أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انياسيو رامونه - رقابة تامة















المزيد.....

رقابة تامة


انياسيو رامونه

الحوار المتمدن-العدد: 566 - 2003 / 8 / 17 - 06:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 


Ignacio RAMONET

"في الماضي، لم تتمكن اي حكومة من فرض رقابة مستمرة على مواطنيها. الآن تراقب شرطة الفكر الجميع وعلى مدار الساعة"

جورج اورويل، "1984"

على من ينوون هذا الصيف تمضية عطلتهم في الولايات المتحدة ان يعرفوا انه وبموجب اتفاق بين المفوضية الاوروبية والسلطات الفيديرالية الاميركية، يمكن تسليم الجمارك في الولايات المتحدة بعض المعلومات الخاصة بهم عن طريق شركة الطيران. فقبل دخولهم الطائرة تكون السلطات الاميركية قد أخذت علما باسمائهم واعمارهم وعناوينهم وارقام جوازاتهم وبطاقات الائتمان وحالتهم الصحية وخياراتهم لجهة المأكل (مما قد يعكس انتماءهم الديني) ورحلاتهم السابقة واسماء واعمار من رافقهم فيها والمنظمات التي قد تكون مولت بعض هذه الرحلات الخ...

تسلم جميع هذه المعلومات الى جهاز للفرز أطلقت عليه تسمية "النظام المعلوماتي للرقابة المسبقة" من أجل اكتشاف مشبوهين محتملين. من خلال الرقابة على هوية المسافر ومقارنتها مع معلومات اجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية ووزارة العدل والمصارف يحدد هذا الجهاز درجة خطورة المسافر ويعطيه لونا اصطلاحيا: أخضر لمن لا غبار عليهم، برتقالي للمشكوك في أمرهم وأحمر للممنوعين من الصعود الى الطائرة الذين يلقى القبض عليهم.  اذا كان الزائر مسلما او من اصول شرق اوسطية يعطى اللون الاصفر تلقائيا ويسمح برنامج حماية الحدود لعملاء الجمارك بتصويره وأخذ بصماته.

الاميركيون اللاتينيون مستهدفون ايضا اذ تم الكشف عن ملفات في الولايات المتحدة تطاول 65 مليون مكسيكي و31 مليون كولومبي و18 مليون من اميركا الوسطى وذلك دون علمهم. وفي كل ملف يظهر تاريخ ومكان الولادة والجنس وهوية الاهل ووصف جسدي والوضع العائلي ورقم جواز السفر والمهنة المصرح عنها. وغالبا ما تسجل في هذه الملفات معلومات خاصة كالعناوين الشخصية وارقام الهاتف والحسابات المصرفية وارقام تسجيل السيارات اضافة الى البصمات. شيئا فشيئا تقوم واشنطن بتخزين المعلومات عن الاميركيين اللاتينيين جميعهم.

يؤكد السيد جايمس لي، احد المسؤولين في شركة "تشويس بوينت" التي تشتري هذه الملفات لتعيد بيعها الى الادارة الاميركية [1] : "ان الهدف قيام عالم أكثر أمانا. يجب الاستعلام حول ما يمثله الداخلون الى بلادنا من مخاطر". ذلك  ان القانون الاميركي يمنع تخزين المعلومات الشخصية لكنه لا يمنع الطلب من شركة خاصة القيام بالمهمة لصالح الحكومة.

"تشيوس بوينت" القائمة بالقرب من أطلنطا ليست شركة مجهولة، ففي العام 2000 اثناء الانتخابات الرئاسية في فلوريدا طلبت الولاية من احد فروعها Database Technologies اعادة تنظيم اللوائح الانتخابية  فكانت النتيجة حرمان الآلاف من حق الاقتراع مما عدل النتيجة وسمح للسيد بوش بالفوز بغالبية 537 صوتا فقط... يذكر ان هذا الفوز اتاح له الوصول الى الرئاسة... [2] .

الاجانب ليسوا وحدهم من يتعرض لرقابة متزايدة. فالمواطنون الاميركيون انفسهم لا ينجون من الهذيان الذهاني السائد. فان اشكالا جديدة للرقابة سمح بها قانون Patriot Act تعيد النظر في الحياة الخاصة وسرية المراسلات وحرية الاستعلام. يمكن التنصت على المكالمات الهاتفية دون اذن ويمكن للمحققين الاطلاع على المعلومات الخاصة بالمواطنين دون اذن بالتفتيش. فمكتب التحقيقات الفيديرالي يطلب اليوم من المكتبات تزويده لائحة بالكتب ومواقع الانترنيت التي يزورها المشتركون [3] من اجل رسم صورة فكرية للقراء...

لكن الاكثر هذيانا في مشاريع التجسس غير الشرعي هو نظام المعلومات الشاملة الذي طوره البنتاغون تحت اسم Total Information Awareness   [4] ووضعه تحت ادارة الجنرال جون بيوندكستر الذي أدين في الثمانينات لكونه المحرض في فضيحة ايران ـ كونترا.

ويهدف المشروع الى جمع 40 صفحة من المعلومات حول كل شخص من ضمن الستة مليارات والمئتي مليون الساكنين فوق سطح الارض وتلقيمها الى حاسوب في منتهى الضخامة. من خلال مركزة المعطيات الشخصية المتوفرة ومقارنتها ومعالجتها في الحاسوب ـ الدفع بواسطة بطاقات الائتمان، الاشتراك في وسائل الاعلام، العمليات المصرفية، الاتصالات الهاتفية، زيارة المواقع على الشبكة، البريد الالكتروني، ملفات الشرطة، الضمان، المعلومات الطبية وتلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي ـ تأمل وزارة الدفاع الاميركية التمكن من ملاحقة الآثار الكاملة التي يخلفها وراءه اي فرد في العالم.

كما في فيلم ستيفن سبيبرغ، "مينوريتي ريبورت"، تأمل السلطات الاميركية في استدراك الجرائم قبل وقوعها. يعتبر السيد جون ل. بيترسن، رئيس مؤسسة أرلنغتون: "ستكون هناك حياة خاصة أقل وأمان أكثر. يمكننا استشراف المستقبل بفضل تداخل المعلومات التي تتعلق بك. غدا سنعرف كل شيء عنك". ها نحن قد تجاوزنا "الاخ الاكبر"...

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] La Jornada, Mexico, 22 avril 2003

[2] The Guardian, London, 5/5/2003

[3] The Washington Post National Weekly Edition, 21-27 avril 2003

[4] El País, 4 juillet 2002

جميع الحقوق محفوظة 20031© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#انياسيو_رامونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبعيــــــة
- تبعيـة
- انقاذ الكوكب
- استغلال الاطفال
- جريمة كاملة
- الطاعـون-حول صعود الفاشية الجديدة في اوروبا
- عداء بدائي لنظام كاسترو


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انياسيو رامونه - رقابة تامة