أي جمر ستقبض عليها أناملنا في هذا الوطن الجحيم؟

عبدالحكيم الفقيه

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ أن زرع الكيان الصهيوني في المنطقة زرعت بشكل متزامن انظمة عشائرية استبدادية قامعة ظاهرها عربي وباطنها سياج لحماية الكيان المزروع وتراكمت الطامة على الشعب العربي الممزق في أكثر من عشرين زنزانة منفردة بالقمع والترويع والتجويع وكثف الاستعمار قبل رحيله استخدام ركائزه في انظمته الحليفة في استثمار جر البلدان المناوئة له إلى شباك الدكتاتورية فسقط الجميع بدون استثناء في مستنقع الفوضى والفساد والتهيئة لعودة المستعمر بشكل أكثر سفورا من ذي قبل
ونحن في اليمن راهنا نعيش أقسى لحظات القهر والإستلاب والإبتزاز السياسي بل صارت انسانيتنا وكرامتنا عرضة للبيع وكأن الوطن برمته سوق نخاسة
منذ أن تولى هذا المعتوه مقاليد الأمور زاول انتقاما حادا وقاسيا ضد مناطق بعينها وكأنه كالبعير يستجر حقد التاريخ فعمل بكل ما أوتي من قوة وعهر وفساد على تلطيخ الحياة وضخ المزيد من ملوثات الأكسجين وقطع دابر الأمل ليتكبل الناس في زنزانة القنوط واليأس وروتين الإذلال والموت الإعتباطي وتجريد الإنسان من إنسانيته
أن كل مواطن يمني شريف مشروع مأساة وجرح مفتوح وحلم نازف وبشرية مسفوكة على قارعات رصيف القهر والبؤس والخنوع
انفرجت أساريرنا فرحا بتوحيد اليمن ليتضح فيما بعد أن مطب الوحدة كان آخر مسمار في نعش الثورة والعدالة الإجتماعية المنشودة
أي نظام سياسي هذا الذي حول الساسة لبهلوانات وراقصات في مسرح العهر والزج بالوطن في أتون المزايدة والمزاد العلني الوقح
أية معارضة ينشدها الشعب وهي أشد فتكا وقهرا من قاهرها
وأي شعب هذا المنثور في الشوارع كسيل أغبر ينبع من وحل الفراغ والذل والإستكانة
وأية أقلام تلك التي تستقي من دواة القاتل لتخدر القتيل
أي جمر ستقبض عليها أناملنا في هذا الوطن الجحيم

#عبدالحكيم_الفقيه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل