أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إيران تحث الخطى نحو الهاوية














المزيد.....

إيران تحث الخطى نحو الهاوية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتتبع لسياسات وتصرفات حكومة الملالي الإيرانية، يتوصل إلى نتيجة مفادها أن هذه ليست حكومة متحضرة تعيش في القرن الحادي والعشرين، بل حكومة عصابات من البلطجية والقراصنة الذين نقرأ عنهم في كتب التاريخ ونشاهدهم في الأفلام عن مرحلة القرون الوسطى. فحكومة الخميني دشنت سنتها الأولى باختطاف موظفي السفارة الأمريكية عام 1979 لمدة 444 والذي يعتقد أن محمود أحمدي نجاد (رئيس الجمهورية الحالي) كان مشاركاً فيها، وهذا السلوك ينم عن وحشية وهمجية لا يختلف فيها اثنان. ونتيجة لهذه السياسة الرعناء دفع الشعب الإيراني ثمناً باهظاً، حيث حركت أمريكاً شريراً آخر مثل صدام حسين لضرب الشرير الإيراني في حرب دامت ثمانية أعوام، والتي أنهكت واستهلكت قوى وطاقات الشعبين وأضعفت النظامين الطفوليين، ومن ثم أقدمت أمريكا على سحق النظام العراقي، وأغلب الاحتمال سيأتي دور الثاني ليلحق بالأول.

ولكن رغم ما تعرض له الشعب الإيراني من كوارث بسبب سياسيات حكومته الطائشة إلا إن هذه الحكومة لن تستخلص أي درس أو عبرة من أخطائها الفظيعة ولا لما حصل للنظام الشرير الآخر، نظام البعث المقبور في العراق. فقبل عامين لجأت إيران إلى اختطاف عدد من الجنود البريطانيين في شط العرب بحجة سخيفة أنهم كانوا في المياه الإقليمية الإيرانية، وقاموا بعرض الجنود المختطفين على شاشات التلفزة إمعاناً في إهانة الأسرى، وأخيراً اضطرت إلى إطلاق سراحهم وهي صاغرة. وقبل أسبوع قامت إيران بإعادة اللعبة وذلك باختطاف 15 جندياً بريطانياً وتحت ذات الحجة الباهتة، ولكنها في هذه المرة تعمل على تصعيد الأزمة، وبذلك ستقرب من نهايتها أو ستعجل بإطلاق سراحهم وهي صاغرة أيضاً.

