أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة:الخرطوم 1991














المزيد.....

سيرة مدينة:الخرطوم 1991


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:16
المحور: سيرة ذاتية
    


ها انا الان فى الخرطوم....بعد غيبة طويلة قضيتها مدفونا فى رمال الشمال فى مدرسة كريمة الصناعية...نزحت اسرتنامن عطبره نزوح فاخر واقامت فى التخوم الشمالية للخرطوم بحرى ...تحديدا فى الدروشاب التى لا يعترف بها اليسارى السابق سبدرات فى ايام لها ايقاع ..انى اعمل اليوم فى ام درمان الفنية ..ادرس الفيزياء التى لغاهاالوزير المخضرم عبد الله محمد احمد كبداية لعبقريات العهد الانقاذى الميمون..وما جدوى الفيزياء ونحن قد بدانا زمن الكوليرا والمظاهرات اليومية التى تخرج تايدا لصقر الخليج صدام ومعركته الكبرى ضد دولة الكويت الشقيقة"ام المعارك" وتزوجت كل النساء الا ام المعارك كما قال الشاعر المرهف نزار قبانى
********
كانت معاناتى الكبرى هى عند العودة الى موقف باصات الدروشاب ظهرا...بحكم تكرر المشهد اليومى تعرفت على الاخوان الطيب من ابناء الجزيرة الخضراء وله كشك يبيع اشرطة الكاسيت والى جواره صديقى الاخر من غرب السودان محمدان وهو صاحب كشك للمشروبات الباردة..كانا ودودين للغاية بل بلغ الكرم بمحمدان ان يتحفنى بكوب ليمون زيادة ويعطينى كرسى من الداخل لاجلس بين الكشكين ويحكيا لى طموحاتهم الصغيرة واحلامهما الغضة..كنت انظر عن كثب الى سرب حمايم ...الموظفات فى دار الوقائق القومية مع زميلى بكور وهن يقفن تحت شجرة فى انتظار الباص باثوابهن البيضاء الجميلة وليس هناك فى الدنيا اجمل من الموظفة السودانية والمراة السودانية العاملة..وعبرالاسفلت الممتد امامى فى ظل البعيد ..كانت ..غابة الابنوس الجميلة .....سرب من بنات الدينكا بملابسهن الغنية التلون ..يقفن مع شباب من ابناء الدينكا يتحدثون وتنبعث اصواتهن واصواتهم لتعزف سيموفنية المكان ومدرسة الغابة والصحراء ...عن كثب موظفين يتصببون عرقاويتحدثون فى سخط ...وامراة تبيع الشاى الانيق تحت شجرة فى الركن امام مركز شباب بحرى
*************
كانت احاديث صديقاى البسيطة الطيبة تنساب على اذني وانا اتامل هذه البوتقة من ناس الخرطوم..والتى كان يعكرها مرور عربة عسكرية مجروس محملة بالجنود..لتعيد وتذكرنى اننا فى زمن الكوليرا..ان هؤلاء الناس الطيبون واحاديثهم البسيطة التى استمع لها يوميا وانا اجلس على الكرسى بين الكشكين وتنساب دائما الاغنية التى اطلبها من صديقى الطيب"يا زمن" للفنان الذرى ابراهيم عوض والتى اضحت الموسيقى التصويرية للمكان..لا زلت احتفظ بهذا الشريط الذى اكرمنى به الطيب
*********
فى ذلك الوقت كنت اجلس على الكرسى واتأمل هذا الخليط المتجانس من البشر وكنت ايضا ارى شجر يسير!!...لانى اعرف الكثير الذى لا يعرفه هؤلاء..صديقاى واحلامهما الصغيرة..اسراب الحمائم...غابةالابنوس..ست الشاى الانيق..الموظفين الساخطين الذين يتصببون عرقا
*************
كما قلت لكم انى كنت ارى شجر يسير..غادرت السودان وعدت لمرة الاخيرة عام1993 وجئت ابحث عن اصدقائى...اختفت الاكشاك وازيلت ايام رامبو..احترقت غابة الابنوس الجميلة...اختفى جل الموظفين واسراب الحمايم تحت نير قانون الفصل للصالح العام..اما ست الشاى فقد انهكتها الكشة* واصبحت تمارس عمل اخر يمزقها ويهدر ما تبقى من انسانيتها...لنعيش نحن فى المنافى يجللنا الاحساس بالعار ونقاوم هذا الاحساس بالكتابة غير المجدية
هذه هى الخرطوم1991 التى اعرفها او عرفتها...ولو تفندون!!!!!!!!!!أ
الكشة: مداهمة شرطة البلدية

*************
يا نسمة يا جاية من الوطن
بتقولى لى ايام زمان ما برجعن




#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاب بابلوف تعاود النباح من جديد
- الغرب والاسلاميين كمثل العنكبوت اتخذت بيتا
- اساطير النزاعات في ميزوبتميا ووادي النيل
- رسالة الى مواطن عراقي
- السيرة الذاتية ل(شجرة الموسكيت)ا
- دارفور...اطفال الزمن الآسن
- سيرة مدينة (8):عم سعد
- سيرة مدينة(7)ا:كلب وحمار وقرد
- سيرة مدينة(6)أ: خيول باكنجهام
- الامام الاخضر
- الكتاب الشهري:الفجر الكاذب
- الكتاب الشهري:الاصولية المزعومة والعلمانية المفترى عليها
- الدولة الدينية والدولة المدنية
- كتاب الشهر:ابوالعلاء المعري وثقافة المجتمع المدني
- سيرة مدينة(5)ا:عطبره...عاصمة الحديد والنار
- قضية الاستاذ الشهيد محمود محمد طه:بين محكمتين
- سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا
- الديموقراطية والتنمية في السودان
- سيرة مدينة(2)ا:صديق من الخرطوم
- المدينة الفاجرة


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - سيرة مدينة:الخرطوم 1991