أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - بلاد الفرز ... والحراسات















المزيد.....

بلاد الفرز ... والحراسات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:23
المحور: كتابات ساخرة
    


حاولتُ أن أحصيَ عدد حُراسِ منازل بعض رجالات الوطن ومسؤولي أحزابه وبعض المُهمين فوجدت أن كل بيت مهم من تلك البيوت يحتاج إلى أكثر من عشرة حراس منظورين على الأقل فهو يحتاج إلى حراسة كل الشوارع المؤدية إلى المنزل المعمور ، أما عن الحراس غير المنظورين والسيارات التي تجوب المكان بحثا عن مشبوهين ، فلا أعرف عددهم !
وإذا أضفنا إلى ذلك الحراسات الموجودة فوق سطح المنزل تحمل الأسلحة الثقيلة ، وأضفنا لما سبق الحراسات داخل المنزل ، والتي تقوم بالإشراف على السقاية وزراعة الورود وإطعام العصافير إن وجدت ، فإن الحصيلة تصل إلى عشرات .
وإذا عرفنا بأن الحراسات تتغير في اليوم مرتين ، يمكننا مضاعفة الرقم السابق!
ملاحظة أولى : " الحراسات السابقة على منزل واحد فقط ، لا تشمل الحراسات والمرافقين للموكب المتنقل ، فهذا أمرٌ آخر لأنني ببساطة لا اعرف عددهم " انتهت الملاحظة الأولى .
الملاحظة الهامة الثانية : " الحراسات على المنزل السابق وأمثاله حراسات على [ البناء والجدران والنوافذ فقط] لأن صاحب البيت ببساطة لا ينام فيه منذ سنوات إلا مرة أو مرتين " انتهت الملاحظة الثانية .
ولي أن أضيف بأن هناك طواقم حراسة آخري تضاف إلى الأعداد السابقة تقوم بحراسة أماكن التواجد والمبيت الأخرى العامرة والعديدة في أماكن متعددة من وطننا الكريم ، إذن فهناك أفراد يحتاجون إلى سرية .
ولمعرفة أبعاد هذه القضية الخطيرة في وطننا فإنني أضيف بأن حراس البيوت المهجورة ، وحراس المواكب المعمورة ،يكونون في الغالب من أفضل الشباب الفلسطيني وأقدرهم في كل المجالات العسكرية ، فيستخسرونهم في وطنهم ، ويضمونهم إلى كتائبهم باستخدام طريقة جديدة ابتدعناها في فلسطين تحت مسمى [ الفرز] !!
والفرز وما أدراك ما الفرز ، هو اسم على مسمى ، يعني أن تفرز من مؤسستك وإدارتك مجموعة من الموهوبين ليقوموا بخدمة أصدقائك ومعارفك وأتباعك وأعوانك على أمل أن يبادلوك هم بفرز أقاربهم وأتباعهم على ملاكك ، على أن تبقى أسماؤهم مسجلة في سجلات الدائرة والمؤسسة الأولى !
ومن منافع (الفرز) أنه يقلل من أسماء الأبناء والأقارب في العائلة الواحدة في المؤسسة الفلسطينية الواحدة ، ويصنع تمازجا بين الأسماء ! فالفرز يخفف من وطأة مشكلات [ زواج الأقارب في المؤسسة الواحدة ] !
ومن منافع الفرز أيضا أن يزيد من مصادر الدخل غير المنظورة ، فالمفروز يمكنه أن يعتبر راتبه من مؤسسته الأم [ ادخارا] لضوائق الزمن ، ويعيش من [ المنح والهبات] التي يغدقها عليه سيده الثاني في صورة كوبونات بنزينية وغذائية ومنح تشجيعية تُعطى من بند آخر طريف في فلسطين ، وهو بند [ النثرية] وما أدراك ما النثرية !
لأجل الفرز والنثرية والمرافقية يستحق وطننا أن يسمى بجدارة ليس وطن [ العنقاء] التي تبعثُ من رمادها إلى أبد الآبدين ، بل هو وطن المستحيلات الثلاث [ الغول والعنقاء والخل الوفي ]!
ويجب ألا نمر مرّ الكرام على نمط من الحراسات ، يضاف إلى النمطين السابقين ، وهو نمط حراسات الوجاهات والفخفخات ، وهذا النمط جديد قديم لا يخضع - مثل الأنواع السابقة -إلى أية قوانين أو تنظيمات، بل يخضع لقدرات وإمكانات صاحب الحراسات !
هذا النوع من حراسات الوجاهات يضفي صورة بهيجة على المسؤول ، فيظن أن الآخرين ينظرون له كما يرغب أن يكون ،فيعتقد مخطئا بأنهم سيسألون عنه قائلين : لمن كل هذه الحراسات ؟ وهذا يشفي نفسه ، ويجعله يحلم في يقظته بأنه صار عظيما كعظمة عنترة بن شداد حينما استنجد به سادته فيقول :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قبلُ الفوارسِ ويكَ عنترُ أقدمِ !
وحراس الوجاهات في الغالب يكونون من ذوي الطلعة البهية والأجساد القوية ليكملوا حلم المسؤول في أنه رجلٌ عظيم لا يحرسه إلا الفتيان الأقوياء الأشداء العظام !
كما أن حراس الوجاهات وإن حملوا السلاح فهم يكونون أقرب إلى المعاونين والمساعدين الشخصيين ، فهم مسؤولون عن النساء والأولاد وكل المسائل الشخصية .
وتتحدد قيمة كل حارس وفق ما يؤديه لسيده من خدمات ، وتحدِّد هذه الخدمات مدة بقائه في خدمة سيده ، فإذا نفذ المطلوبات وما أكثرها فإنه يتمتع بامتيازات لا حصر لها ، بحيث تصبح له اليد الطولى حتى في مؤسسة سيده ، وإن تقاعس عن خدمته ، فلا مناص من إقصائه وحرمانه حتى من حقوقه المشروعة !
أيضا هذا النوع من الحراسات لا تحدده الضوابط القانونية، بل يحدده المسؤول الأول وفق ما يراه مناسبا !
أعرف بأن كثيرين سينحتون من الأعذار ما يبرر أفعالهم ، وسيقدمون من الدلائل والأحداث ما يسوّغ ما يقومون به ، وأنا لا أطلب من رئيس الوزراء الفلسطيني أن يركب الدراجة وهو ذاهب إلى عمله كما يفعل رئيس وزراء السويد مثلا !
ولا أطلب من وزرائنا أن يفعلوا مثلما يفعل الوزراء في النرويج عندما يستقلون الحافلات والقطارات ويتركون سياراتهم الشخصية التي تنفث الدخان في رحلة الذهاب والعودة إلى العمل حفاظا على البيئة يومين في الأسبوع ، طبعا بدون حراسات لأن الحراسات في تلك الأوطان تعتبر نقيصة وعيبا يدفع الناخبين إلى إعادة النظر فيمن انتخبوهم ؛ ولكنني أطلب منهم أن يقتدوا ببعض الوزراء المصريين ممن يسيرون في الشوارع بلا حراسات منظورة ويحترمون إشارات المرور ، كما يحدث في الإمارات العربية المتحدة عندما يقف الأمير كما يقف الفقير احتراما للقانون .
يجرى الحديث عن خطة أمنية (عنقاوية) نسبة إلى العنقاء جرى تطبيقها منذ أسبوع ، وفي رواية أخرى منذ أسبوعين ... والله تعالى أعلم !
كيف نطبق الخطط الأمنية وأبناؤنا المدربون البارعون الذين يحملون الأسلحة الجديدة والذخيرة المديدة والدروع المضادة للرصاص يحرسون [ أعراض] زعمائنا المتمثلة في بيوتهم المهجورة ، ويقودون مواكب الخمسة نجوم ، ويقفون على أبواب العمارات السكنية يستعرضون بأسلحتهم وأرديتهم طابور الشرف للمسؤول حين وصوله للبرج معتبرين الآخرين من السكان زوائد دودية تحتاج إلى جراحات عاجلة !
إن ما يحدث في وطن المستحيلات الثلاثة هو استنفاد مقصود ومبرمج لكل الطاقات الشبابية القادرة والمتميزة ، وأنا أعتبره أيضا اختزالا للوطن ، ليتحول الوطن من صيغة بيت الشعر الذي قاله شوقي :
وطني لو شُغلتُ بالخُلدِ عنــــــه نازعتني إليه في الخلد إليه نفسي
إلى صيغة جديدة وهي :يا وطني لو نازعْتَــنِي على أحلامي لسلَّطتُ عليك جيوشَ حرَّاسي
مع الاعتذار للمهتمين بميزان الخليل بن أحمد الفراهيدي !




#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتسم .. أنت في غزة
- وجادلهم ..... بالمتفجرات
- علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني
- هل الإحباط مرض عربيٌ ؟
- هل أنظمة الاختبارات التقليدية إرهاب ؟
- المرأة بين الحقيقة والخيال
- المبدعون قرون استشعار
- إحراق الكتب في فلسطين


المزيد.....




- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - بلاد الفرز ... والحراسات