أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد العزيز السلامي - تراجع المشاركة السياسية للشباب...الوسط الجامعي نموذجا














المزيد.....

تراجع المشاركة السياسية للشباب...الوسط الجامعي نموذجا


عبد العزيز السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1861 - 2007 / 3 / 21 - 12:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عضو اللجنة الوطنية للشبيبة الطليعية
تبدأ المشاركة السياسية العامة في الجامعات، وإذا لم يعد تشكيل طلاب الجامعات في اتجاهات سياسية تتنافس وتتعاون وتشارك في الحياة والقضايا العامة، فإن الحياة السياسية والعامة ستبقى مهددة بأزمات خطيرة واستراتيجية.

أولها: نفاد مخزون الشخصيات القيادية التي ستكون مرشحة لتولي المواقع القيادية في المؤسسات والنقابات والأحزاب وحتى الشركات لأن الأحزاب السياسية مازالت هي الأفضل في التدريب والتثقيف والإعداد القيادي والعام للشباب وتأهيلهم بذلك للحياة العامة.
ومازالت القيادات الحزبية والسياسية والنقابية اليوم، في المغرب وفي العالم العربي أيضا، يغلب عليها التجربة الحزبية السابقة، حتى وإن كانت قد تغيرت فكريا وسياسيا فإنها ستبقى مدينة لأحزابها السياسية التي أعطتها الإمكانيات القيادية والرؤى الفكرية والسياسية، وصقلت مواهبها ووجهتها نحو العمل التطوعي والقيم العامة. وفي غياب الأحزاب السياسية عن طلبة الجامعات فسوف نواجه حالة يكون فيها الجيل القادم بلا تجربة وتدريب واهتمامات عامة، وسيكون قد فات الأوان على تنمية الانتماء والمشاركة والمواهب والإمكانيات القيادية لدى المرشحين للعمل القيادي وهم في سن متقدمة.
وثاني هذه الأزمات: ستظل الحياة الحزبية والسياسية تعاني من العزوف والإعراض والضعف لأنه سيكون صعبا على الأحزاب السياسية الاختيار والتنظيم واجتذاب المشاركين في الوسط العمري الذي يزيد على خمس وعشرين سنة، فالإنسان يكون قد تشكلت مصالحه واتجاهاته وأفكاره وغير مستعد للبدء بعمل وأنشطة كان يفترض أن يبدأ فيها قبل ثماني إلى عشر سنوات، بل إن نسبة عالية جدا من المشاركين والنشطاء في الأحزاب السياسية والثقافية والعامة يبدأون بالانسحاب منها بعد التخرج من الجامعة والدخول في الحياة العملية والأسرية، فكيف سيجتذب العمل الحزبي المواطنين في مرحلة متقدمة من العمر من غير المشاركين من قبل في العمل السياسي، وهو يفقد النشطاء السابقين، وهذه حالة طبيعية ومعروفة في العمل الحزبي والسياسي.
وثالث هذه التحديات أن الجامعات تتحول كما هو ملاحظ في غياب العمل العام والسياسي والحزبي في وسط الطلاب الجامعيين إلى ساحات للصراعات العشائرية ويتجلى دلك من خلال فصائل طلابية تتبنى القبلية /فصيل طلبة الصحراء الغربية وما تفرع عن هدا الفصيل من طلبة زاكورة وطلبة ايتوسى الخ/- هتمامات والممارسات غير الصحيحة، وليس مستغربا أن ينجرف الشباب إلى الانحراف الفكري والسلوكي والأخلاقي في أجواء من الفراغ وغياب البدائل.
ومن المعروف في أوروبا والغرب في العقود الماضية أن الشباب الجامعي حتى من الوسط الأرستقراطي ومن أبناء المسؤولين والقادة السياسيين كانوا يدفعون إلى المنظمات السياسية اليسارية لأنها كانت أفضل وسيلة لإبعادهم عن الانحراف والضياع، ولتلقي تدريب وإعداد سياسي وثقافي وقيادي. ويشكل اليساريون السابقون نسبة عالية من المسؤولين السياسيين اليوم ممن يقودون المحافظين والليبراليين والأحزاب التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وكان يقال في الغرب: من لم يدخل في صفوف الحزب الشيوعي في سن الثامنة عشر فلا قلب له، ومن بقي فيها بعد الخامسة والعشرين فلا عقل له.
التحولات السياسية والديمقراطية التي جرت عام 1989 لم تنشئ حياة سياسية قائمة على التعددية الحزبية (الحقيقية)، بل إن الجامعات تبدو اليوم، برغم تضاعف عددها وطلابها، ضحلة بالنسبة إلى الفترة السابقة التي كانت أكثر ثراء وحيوية وهو ما يشكل مدخل السؤال والفهم، أما محاولة تجاهل هذه الحقيقة فلن تؤدي إلى تنمية سياسية برغم كل الجهود والأموال والأوقات التي تبذل.
وبالطبع فقد حدثت تحولات كبرى عصفت بالأفكار والاتجاهات السابقة التي شكلت العمود الفقري للتجمعات السياسية السابقة، ولكن السؤال يبقى: كيف يمكن إعادة تشكيل الشباب والمجتمعات في اتجاهات وأحزاب سياسية وفكرية؟
الأفكار والمشروعات المطروحة تبدو من قبيل العلاقات العامة والترفيه النخبوي، وتشبه احتفالات الاستقبال التي تجري في الفنادق والأوساط المخملية، ولكن في الجبال والغابات والبوادي فرصة كبيرة لتوجيه الشباب في أعمال وبرامج تطوعية للتنمية والإعمار يجري في أثنائها أيضا تشكيلهم في فرق رياضية وفنية وفكرية وتثقيفية وعمليات تعارف وتعاون وتنافس تستمر تلقائيا، بلا تكاليف تذكر إلى الأبد.



#عبد_العزيز_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزوف الشباب ....وهرولة جمعية 2007دابا-
- في التحولات الراهنة مهام اليسار بين الثورة والإصلاح
- الوطن العربي والحاجة الى الديمقراطية
- منسق الشبيبة الطليعية بالصحراء المغربية في تصريح لجريدة الاف ...
- حماس- -وفتح- ...اي تكتيك لتجاوز الازمة
- حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ومسارات العمل الوحدوي


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد العزيز السلامي - تراجع المشاركة السياسية للشباب...الوسط الجامعي نموذجا