أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - جسد في اروقة التجاره














المزيد.....

جسد في اروقة التجاره


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 08:55
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


أول جريمة إرتكبت بحق الإنسان على وجه الأرض كانت من أجل الجسد! وبعد ملايين السنين مازالت جرائم متعددة وكثيرة ومتشعبة ترتكب من أجل هذا الجسد!
جسد المرأة الذي يثير الغرائز واللهفة والبحث عن المتعة هو أساس قوي ودعامة لجني الأرباح الطائلة لدى السماسرة وتجار الرق الذي مازال ينتشر في عالمنا رغم التطور في وسائل الحياة المختلفة!.
ويزداد إنتشاراً في البلاد التي تشهد حروباً أو إنقلابات جذرية في تكوينها السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وهذا ما حصل في الإتحاد السوفييتي عند إنهيار الشيوعية فيه نتيجة الحرب الباردة التي كان يعيشها!.

آلاف الفتيات غرر بهن بإسم العمل نتيجة إنهيار الوضع الإقتصادي ليغادرن بلادهن ويكتشفن إنهن كن ضحية لتجار الأجساد..
هنا في العراق نشط أيضاً هؤلاء التجار ولكن بصورة معاكسة فلم تتم خديعة الفتيات لكن تم إختطافهن أو شراؤهن مقابل أموال زهيدة، لتكون أجسادهن رقماً إضافياً وربحاً مادياً لهؤلاء التجار ومتعة مؤقتة للمهووسين بجسد المرأة..
لم يتطرق أحد لهذا الموضوع، ولم يتم البحث عن حقيقة أرقام المختطفات، وألجم الخرس عوائلهن ضمن شعار الفضيحة والعادات والتقاليد..
هذه الموجة التي أطاحت ببلادنا، أزهرت في عقل هدى فكرة لتهرب من بيع جسدها للزوج العجوز الذي فرض عليها فرضاً “أيضاً بإسم العادات والتقاليد” فهدى فتاة جميلة لم تتعد الثامنة عشرة حين عشق قلبها شاباً، امتزج معها بعلاقة حب أسفرت عن زواج أسعدها لتشعر أنها ملكة الحب والهناء...
أنجبت طفلة لتضيف لحياتها حباً إضافياً وسعادة أكثر هناء.. هدى وزوجها كانا في إنسجام تام وعاشا ثلاث سنوات كأجمل ماتكون السنوات.. لكن إحدى رصاصات الغدر الطائشة أفقدت هدى زوجها، وبقيت وحيدة تبكيه بكل الوجع وهي ترى حياتها تتهاوى بفقدان الزوج الحبيب.. ولان هدى لا تعتمد على مصدر رزق أو دعامة إقتصادية تكفيها حياتها إنتقلت للعيش مع أمها وزوج الأم المتذمر دوماً منها ومن طفلتها، لم يكن يراعي أن في بيته يتيماً قد يضيف الى حسناته لو اهتم برعايته الشيء الكثيرلم يتحمل هدى وابنتها أكثر من سنتين، وهو يشكو هذا الثقل في بيته، وبما أن هدى شابة وجميلة والأعين تحاصرها رغم حزنها الذي أضاف لجمالها جمالاً، قرر زوج الأم تزويجها، رفضت وبكت ولجأت للأهل والجيران، لم يستطع أن يقف أحد بجانبها، وتقدم العريس المؤهل للزواج منها “لأن الشباب وان كان بعضهم يتمناها زوجة، لكن الوضع الإقتصادي والعادات الاٌجتماعية كرفض الأهل كانت تقف حائلاً أمامهم ”..
العريس كان رجلاً تجاوز الستين واصغر أولاده أكبر من هدى، لكنه إشتراها من زوج أمها كما يشتري أية بضاعة لمحله الكبير رغم رفض هدى وعذابها!!
مثل هذا الزواج لا يستنكره أحد، فالرجل القادر تفتح امامه كل الأبواب أما الضحية فلا مستمع لجراحاتها وتوسلاتها، تقول هدى أن النعيم الذي عاشته مع الزوج الحبيب، إنقلب جحيماً مع الزوج الجديد خاصة وهو يعبث بجسدها من دون أي إحساس بهمجيته الفظيعة!.
أربط بين ما تعانيه هدى، وما تعانيه أية فتاة مختطفة تساق الى أروقة تجارة الجسد، هل هناك فرق!!
في الحالتين هناك رفض وضحية وآلام وعذابات وإمتهان لجسد المرأة وروحها ونفسيتها واستغلال للظروف الصعبة.
كان زوج هدى قاسياً في تعامله معها جسدياً ونفسياًَ وأخلاقياً ففكرت أن تهرب من كل عذاباتها وتتمرد على زوج إشترى جسدها كأية بضاعة..
هربت هدى من بيته ولجأت الى بيت أحد أقاربها تشكو إليه ظلم الزوج وقبح أفعاله، ولم يكتشف أحد مكان هدى..
تعددت الأقاويل، سيارة فخمة ركبت بها هدى وذهبت! مسلحون خطفوها.. ابحثوا عنها في الطب العدلي قد تجدونها بين الجثث مجهولة الهوية! لعلها ذهبت مع أحدهم.
لم يفكر أحد في جدية البحث عن هدى وسط الفوضى العارمة التي تسود البلاد، كانت المنهارة الوحيدة هي امها التي ولولت وشكت وبكت ظلم زوجها لإبنتها بتزويجها من رجل سادي بمجمل حياته!
إرتاحت هدى في بيت أقاربها، لم يكن يعذبها سوى بعدها عن طفلتها التي كانت في أحضان أمها، كانت تهرب الى الفراش تتوسد خيال الزوج الحبيب وتبكي حظها بفقدانه.. ولم يكن يعنيها ما يأتي لمسامعها من أقوال عن هروبها!
لكن قريبها وبعد أكثر من اسبوع وهي تعيش بين جناحيه ، لجأ يستشيرها بان عليها ان تعود لزوجها وتعترف بحقيقة إختبائها في بيته مع زوجته وأطفاله.. قال لها: انهم يتقولون عليك ويسيئون لسمعتك.. سآخذك الى بيتك وأطلب من زوجك تعهداً بأن يحسن معاملتك.
ذعرت هدى.. إذن العودة للعذاب أمر محتوم صرخت وتوسلت بالرجل أن لا يعيدها.. لكنه خرج عن هدوئه منزعجاً: “يقولون إ^نك تبيعين جسدك الآن في الخارج! هنا ضحكت هدى بهستيرية غريبة وهي تصرخ.. لقد باعوا جسدي ياعماه منذ أمتلكني هذا الزوج العجوز.. لقد إشترى جسدي مقابل أموال قليلة سكنت جيب زوج أمي.. قل لي ياعماه.. ما الفرق؟.. إنهم يبيعون الجسد ويقبضون الثمن.. ما أنا إلا جسد رموا به في أروقة التجارة البائسة!




#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح
- “منحة 450 ريال عماني هُنــــــا spf.gov.om“ التسجيل في منفعة ...
- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - جسد في اروقة التجاره