بغداد، 2007

عبد الخالق البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 08:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

دخل عدوان واحتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق عامه الخامس. لقد كانت أرض الرافدين و إرثها الثقافي و الحضاري عرضة للأطماع منذ الحملات الصليبية، وغزو المغول و كذلك بعد سقوط الدولة العثمانية و دخول المنطقة تحت الهيمنة الفرنسية و الإنجليزية.
فقد قامت القوى المحتلة القادمة للمنطقة آنذاك بعمليات نقل الفنانين المتميزين في نظرهم إلى قصورهم، وكذلك تم نقل الشواهد التاريخية و الآثار من أماكنها الأصلية إلى بلدان أخرى، ومن ثم جرى بناء متاحف خاصة بها، كما و تم نقل الودائع المقدسة إلى معابد أخرى. ففي تاريخنا القريب وعند احتلال نابليون لمصر أحضر في معيتّه جيشاً من الآثاريين، أما الألمان فقد اقتلعوا البرغامون حجرًا، حجرًا و نقلوه إلى برلين و أنشؤوا له متحفا خاصاً به.*
و المتحف البريطاني ما هو إلا تجسيد لإعطاء الإمبراطورية القيمة لما نهبته من آثار، و منح نفسها الحق في تَملك تلك الآثار الخالدة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تباهت بامتلاكها أقوى جيش في العالم، لم تحمِ متحف بغداد أثناء عدوانها على العراق، كما أنها لم تُخرج صوتها أثناء عمليات نهب المتحف ؛ بل اكتفت بالتفرج.
وتسترت عن مناظر الدمار الذي حلّ ببغداد أثناء القصف، و كذلك أخفت مشاهد القتل و القتلى.
ثم أظهرت قوتها وجبروتها أمام دول العالم فقط عبر إسقاط تمثال قائد البلد الذي احتلته.
إن آخر الشواهد السومرية المتبقية على أرض الرافدين قد أسدل الستار عليها، مع عمليات النهب المترافقة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية بغداد، و بقيت تلك الآثار قابعة في ظلمات المتحف الموصدة أبوابه.

مرثية سومرية (نشيد جنائزي) من أعوام 3500 قبل الميلاد
Edin-nau-sag-ga**
حتى وإن نبت العشب من الأرض
فأنا لست بالعشب،
و لن أصل إلى ألمه
الماء يتصاعد
في مكانه
أنا لست ماءا،
كي انساب مع بكائه
لا يمكنني أن أكون عشبا
في الأرض الميتة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* .( المترجم: متحف برغامون Pergamon القائم على جزيرة المتاحف في برلين يضم بداخله إضافة إلى محراب برغامون: آثار بلاد ما بين النهرين بما فيها بوابة عشتار الأصلية الشهيرة، و كذلك شواهد من الفن الإسلامي)

** تعني بالسومرية: الأرض الميتة أو الصحراء.
عن جريدة راد يكال
الصادرة في تركية(Radikal)
25/3/07
بقلم: كوندوز فاساف
Gündüz Vassaf

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل