أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الحب الألكتروني الموجع














المزيد.....

الحب الألكتروني الموجع


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 08:49
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لم تر مي زيادة جبران خليل جبران في حياتها ولا مرة، كان مجرد خيال وحبيب تتواصل معه عبر رسائل كونت كتابا ضخما. أحب كل منهما الآخر بعمق وكان حبهما يمتزج بوجع الشوق واللهفة والحنين.. ومع ذلك لم تسنح لهما الفرصة ان يلتقيا أبدا..
هذا الحب الموجع الذي بلا لقاء ينتشر بيننا هذه الأيام في أكثر من حكاية، عبر الشبكة العنكبوتية ورسائل الهاتف الجوال. يلتقي الإثنان عبر نافذة المحادثة في الأنترنيت يشعر كل منهما بالإنجذاب للآخر، يتابعان الحديث في شؤونهما الخاصة والعامة من دون ان يشعرا ان الوقت يسرق منهما كل متطلبات الحياة الثانية.

يحاول كل منهما ان يمهد طريقا للقّاء. لكن ظروف الوضع الأمني تمنعهما فيبقى كل منهما في مكانه تجمعهما نافذة المحادثة، يختلفان أحيانا، يتشاجران في أحيان أخرى، يلجآن الى بث همومهما وأحلامهما، يقترب كل منهما من الآخر نفسيا، تشعر ان حياتها متعلقة بهذه النافذة الصغيرة ويشعر ان كل همومه تغلفها النافذة الصغيرة في لقائهما الحواري المكتوب، لا يخجلان من ذكر أي شيء وفي أي موضوع، يلتزم كل منهما بالصراحة والحقيقة، لكن الفضول والشوق ينزرعان في داخلهما ويبحثان عن فرصة للقاء.
تقول مي بعفوية وبساطة: لقد أحببته فعلا من حواره الشفاف معي، أشعر أنه صادق ودافئ وطيب وكريم النفس.
ويقول هو: أشعر بأنها تحتويني بدفء الأنثى التي أبحث عنها. تشعرني بالحاجة إليها كالطفل تماما أصبحت جزءاً مهماً في حياتي وأصبح الحاسوب أكثر الأجهزة أهمية لي فهو وسيلتي للتواصل مع من أحببت!
ولا نعيش الإستغراب حين نسمع نفس الحكاية من كثير من الشباب والشابات، هل هو حب إلكتروني إذن؟
نتساءل ما الذي يدعو الإنسان لمثل هذا الحب وهو يعيش وسط مجتمع طلابي او وظيفي ومعه الطرف الآخر الذي من الممكن ان يراه ويجلس معه ويفهمه ويحبه! أم كل هؤلاء لم يصلوا الى تركيبته النفسية وإحساساته، فكان الطرف الآخر في عالم المحادثة الإلكترونية الأقرب الى نفسه؟
قد تكون هذه هي الحقيقة الأقرب للمنطق، حيث ان الحب بين إثنين قد يتكون ويكبر حتى عبر خطوط الهاتف ويقتحم خطوط الشبكات العنكبوتية ليلتقي قلبان يبحث كل منهما عن الآخر !
جميل ان نقع في الحب! نمارسه بحنكة وإنسانية وتواصل، والأجمل ان نجد من يستمع لدواخلنا الإنسانية من دون حرج ونحاول ان نقدم كل ما بوسعنا من أجل الآخر حتى لو كان حبيبا في الأنترنيت!
قد يبتسم البعض ولا يصدق الأمر، وقد يتهم البعض الآخر هذه الأجهزة بالمسخرة وقلة الأدب، وقد يعدها آخرون أجهزة تمنح فرصة للباحثين عن المتعة الوقتية والكذب والتجول بين الناس بحرية غير محسوبة، وقد.. وقد.. لكل رأيه ولكل طريقته.. لكن الشيء المهم الذي لا يستطيع أحد إنكاره ان الإحاسيس الإنسانية الجميلة قد تتدفق رغما عن البعض حين يجد من يشابهه بتلك الأحاسيس، ورويدا رويدا يكتشف ان من يحادثه أقرب الى نفسه وعقله وقلبه.. وتبدأ مشاعر الحب تتجول بهدوء في النفس الإنسانية والعين تبحث عن الآيقونة المضيئة في جدول المحادثة، لتشعر بفرح حقيقي حين تضيء الآيقونة معلنة عن وجود الآخر وتبدأ الدردشة الحميمة، ويبدأ الحب ينشر جناحيه وتهتز الشبكة العنكبوتية طربا أحيانا وإشفاقاً أحيانا أخرى على حب بين إثنين، كل منهما في مكان يتحرقان لبعضهما شوقا وألما ووجعا.



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال الرجال حبا
- من يحكم من في وسائد الليل
- لقاء الشيطان
- جسد في اروقة التجاره


المزيد.....




- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - الحب الألكتروني الموجع