أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الخالق البهرزي - عراق الدريل














المزيد.....

عراق الدريل


عبد الخالق البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:14
المحور: حقوق الانسان
    


بات من الشائع في (العراق الجديد) انتشار مفردات يتداولها الشارع العراقي وأصبحت تمثل جزءاً من القاموس الاجتماعي والسياسي الحالي... فالدريل (المثقاب الكهربائي)، الذبح، التمثيل بالجثث، حرق المساجد وتهديمها، التطهير الطائفي، المفخخات، الزرقاوي، مغاوير الداخلية، صولاغ ووصولا الى ابي سدارة.. كل هذه المفردات تجسد بوضوح صورة العراق الذي نعيشه كل يوم...فكم من الصور والحوادث التي تتناقلها الصحف والفضائيات والتي نسمع عنها وعن عمليات الخطف والاعتقال التي تقوم بها العصابات والمليشيات الرسمية وغير الرسميه بكل اصنافها و تلاوينها بما فيها تلك التي تدّعي مناهضة الاحتلال وتتحدث باسم الدين..!!!
لقد أصبح الشعور بالألم والاختناق أمراَ طبيعيّا ومتمّماَ لكل اتصال بالأهل والأصدقاء، وهم يتحدثون عما يُمارس من عمليات خطف وتعذيب و قتل تقوم بها العصابات والميليشيات بأساليب وحشية مستخدمةً فيها مختلف طرق وآلات التعذيب بما في ذلك الدريل، و التي تستهدف أبناء الوطن، وخصوصاً العلماء والأكاديميين وخيرة شباب ورجال العراق، والأصوات المناهضة للاحتلال، حيث تُُحوّل أجسادهم الى وعاء يصب هؤلاء القتلة جام حقدهم و كراهيتهم فيه، ويرتشفون منه متعهم في تلذذ سادي، فتعذيب الناس وقتلهم و التمثيل بهم و تشويه أجسادهم ثم رميها على الطرق والشوارع و الأماكن النائية بات أمراً طبيعيا في عراق اليوم.. بل ووصل الأمر لرمي تلك الجثث على المزابل، و تشكلت بذلك مزابل جماعية تفوق في قسوتها ووحشيتها و بربريتها المقابر الجماعية.

الأمثله والشواهد لاتحصى ولا تعد، وهي في تزايد مطّرد وما خُفي أعظم. فقد قرأت خبراً عن شيخ مسن يُدعى معروف راشد خليل بشر، يبلغ من العمر 71 عاما اختُطِفَ من الحي الصناعي في منطقة الكمالية بتاريخ 28/9/2005 من قبل إحدى الميليشيات المرتبطة بالحكومة، عُثر عليه بعد أربعة أيام مقتولا، وقد قلعت عينه اليمنى بطريقة بشعة، وكسرت يداه في أكثر من موضع، وثقب صدره بآلة التثقيب ( الدريل )، وأحرقت أجزاء من جسده بمواد غير معروفة، وتعرض لصعقات كهربائية كثيرة في جسده، وألوان أخرى من التعذيب البشع، كل هذا التعذيب لهذا الرجل المسن لا لشيء الا لكونه فلسطيني.

أما المراسلة الصحفية المعروفة أطوار بهجت هي مثال آخر و مؤلم يجسّد وحشية وهمجيّة و حقد الخاطفين، حيث أنها تعرضت الى عملية خطف في 22 شباط 2006 أثناء تأدية واجبها الوطني والصحفي في تغطية جريمة تفجيرات (مرقد الإمامين الشريفين) في مدينة سامراء، و بعد العثور على جثتها تبيّن أنها تعرضت إلى الضرب على الظهر والوجه، و التثقيب (بالدريل) في الرأس وأسفل الحنك والركبتين، وإلى حروق في الكتف، وتشويه في الأنف والعينين، وبعدها قتلت باطلاقه في الرأس.

أما عن علاقة الدريل بالتطهير الطائفي فقد قرأت أمس خبراً يقول: (ان مسلحين ينتمون لإحدى الميليشيات في مدينة الشعلة قامت بتطويق قرية الحاج جاسم النعيمي والتي تقع على حدود مدينة الشعلة، و طالبت هذه الميليشيات من سكان القرية الرحيل عن المنطقة خلال 24 ساعة وإلا ستفجَّر منازلهم وسيُقتلون ويُعذبون باستخدام (الدريل) حسب قول أحد افراد الميليشيات. مما دفع بسكان القرية حزم حاجياتهم للرحيل من القرية خوفاً على أبنائهم كون القرية باتت مسيطر عليها من قبل هذه الميليشيات).

إن هذه الأمثلة وغيرها الكثير والتي لا يمكن حصرها في مقال واحد ما هي إلا مثال لما يتعرض له الفلسطينيون في العراق، و تصفية المثقفين و العلماء و أصحاب الكلمة الحرة، كما أن هناك تطهيرعرقي مذهبي و طائفي تساهم به الكثير من الأطراف.
صوراَ كهذه جعلتني أتساءل مع نفسي عمن يقوم بمثل هذه الجرائم التي يُندى لها الجبين و يخجل منها كل من من ينتمي الى الانسانية...؟؟ فالأسماء والعناوين لكل هؤلاء هي مع الأسف عراقية؟؟؟

ما الذي يدفع بهؤلاء لممارسة كل هذه البشاعات والتلذذ في ثقب عيون البشر وأجسادهم وهم تحت رحمتهم..؟؟ أي عراقي ومن أي نسب والى أية عائلة أو عشيرة ينتمي و يرتضي لنفسه أن يقوم بهذه الأفعال الشنيعة..؟؟

أنا لا أريد أن أصدق ان العراقي يقتل العراقي بهذا الكم وبهذا الشكل المثير للرعب _رغم أنّي لا أزكّي المحتل والقوى الخارجية وعملائهم_ ولكن الوقائع تتحدث عن شئٍ آخر تظهر فيه أسماءً و أيادٍ و وجهاتٍ عراقية تقوم وتدعم هذه الجرائم.
الأمَرّ والأدهى أن بعضاً من هذه القوى تَدّعي الحفاظ على المواطن وأمنه..؟؟

هل أن هذه الأيادي و الجهات مدفوعة الثمن على ما تؤديه و تقوم به على أتمّ صورة و أكمل وجه..؟؟ هل سيشفع العراق والتاريخ يوماً لكل هؤلاء القتله مهما كانت مسمياتهم ومهما كانت مبرراتهم و دوافعهم..؟؟

إن سياسة الدريل هي إحدى محاولات القوى الطائفيه، والشوفينية، و فرق الموت التي تحاول تعميق الشرخ في الصف الوطني، وتدفع لمزيد من الكراهية للوصول إلى تقسيم الوطن و تفتيته.
كما أنه من الأهمية بمكان اعتبار سياسة الدريل على أنها أيضاً نتاج الاحتلال والانفلات الأمني، و هشاشة الحكومة و تصارع أطرافها؛ و لكنّ الأكثر أهميةً هو كيفية التصدي لهذه السياسة و مواجهتها و ردعها لمنع تحوّلها كسلوك و ممارسة يومية تصبح جزءاً من الثقافة والشخصية العراقية، و تدفع بالمجتمع نحو المزيد من الدموية و روح الانتقام بعيداً عن التطور الحضاري و المجتمع المدني الحر.


تساؤل لكل من يهمه مصلحة الوطن والانسان العراقي ..!!



#عبد_الخالق_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب المساجد ..... ماذا وإلى اين؟؟؟
- لنتعلم الانصات حتى النهاية


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الخالق البهرزي - عراق الدريل