أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعد علي حسين- باسم علي خريسان - تأمين بغداد عن طريق المجتمعات المبوبة















المزيد.....

تأمين بغداد عن طريق المجتمعات المبوبة


سعد علي حسين- باسم علي خريسان

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:23
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


انتوني كوردسمان
20 نيسان 2007
ترجمة
د.سعد علي حسين
د.باسم علي خريسان

ان الاعلان الامريكي بشأن تأمين المناطق السنية المهمة وهي (العامرية ، الخضراء ، الاعظمية ) كأساس للمجتمعات المبوبة ،يمكن ان يبرهن على انه البعد الاساس والرئيس في تحديد ما اذا كان الجهد الحالي بخصوص تأمين بغداد فاعلا، كما انه يصور حجم المشاكل التي ينجم عنها القليل من الامن بالنسبة للمدينة.
وبغداد مدينة واسعة ومتعددة الاعراق، وتشير التقديرات الى ان هناك ما بين (5-7,5)مليون نسمة في بغداد ، ولا يعرف ما اذا كانت تلك التقديرات تغطي اجزاء من بغداد ام جميعها ، وتقسم المدينة عن طريق بعض الطرق الرئيسية القليلة نسبيا والتي لا تتلائم مع الواقع الحالي ، فضلا عن وجود الحواجز المهمة على النهر بالاضافة الى الحواجز الامنية الرئيسية مثل المنطقة الخضراء.
ان تأمين المدينة بأكملها امر مستحيل ، ولا يمكن تفتيش كل عربة او السيطرة على جميع المداخل ، والامر ذاته ينطبق على حركة المرور الداخلية ، وعليه فأن العلاج الوحيد يكمن في تحديد وتقليل حركة المرور الداخلية بين المناطق السنية والشيعية والمنوعة.
وعليه، يمكن القول بأن المجتمعات المبوبة هي الطريق الوحيد لضمان الامن نسبيا في الاجزاء المعنية من المدينة من دون شلها اوخلق انظمة امنية لايمكنها اداء وظيفتها ، والتركيز على الامن في المناطق الحساسة يتطلب اشراك المزيد من القوة البشرية الى جانب القوات الامركية وقوات الامن العراقية المنتشرة ، وهو بالتأكيد اكثر عملية من محاولة القوات الامريكية وقوات الامن العراقية تأمين المحيط بأكمله ومن ثمة تأمين البنية الداخلية للمدينة بأكملها.
وعلى اية حال ، توجد هناك مشاكل جدية بشأن ذلك النهج المتمثل بخلق مجتمعات مبوبة ، ويتطلب الامر وقتا لتحديد ما اذا كان بأمكان الولايات المتحدة والحكومة العراقية التعامل مع الاتي:
- الحقيقة التي تقول بأن المناطق الثلاث جميعها مناطق سنية ، وهو ما يدفع الى التحذير بأن هناك اتجاها طبيعيا لايجاد تقسيم اضافي للمدينة وفقا لخطوط طائفية،
وقد اظهرت الحالة في البلقان منهجا مماثلا بأمكانه جلب امن اضافي الا انه يمكن ان يؤدي في الوقت ذاته الى الاستقطاب وأثارة الانقسامات داخل السكان .

-حتى المناطق المبوبة تؤدي الى بروز مشاكل امنية رئيسية تتمثل في ضمان تأمين المدخل في الوقت الذي تعمل فيه على تحسين الامن ، وفي الواقع يمكن لتلك المناطق تقييد الاعداد الكبيرة من القوات الامريكية وتنتفي الحاجة الى هذا التقييد للقوات الامريكية في حالة قيام الجيش والشرطة العراقيين بتوفير الامن بطرق مقبولة وموثوق بها من قبل السكان المحليين.

- ومن اليسير على اولئك الذين يوفرون الامن ان يصبحوا محتلين ، سجانين،او بمثابة العدو الا اذا استطاعوا كسب ثقة السكان المحليين ، ويبدو ان الولايات المتحدة تسعى الى خلق (شراكات) تشمل الحصول على دعم المسؤولين المحليين
فضلا عن (المخبرين) ، وهذا المنهج مقبول ولكن ليس باستطاعة الولايات المتحدة المقدرة على ابقاء قواتها مقيدة لمدة طويلة في احياء معينة ، كما يتوجب على الوحدات القتالية الافضل اداءا في الجيش العراقي عدم البقاء مقيدة في تلك المناطق لان ذلك قد يسبب مشاكل عرقية وطائفية ، ويعتمد الكثير على الطبيعة المتنوعة للشرطة العراقية ، ويبدو ان النجاح في هذا الامر يعتمد على قدرة الولايات المتحدة على تأمين وتطوير مراكز الشرطة من اجل خلق جهاز شرطة فاعل وموثوق به بمرورالزمن.
- ان استخدام الابواب سيؤدي الى اخراج عناصر الميليشيات المحلية ، فضلا عن خلق مناطق تتسم بالبطالة ونقص الخدمات الاساسية ، ويتوجب التعامل مع مسألتين اساسيتين ، تكمن الاولى في اشراك الميليشيات والاستفادة منها بدلا من تركها التعامل معها كقوة موازية ، اما المسألة الثانية فتتمثل في القيام بأجراءات لتحسين وتطوير الجانب الامني فضلا عن التوظيف،والخدمات الحكومية ،والنشاطات المتعلقة بالبنية التحتية ، ففي النهاية ورغم جميع تلك الجهود الى ان النصر سيكون عديم الفائدة من دون القيام بعملية البناء وفق اسس واضحة ومحددة.
- ان القيام بعملية التبويب (اي وضع الابواب) يجب ان يتم بشكل بطيء ومتدرج ، وهو ما يعمل على ترك الكثير من اجزاء المدينة ضعيفة لعدة اشهر قادمة،النشاط الاقتصادي والنشاطات الاخرى سوف تبقى ضعيفة خارج المناطق المبوبة.وفي ذات الوقت ، سوف تصبح المناطق المبوبة ملاجئ للمتمردين او الميليشيات التي تعيش في داخلها ،والتي سوف تعمل على مهاجمة اهداف خارج المناطق المبوبة.
- ان عملية بناء الابواب ستعمل على توفير الامن بشكل نسبي وليس بشكل كامل ، ولايمكن لاحد ايقاف التفجيرات حتى وان كانت بكميات ضئيلة ، كما انه بأمكان المهاجمين تطوير عملية التفجيرات في العربات او عن طريق الافراد ، وتشكل عمليات الاغتيال عن طريق استخدام الاسلحة الصغيرة تحديا رئيسيا.
- بالاضافة الى ذلك ، لا يمكن تأمين طرق المرور الرئيسية والمساجد الاساسية والاسواق والمحلات التجارية بنفس الدرجة ونفس المستوى.
- اخيرا ، حتى لو تم تسييج مناطق قليلة الا ان الثقة باستخدام هذا المنهج يميل الى الفشل لان ذلك سيؤدي الى تقييد القوات الامريكية بأعداد اكبر مما تستطيع الولايات المتحدة تحمله اذا ما ارادت التوسع الى المناطق المحيطة ببغداد فضلا عن القوات الامريكية المخصصة للأجزاء الاخرى من العراق.

ويمكن القول بأن اي من تلك المسائل لا تعني بأن الجهد الحالي سوف لن يكون ناجحا بشكل كبير بمرور الزمن في توفير الامن الداخلي في بغداد اكثر من المناهج السابقة، والمناطق المبوبة تجربة تتطلب وقتا لكي تطبق ويمكنها ان تفشل ، والامر بمجمله يعتمد على مدى التحسين والتطوير في فاعلية الحكومة والشرطة العراقيتين فضلا عن الدعم الداخلي .
ولا يمكن الحكم على فاعلية مثل تلك الاجراءات قبل اوائل عام (2008) ويعتمد الامر على مدى تحمل وصبر الكونغرس والرئاسة الامريكيين ، ولكن يجب ان يتم منح هذا الامر الوقت والصبر اللازمين حتى يمكن رؤية ما يتحقق ، كما يتوجب منح القوات الامريكية والعراقية الفرصة للاستفادة والتعلم من الاخطاء السابقة.
ومن الواضح ان هذا النهج العسكري يعتمد في فاعليته بشكل كبير على الحلول السياسية والمصالحة ، فمن جهة ستكون مخاطر مثل هكذا نهج اقل بكثير اذا ما تحرك العراقيون بشكل حقيقي بأتجاه المصالحة ، بالاضافة الى غموض درجة النجاح الداخلي من دونها (اي المصالحة) ، وبخلاف البريطانيين او القوات في البلقان ، فأن الولايات المتحدة لايمكنها ببساطة البقاء لمدة طويلة بانتظار التوترات الناجمة عن مدينة مقسمة او العمل كقوة حفظ السلام لفترة طويلة.



#سعد_علي_حسين-_باسم_علي_خريسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجع الاخير:السيستاني ونهاية السلطة الدينية التقليدية الشي ...
- العنف الطائفي والعرقي وتطور التمرد في العراق
- الارهاب-أنموذج مكورمك لمواجهة التمرد
- اللقاء مع جيران العراق:اجراء بناء ثقة ام اكثر من ذلك؟:ديفيد ...


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سعد علي حسين- باسم علي خريسان - تأمين بغداد عن طريق المجتمعات المبوبة