أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ليلي عادل - بغداد ..الى اين..














المزيد.....

بغداد ..الى اين..


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فاجأتنا بعض وسائل الأعلام الدولية منذ 2003 بمصطلحات جديدة لم نكن نسمعها من قبل ..و هي تصف مناطق بغداد و محافظات العراق بأغلبياتها الطائفية ...و هكذا بعد ان كان وقع الوصف مفاجيء و غير مهم اصبح بالتكرار و التعود هو القاعدة و صبغت مناطق بغداد بلون الطائفة و بدأت وسائل الأعلام الأخرى بأستخدام الأسلوب ذاته عند نقل خبر عن حادث او انفجار في المنطقة هذه او تلك فلم يخلو اي خبر من وصف ..(ذات الأغلبية ال...) و هكذا عمق الأعلام و الذي لم يبتكر او يرتجل هذا الأسلوب بل بالتأكيد كان هناك اساس من سياسات دول و مصالح احزاب و شخصيات تقف خلف هذا الأسلوب ..و الذي رسم خارطة العراق من جديد و قسم بغداد حسب اغلبياتها ..وكان هذا مع سياسات الأغتيال على الهوية و التفجير على الهوية و القاء القبض و الأختطاف على الهوية ....هو ما عمق الأنقسامات بين العراقيين و كما هو واضح لم تكن تلك السياسات عشوائية و لا تعتمد الصدفة بل كان كل شيء مخطط و مرسوم له ..لتصل الأوضاع الى ما وصلت اليه اليوم ..من سيطرة اشخاص يرأسون عصابات تسمى احزاب و لهم مليشيات تنفذ كل ما هو مخالف للقانون ..يحملون مسميات حمايات خاصة او حتى حرس او شرطة ...و المجتمع خانع ضعيف منشغل في الدفاع عن حياته و متربص لأي خطر حقيقي او وهمي يمكن ان يفاجئه ..مع غرقه في هموم توفير ابسط متطلبات الحياة المادية و لن اقول المعنوية ..
ففي بغداد ما ان تركب سيارة اجرة حتى يسألك السائق ..( انت منين ....) و مثله صاحب المحل و الحلاق و القصاب ...و غيرهم من اصحاب المهن ..و بدأ الجار يجري بحوث و استقصاءات عن جيرانه الآخرين ليعرف ما هي اصولهم و انتماءاتهم ..و حتى في المدارس و الكليات بدأ الأساتذة فضلا عن الطلبة بالتحقق من اصول و انتماءات الغير , من زملائهم و على هذا الأساس تبنى اساليب التعامل مع الآخر ..كل هذه الممارسات جديدة على المجتمع العراقي و البغدادي بالأخص ...كنا في الجامعة مجموعة كبيرة من الأصدقاء ..لم نفكر يوما ولو للحظة في ان يسأل احدنا الآخر من اين انت و كان يكفينا اننا اصدقاء ..و كانت بغداد تلمنا و نحبها بكل مناطقها لم نكن نرى خارطتها التي رسمت اليوم كنا ننتمي لكل منطقة ندخلها و نتجول في شوارعها ..كانت بغداد كلها لنا ..بغدادنا ..
اليوم بغداد تتحول الى مناطق مسورة بالكونكريت و اهلها يتحولون الى معتقلين..داخل بيوتهم و داخل جدران تحيط بتلك البيوت...حيث يقوم الأمريكان بالتعاون و تحريظ من حكومة الميليشيات ببناء جدران لتعميق الفصل الطائفي ..و لتعميق الشعور بالعزلة و الأغتراب لدى اهالي تلك المناطق ....
قبل شهور سمعت ان المنطقة التي فيها بيتنا الذي هجرناه قد احيطت بجدار فصل..تألمت لأن بيتي صار حبيس الكونكريت و احسست ان العودة اليه باتت بعيدة المنال ان لم تكن مستحيلة ..و اليوم اراقب في الأخبار عملية البدء ببناء جدار يحيط بالأعظمية ....و انا واثقة ان هذه السياسة ستستمر و ان بغداد المدورة ..ستتحول الى اشلاء مقسمة مجزأة بجدران كونكريت بغيظة و ان البغداديون سيموتون قهرا على مدينتهم التي تغتال ببطء امام اعينهم و تتحول الى سجون تحتويهم.... .هنيئا لنزلاء المنطقة الخضراء...و كلهم غرباء..لا تعرفهم بغداد و لا هم يعرفوها...هنيئا .. لأنهم حققوا اهدافهم في طمس ملامح بغداد و قتل الروح البغدادية...



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقوى دولة ...في العالم
- الموسيقى و الغناء ...رجس من عمل الشيطان
- خطوات على الصرافية
- بان.....كي....مووووووووووون..
- مات العراق...
- و للرجال عليهن درجة
- أنفال...
- و خلق الإنسان ضعيفا
- رجولة الرب !!
- تكريم ...
- دين..... العنف
- بغداد....
- إعدام......
- دستور!!!!!!!يا بوش
- الأحساس بالفقد..
- في حقيبتي.....وطن..
- مصائد المهدي و رصاصات بدر
- رشوة....الرب
- المشهداني....شقاوة قهوة البرلمان
- حكومة..... ميليشيات


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ليلي عادل - بغداد ..الى اين..