أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - تزايد هجرة الطلاب














المزيد.....

تزايد هجرة الطلاب


هاشم نعمة

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تشكل الدراسة في الخارج المصدر الرئيس لاستنزاف الكفاءات العلمية سواء من خلال تخلف الطلبة عن العودة إلى أوطانهم بعد اكمال دراستهم أو هجرتهم مرة أخرى بعد عودتهم. ففي عام 2003 التحق 2,3 مليون طالب أجنبي من البلدان المتقدمة والنامية على السواء بالتعليم العالي خارج بلدانهم.

وقد اصبحت الدراسة في الخارج أكثر سهولة لأن البلدان المضيفة تتنافس من أجل إجتذاب الطلبة الأجانب حيث أصبح الآن شعار "التعليم من أجل التجارة" بدلاً من "التعليم من أجل المساعدة" أمراً عادياً في أنظمة التعليم العالي. وهناك نقاش حول حركية الطلاب بإعتبارها شكلاً آخر من حركية المهارات العالية وهذه تعطيهم فرصاً أكثر للدخول في القوى العاملة للبلد المضيف عند التخرج. دخولهم سوق العمل تسهله مهاراتهم اللغوية الأجنبية وبحوثهم وكفاءاتهم وقابليتهم للتكيف وتألفهم مع عادات وثقافة البلد الذي درسوا فيه.

أحدى المحاولات التي تعطى إهتماماً متزايداً هي تحويل الطلبة الأجانب بعد تخرجهم من الجامعة من وضعهم القانوني المتعلق بالدراسة إلى السماح لهم بالدخول إلى القوى العاملة مباشرة بدلاً من العودة إلى بلدانهم. وقد عملت بهذا الاتجاه من قبل كل من أستراليا وفرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة. وقد تبنت ألمانيا مشروع "الكارت الأخضر" الذي يمنح للطلاب الأجانب المتخرجين من الجامعات الألمانية في تخصص تكنولوجيا المعلومات للبقاء في البلد. كذلك فأن الحكومة الفرنسية متحمسة في نفس الاتجاه للمتخرجين من الجامعات الفرنسية ومن ذات التخصص.

ومع توسع الإتحاد الأوروبي شرقاً وانضمام دول شرق ووسط أوروبا لعضويته زادت هجرة الكفاءات من هذه المنطة إلى الدول الغربية. وتشير الدراسات حسب مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أن أعداد المهاجرين الخريجين من هذه المنطقة غالباً ما تفوق أعداد غير الخريجين إلى حد كبير. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن 60% من طلاب الطب الهنغاريين ينوون البحث عن عمل خارج بلادهم. والسبب أن الجيل الذي ترعرع في سنوات التقشف التي أعقبت أنهيار المعسكر الاشتراكي سئم انتظار الوظائف الأفضل والمستوى المعاشي الأعلى اللذين كان يفترض أن يترافقا مع اقتصاد السوق حسب منظري هذا التوجه.
والعالم العربي عموماً يساهم في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية وأن 45% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لايعودون الى بلدانهم وان نسبة ما يشكله الأطباء العرب في بريطانيا بلغ 34% من اجمالي الأطباء العاملين فيها.
وبالنسبة للعراق فقد هاجرت أعداد قليلة من الكفاءات العلمية في العقود التي تلت تأسيس الدولة العراقية في عام 1921 بسبب ضعف دوافع الهجرة إضافة لقلة أعداد الطلبة الدارسين في الخارج. فقد بلغ مجموعهم البعثات العلمية العراقية في الخارج 9 فقط في السنة الدراسية 1922-1923 وهي أول سنة تظهر فيها إحصاءات رسمية تخص هذا الجانب. وأعلى عدد سجل في العشرينات والثلاثينات والأربعينات والخمسينات كان في السنوات: 1928-1929 حيث بلغ 13 طالب و 79 في 1937-1938 و258 في 1946-1947 و 234 في 1951-1952.

وقد تزايدت أعداد الطلبة الذين درسوا في الخارج ولم يعودوا بعد انقلاب شباط 1963 ومجيء حزب البعث والقومين للسلطة وزادت هذه الأعداد أكثر بعد انقلاب 1968 وتسلم حزب البعث للسلطة ثانية. فقد بلغت نسبة الاختصاصات العلمية من مجموع كل الاختصاصات للخريجين العراقيين غير العائدين للسنوات 1958- 1970 حسب دول التخرج: الولايات المتحدة الأمريكية (73,8%) بريطانيا (88,2%) ألمانيا الاتحادية سابقاً (92,1%) البلدان الاشتراكية سابقا (66,7%) بقية البلدان (83,7%) المجموع العام (81,2%) وقد تصاعدت هذه النسب في السبعينات بسبب سياسات القمع السياسي والفكري والتمييز القومي والديني والطائفي والتبعيث القسري التي مارسها النظام ونمت أكثر في الثمانينات بسبب عدم رغبة الكثير من الخريجين في العودة بسبب الحرب العراقية- الإيرانية. علما أن عدد طلاب البعثات العلمية العراقية في الغرب قد بلغ الآلاف في هذا العقد ففي بريطانيا وحدها وصل إلى 1500. وبسبب الهجرة الضخمة للعراقيين وبضمنهم الكفاءات العلمية إلى الخارج في التسعينات فرض النظام السابق قيوداً مشددة في عام 1999 تمنع سفر الكفاءات إلى الخارج وبضمنهم الطلاب. وتظهر هذه الحقيقة واضحة من أن نسبة العراقيين المتعلمين الذي وصلوا فرنسا بعد عمر 22 سنة وهو عمر التخرج من الجامعة بلغت حوالي 84% في عام 2000 وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة مع باقي الجاليات الأجنبية المقيمة في فرنسا.

وبعد سقوط النظام في 9 نيسان 2003 وما أعقبه من ضعف النظام وتصاعد معدلات الجريمة والعنف الطائفي وتضرر الجامعات ومؤسسات البحث العلمي نتيجة ما لحقها من نهب وتدمير فقد انطلقت موجة جديدة ضخمة للهجرة بضمنها هجرة الطلبة مع ذويهم أو منفردين إضافة إلى عزوف أعداد كبيرة من الذين أكملوا دراستهم في الخارج عن العودة إلى العراق. ومن هنا يتضح لنا أن هجرة الطلاب تمثل استنزافاً حقيقياً للقوى البشرية المؤهلة دع عنك الخسائر المادية التي أنفقت على تعليمها والتي من المفترض أن تعود إلى بلدانها بعد تخرجها أو لا تغادرها مضطرة لتساهم في تنميته الاجتماعية والاقتصادية.



#هاشم_نعمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنماط هجرة الكفاءات العلمية
- هولندا: تغير اتجاهات الهجرة السكانية الخارجية
- سمات البنية السكانية للمهاجرين العراقيين في هولندا
- انخفاض الخصوبة السكانية للمرأة العراقية في دول المهجر
- العلاقة بين الخصوبة السكانية ومكانة المرأة في المجتمع
- قراءة في كتاب - الحياة اليومية في بلاد ما بين النهرين قديماً ...
- *الهجرة الريفية-الحضرية ... الأسباب والمعالجات
- سيمنار حول التحول الديمقراطي في العراق
- الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط-الجزء الثاني
- الهجرة السكانية وتجارة البشر في الشرق الأوسط- الجزء الأول
- 1900- 1962 ،قراءة في كتاب - المهاجرون والتمييز العنصري الجزا ...
- (الهجرة السكانية وظاهرة العولمة ( الجزء الثاني
- (الهجرة السكانية وظاهرة العولمة (الجزء الأول
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ...
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ...
- ملاحظات في السكان والتنمية
- نظرة في الجغرافية الانتخابية
- هل من سياسة سكانية في العراق ؟
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الثاني
- هجرة العراقيين وتأثيراتها على البنية السكانية - الجزء الأول


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - هاشم نعمة - تزايد هجرة الطلاب