والغريب في الأمر، أن حكومة إيران تنصح أمريكا وبريطانيا بعدم التدخل في بقضايا الدول الأخرى!! إذ كما قال معلق بي بي سي: "أن إيران تستعمل المحتجزين من اجل "دعوة الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الانسحاب من العراق ووقف تدخلهما بقضايا الدول الأخرى". وجاء ذلك في إحدى الرسائل التي وجهتها البحارة البريطانية (فَيْ تورني) والتي نشرت مضمونها السلطات الايرانية.". فمن تريد إيران أن تخدع بأن هذه الرسالة فعلاً من الجندية البريطانية المختطفة وليست تحت تهديد وضغوط من السلطات الإيرانية؟ إنها السذاجة التي ستكلف الشعب الإيراني كثيراً، وربما لا يقل عما دفعه الشعب العراقي بسبب سياسات صدام حسين الطائشة الذي انتهى من حفرة إلى حفرة.
"وكان الرد البريطاني على كل ذلك تقنيا اذ نشرت لندن وثائق تضمنت احداثيات محددة بواسطة الأقمار الصناعية تظهر إن جنودها كانوا ضمن المياه الإقليمية العراقية التي يسمح لقوات التحالف العمل فيها." كذلك استخدمت بريطانيا العقل والحكمة في مواجهة همجية حكومة الملالي، وذلك باستخدام الدبلوماسية التقليدية الهادئة والرصينة وبذلك كسبت تأييد مجلس الأمن الدولي الذي "عبر عن قلقه العميق من استمرار الأزمة"، والاتحاد الأوربي الذي "شجب احتجاز الجنود البريطانيين، وهدد باتخاذ عدد من التدابير إذا لم يتم إطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن، دون تحديد هذه التدابير منذ الآن." كما وأضاف الرئيس الأمريكي جورج بوش اليوم 1/4/2007) صوته " فأدان احتجاز إيران 15 بحارا بريطانيا وطالب طهران بإطلاق سراحهم فورا، مشددا على دعمه القوي للحكومة البريطانية في هذه الأزمة." (نفس المصدر). بينما ازدادت إيران عزلة وتدهورت سمعتها إلى الحضيض أكثر كدولة تمارس القرصنة والبلطجة، السمعة التي سبقها إليها نظام صدام حسين المقبور. والأكثر غرابة أن أحمدي نجاد أنتقد قرار بريطانيا اللجوء إلى مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي طلبا للدعم فيما يتعلق بالمحتجزين، وقال إن "هذا ليس الطريق القانوني والمنطقي لهذه المسألة" !! إذنْ ما هو الطريق القانوني والمنطقي يا سيادة الرئيس؟ هل تلجأ بريطانيا إلى الأسلوب الإيراني فتختطف عدداً من الإيرانيين لتقايض بهم جنودها المختطفين؟ كل هذا يعكس محنة الشعب الإيراني المبتلى والذي تم اختطافه من قبل حكومة تدعي أنها تحكم باسم الإسلام وتعمل على تصدير ثورتها السلفية الرجعية التي جلبت البلاء ليس على الشعب الإيراني فحسب بل وعلى شعوب المنطقة كلها وأدت إلى تأخير التنمية والتطور في هذه البلدان.
من المضحك والمثير للسخرية أن تطالب إيران كلاً من "الولايات المتحدة وبريطانيا الى الانسحاب من العراق ووقف تدخلهما بقضايا الدول الاخرى". إيران هذه تعمل على تصدير ثورتها إلى العالم، إيران تتدخل في شؤون البلدان العربية، حيث أسست حزب الله وأدعمته بالمال والسلاح وأثارت المشاكل والحروب في لبنان وزعزعت الأمن والاستقرار في هذا البلد الجميل، كما تتدخل في القضية الفلسطينية بدعم حماس ضد فتح، ناهيك عن تدخلها الفض في الشأن العراقي وذلك بدعم الأحزاب والمليشيات الإسلامية والإرهاب الدولي فيه من أجل إفشال العملية السياسية.
مشاكل إيران مع المجتمع الدولي كثيرة، وتزيد من عزلتها يوماً بعد يوم. فهناك برنامجها النووي وهي في حالة مواجهة مع مجلس الأمن، كذلك هناك خوف الدول العربية من امتلاكها للسلاح النووي، إضافة إلى تدخلها في شؤون البلاد العربية بدعم سوريا والمنظمات الفلسطينية الرافضة لحل الصراع العربي-الإسرائيلي بالطرق السلمية، إضافة إلى تدخلها الفض في الشأن العراقي.كل ذلك يذكرنا بسياسات صدام حسين، وإذا ما عرفنا ما حصل لهذا الطاغية المجنون، فلا نحتاج إلى عبقرية لنعرف ماذا سيحصل للطاغية المجنون الآخر في الجانب الإيراني.
في الحقيقة إن أفضل وصف لحكومة إيران الإسلامية جاء على لسان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي قال: "سأحاول التحدث الى احمدي نجاد لتبليغه رسالة واضحة مفادها أن إيران ترتكب الاخطاء وهذا السلوك ليس سلوك دولة تريد ان تكون عضوة في المجتمع الدولي". فهل فهم المسؤولون الإيرانيون الرسالة؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط...المشكلة والحل
- حقيقة الأخطاء الأمريكية وما حصل في العراق
- حول الدستور وقانون النفط
- حول تعديل الدستور وقانون النفط
- حول مؤتمر بغداد الدولي
- إصرار إيران على دمارها الشامل
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ (2)
- الإسلام بين التفخيخ والتفخيذ...!
- الاقتتال في العراق ليس طائفياً
- الإرهاب والوضع الراهن في العراق*
- لماذا تفشل مؤتمرات التقارب بين الأديان والمذاهب؟
- مؤشرات نجاح إستراتيجية بوش الجديدة
- هل حقاً أعدِمَ صدام لدفن أسراره معه؟
- تباكى الفاشيست على العدالة في العراق!!
- إعدام صدام، ما له وما عليه...
- إيران الإسلامية على خطى عراق البعث
- الحج: متعة أم فريضة؟
- درس عملي في التسامح للمسلمين من البابا بنديكت
- حول تقرير بيكر- هاملتون
- المشروع الديمقراطي في العراق والأوضاع الراهنة*


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - إيران تحث الخطى نحو الهاوية