

و لكن هناك حدس يخبرني ان المجزرة بحقنا ستكون كبيرة. لقد كان إجتماع البارحة طويلا بين المسؤولين. و قد اشادت وسائل الاعلام كثيرا و بغير عادتها بهذا الاجتماع و بنتائجه الاكيدة للوصول الى حلّ.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل