أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - في إشكالات قراءة النص














المزيد.....

في إشكالات قراءة النص


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:47
المحور: الادب والفن
    



كنا ثلاث أدباء، شاركنا، بأمسية قصصية في مركز "المزة" في دمشق. ألقيتُ على مسمع الحضور قصتين من بينهما: "سؤال وجواب"
عندما استلمت زميلتي المنبر، وكانت بوقار سفيرتنا إلى النجوم: "فيروز" وثقة بالنفس لا تقل عن إيزابيل الليندي، ونظرة متعالية لا تقل عن ضابط أمن، وقبل أن تبدأ بإلقاء ما في جعبتها الأدبية، تناولتني بهذه الطريقة:
"قبل أن أبدأ.. لي عتب بسيط على الآنسة فاديا سعد.." ونظرت إلي متابعة: أرجو ألا يصبح ابنك مهرباً.. ولكن لماذا تقولين له: .. أو حتى معلماً؟"

طرافة الأمر أن الملاحظة: صدرت من أديبة.
في الجزء الثاني من الطرفة: أنها تحدثت إلى شخصي بصيغتين ملتبستين، الأولى: على أني آنسة، والثانية: تأكيدها من جانب آخر: تحدُّثي مع ابني في خلط واضح بيني وبين بطلة النص الأدبي.
أما ثالث الطرفة: أن الملاحظة صدرت من أديبة مشارِكة في الأمسية، لا من أحد الحضور، أو النقاد، وهنا يجب الإشارة أنه: ليس من حق مشارك أن يقيّم مشاركاً آخر، ويجعل من نفسه أستاذاً على زميل له. وأن النص استفزها لدرجة أنها لم تستطع أن تكتم انفعالها.
لن أحدثكم عن الأمور الغير طريفة، وحصلت في تلك الأمسية لأنه ليس جوهر ما أتناوله.

أما في الجزء الأول: فالكاتب الحق يُفترض أنه ملمٌّ بأجواء الكتابة، فغالباً يقوم عمل روائي كامل على جملة سمعها الكاتب، أو قصة بسيطة حصلت. وهذا ما يتعلق، وقدرة الخيال على الخلق والإبداع، وتوظيف خصوبتهما في العمل الأدبي، أو أي إنتاج عقلي آخر.

أين تكمن المشكلة؟
إن لم يستوعب متلقي النص هذه المعادلة البسيطة، فقد يقوم بعملية تقييم لشخص الكاتب من خلال بطل القصة، وتعامله في هذه الحالة، وبهذه الطريقة إجحاف لشخصه الحقيقي.


تصورا أن نتعامل مع كاتب مثل "إحسان عبد القدوس" ونحكم عليه على أنه مراهقة، لأنه أجاد التعبير عن حالتها؟! و الطامة أكبر لو كان الذي لم يستوعب الحالة هو أديب آخر.

حين كتب طه حسين روايته الشهيرة "دعاء الكروان" هل كان هو الفتاة البدوية؟! أم أنه استطاع الغور في أعماق الجوهر الإنساني، ليجد أن هذا الجوهر، واحد عند الرجل والمرأة، وأن الأفعال البشرية، وردود أفعالها، تدخل ضمن خانات محدودة، و تأتي هذه الأفعال وردودها، منسجمة مع كتلة الأخلاق والسلوك السائدة، في مجتمع معين؟

وكان دور "طه حسين" هو في رهافة الحس، وفي التقاط الحالة النفسية العميقة، في سلوك الفتاة البدوية، وأتمَّ على الأمر حين امتلك معارف حول قانون الممنوعات والمرغوبات الاجتماعية..

إن إحدى المشكلات، التي تواجه كاتب النص أنه متهم مسبقاً.
الكاتب متهم لأنه يكشف عورات المجتمع، يستوضح ببساطة كتمان سياسي. اجتماعي. ثقافي عام، وما عليكم سوى الاطلاع على عدد الكتّاب، الذين تم اغتيالهم، سواء من قبل السلطات الحاكمة، أو التنظيمات الإرهابية، بحسب الجهة التي يشكل الكاتب خطورة عليها.
هو متهم، لأنه يكشف عورات نفسية، خطيرة، ونتستر عليها نحن بأشكال مختلفة.

لماذا ودائماً في مثل هكذا مقالات، يستحضرني مقتل "ابن المقفع" والسادية المفرطة في إنهاء حياته، حين أشعل جلادوه النار، ثم قطعوا أعضاء جسده، وهو حي: قطعة. قطعة، ورموها في النار حتى مات.

أنا مؤمنة أنه كلما، أتقن الكاتب أدواته النفسية، والتعبيرية وأجاد استخدامهما، كلما ظهرت الآثار جلية في ردة فعل المتلقي وقارئ النص..
أؤمن أن أية قراءة للنص الأدبي، لا تخضع لتحليل الفكرة، التي يتحدث عنها النص، تطرح مشكلة قارئ وليس كاتب.

في المرة القادمة سأحدثكم عن طرفة أخرى، حصلت مع بعض المدونات في موقع مكتوب.



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتراق شمعة
- التواضع مطلوب.. الوحدة العربية؟!
- عيد الأم.. الصورة المزيفة
- خفة المقال.. وثقل الانتخابات
- منحتموه جائزة؟.. أنا أيضاً
- بعد رحيلك
- عندما يكون.. اختياراً
- الرمي.. بالاتهامات
- هاتها.. من يد الحكومة السورية


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاديا سعد - في إشكالات قراءة النص