أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - العاصفة














المزيد.....

العاصفة


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 05:17
المحور: الادب والفن
    


مفزعة تأتي بلا استئذان وبلا عنوان، وقد تأتي بتخطيط وإحكام.
ماكرة في ثوب عدو قاتل تقتحم الأكوان وتزور الأماكن المغلقة عنوة بأصواتها الكئيب.
متجبرة في زمن يغدو الخوف ملكه، والفزع وزيره ، والاختباء أمل الآمال في اللحظات القمحية.
يغيب الهواء النقي، تدخل حبيبات الغبار المتناثرة قسرا إلى كل النزلات والى جميع المنازل، فيختلط كل شيء بلا شيء، لا شيء مفهوم غير السراب والفراغ....
هي أفعى تخيف القادم نحوها ،والمتوقف بلسعاتها المحتملة، وثوبها الموزع إلى مزركشات متنوعة،وكل زركشة تنبئ عن بؤس ما.........
لا أحد يبدو في الأفق ،لاناظر من قريب ولا من بعيد ،قد تصاحبها الأمطار ،وقد تكون فريدة وحيدة تلتهم كل من يقف أمامها، وتفترس الجميع من الغني إلى الفقير ومكن الشيخ إلى الرضيع.
هكذا هو الزمن الرهيب الحالي، كعاصفة ثلج مفاجئة في صيف قاحل، تختلط فيه كل الفصول والأمكنة، فلا تدرك الواقعية منها ولا الخيالية ،يتداخل فيه كل شيء من الأنهار المحملة بالمياه المتعبة قسرا إلى الحشرة التي تبحث عن مكان آمن أمن لحظة الخوف.
البشر تائهون ،كل يغمض عينيه، ويواصل طريقا غامضة إلا من الغموض ،الكل يدرك أو يعتقد أنه ذاهب إلى هدفه لا محالة ، وحين يلتقون يبدو الصراع جليا ، ويظهر الصديق مرتديا أشواك مختلفة، والعدو في ملابس ملونة بألوان القوس قزح التي تبدو أحيانا وقد قد لا ننتبه إليها إلا بعد حين أو أحيان عديدة.
آخرون مراوغون قد يتوقفون في مكانهم حتى تهدأ العاصفة، قد يحنون الرؤوس اليانعة التي أوشكت على القطف ، يصمتون على خلاف عادتهم، وقد يغلقون آذانهم وأبصارهم، ويدركون أن الأمر لحظات لا تتعدى الأربع والعشرين ساعة...... .
لكن الجميع يتراجع للخلف، ويدخل الزنازن المغلقة بإحكام ليخلد للراحة ويسأل من الهاتف :هل ..؟؟؟؟.وهل .؟؟؟؟؟ وكيف ......؟؟؟؟؟.ومن ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يطل من ثقب نوافذ الداخل ليتقصى أحداث الخارج، الجرحى، الضحايا، الأجنحة المكسرة، الأعمدة المائلة...ومن بقي كما كان، ومن قاتل حتى قتل؟؟؟؟، ومن......؟؟
ومن.... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن بقي ليصبح القائد ...؟ ومن سينصب له النصب التذكاري فداء .؟؟؟ ومن ستنصب له حبال المشنقة جزاء// دواء .......؟؟؟؟؟؟
تسطع شمس اليوم الموالي... قد تتوقف الزمجرة ،وتهدأ العاصفة رويدا رويدا ،إذاك تبدأ الحياة عائدة إلى روتينها اليومي المعتاد .
يستأنف الطائر تغريدته الحزينة كل صباح ،ويركب العامل حماره حاملا فأسه متجها صوب حقوله ...يسقي أرضا لا يصدق أنها مازالت ملكه رغم العاصفة .
يرفع المحنون رؤوسهم ليستوضحوا الأمر ..... يظهر المختفون فجأة ، وفي حقائبهم خطاب جديد بلغات مبتكرة وإن كان القاموس يحتفظ بها منذ زمان ،يكتشفوا ألا شيء تغير .. وأن العاصفة زوبعة فنجان ..وركام أحزان مر زمنها الخاص مسرعا كزيارة خاطفة لمستشفى الأمراض العقلية..
يمر النهار ..وتتواصل الساعات ..وننتظر عاصفة جديدة ...لكن بأنغام قديمة ..ومواعيد حديثة.....



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليتيم
- آلام بلا حدود
- في حوار مع محمد سعيد الريحاني: “فصل المقال في ما بين الأغنية ...
- تيمة المرض في نص - مأدبة الدم - للفقيدة مليكة مستظرف
- بور تريه الفنان الملتزم سعيد المغربي
- السلام.........السلام
- أحمد فؤاد نجم
- الرحيل
- في الذكرى الخامسة لموقع الحوار المتمدن
- بورتريه حول الفنان المغربي الراحل العربي باطما
- المستنقع
- الشيخ إمام محمد عيسى
- مفهوم الأغنية الملتزمة
- الفنان المغربي بوجميع في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيله
- استغاثة وطن مسلوب
- ضفاف الليل
- وسقطت الأقنعة
- الشباب المغربي والإستيلاب
- من يوميات الدخول المدرسي
- حوار مع القاصة فاطمة بوزيان


المزيد.....




- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام
- ميغان ماركل تعود إلى التمثيل بعدغياب 8 سنوات
- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - العاصفة