أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البوزيدي - السلام.........السلام














المزيد.....

السلام.........السلام


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلام.........السلام
محمد البوزيدي
هكذا يلعب الزمن لعبته الرديئة ويصدمنا بآلاف الأطنان من المتفجرات التي تصيبنا في الصميم ، حتى وان لم تدمرنا ماديا وبقيت تحافظ على *وجودنا* المادي في أبشع صوره : جسم بلا روح، أو بروح مشلولة إلا من التيهان والدهشة .......
أطنان من صواريخ الكلام التي تدمر وعينا الجمعي وتسطحه وتقوده نحو اللاوعي المستقبلي .
تتكاثف الكلمات الرنانة كالسحابة السوداء التي تخترق البصر في يوم جميل ،أو كالرائحة النتنة وسط حديقة جميلة ......
هذا هو قدرنا ،حتى الاستمتاع بحواسنا افتقدناه في زمن الحريات ...والحقوق...، ويتم التحكم فيها عن بعد ، بل ويفرض علينا الإيقاع *المناسب* لها ، سعيا نحو تشكيل شخصية خاصة بنا وفق معايير دولية معاصرة يتحكم فيها من يملك سلطة الإعلام وفق توجيهات خبراء علوم النفس والاجتماع الماكرون الذين لا هم لهم سوى تحديد الخصائص المناسبة لجينات شخصياتنا.
هي حرب ، وحروب بشكل جديد ،فالهجوم يكون في قعر المنزل الذي أصبحنا لانملك التحكم في مايدور حوله ، بل ولا نملك حق الرد ، فالحرب حين تكون يومية تتعايش معها حتى يصبح الأمر عاديا فتألف تدميرها المتواصل ، تماما مثلما أصبحنا ننظر لإسرائيل أنها دولة مثلها مثل الدول عكس ماكنا نعتقد قبل سنوات خلت .
طبعا قال جوبلز :اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس...ومن كثرة الكلام فقدنا ذاكرتنا الخاصة وتخلصنا من مناعة مختفية وسط جوانحنا، ومن مقاومتنا الذاتية المشروعة، وأصبحنا عرضة لكل شيء قادم يخترقنا بكل بساطة، بل أصبحنا لا نملك التفاوض حول القبول أو الرفض تماما مثل العاهرة الفقيرة...
هي أحاسيس فعلا قد تبدو غريبة لكن حرب الإعلام تنبئ عما هو أخطر ...
السلام
لقد سلم الجميع كما تابعتم منذ سنوات بالسلام، فهو رهان المستقبل وعنوانه العريض في هذا الكون، ومن يقدر على رفض السلام....؟ أما من تجرأ وقال إنه ضد السلام ف....
لكن من المعروف دوما أن السلام لم يكن سوى سلام الأقوياء، فمن يفرض السلام ؟طبعا الهجوم خير وسيلة للدفاع وتثبيت السلام كما يقول خبراء الاستراتيجيا .......
لكن أي سلا م؟من يحدد مفهومه ؟فهناك أنواع وطبعات منقحة ومزيدة من السلام ،السلام العادل، وسلام الشجعان، والسلام ضد العنف والارهاب ...
هل السلام الذي يفرض الحظر والتجويع وقتل الفلسطينيين......؟
هل هو سلام بوش الذي يتكلم عنه صباح مساء ويمارسه بفظاعة وبشاعة وفق تصوراته العنجهية الخاصة في مختلف بقاع العالم ؟حتى قاده التفكير أن من خطوات ارساء السلام في الخليج قصف فضائية تنقل خطاباته الخاصة والعامة ......
هل هو السلام الذي كان يقصد حين سمى المجرم الكبير غير المأسوف على غيابه شارون والذي وصفه – في تحد لمشاعر الإنسانية - أنه حمامة سلام..... ؟
لقد سلم الجميع على السلام وأصبح موضة العصر ،لا خطاب بدون ذكره والتعرض له ، ولا تبرير لأي شيء ولو كان لاشيء الا السلام بالسلام ....
لكن كيف يردد كل طرف هذه النغمة الغائبة عمليا حتى في الخطابات، فبالأحرى تطبيقها على أرض الواقع والعلاقات العامة، فلم تكن هذه الأكذوبة حاضرة يوما في الميدان ،فكل من مازال يتحدث عنه لا يغالط إلا نفسه أما الشعوب فتتلمسه عمليا من خلال القمع المتعدد الأنواع التي تعيشه في جحورها عفوا أوطانها
الكل يدرك أن السلام ليس إلا خطاب استسلام، أرأيتم كيف انتهى مصير السلام الذي كان يردده المرحوم عرفات .......بتسميمه ليطلقوا عليه شهيد السلام...........تماما كما سموا المجرم إسحاق رابين الذي أصبح رمزا للسلام حيث منح جائزة نوبل للسلام مع شيمون بيريز ، والكل يدرك أن الأول اشتهر قبل سنوات معدودة فقط على تسلم الجائزة أنه كان صاحب فكرة كسر عظام الأطفال الفلسطينيين ، أما الآخر فمازالت جراح قانا شاهدة عليه
ياسلام على السلام..... لقد أصبح الفتاة المدللة التي يخطب ودها الجميع ،ومن أجلها نظمت القصائد وأشهرها التي ردد فيها محمود درويش: سلام سلام شلوم شلوم
وللاستمتاع ببريقها عقدت ولا تزال العديد من المؤتمرات والندوات العالمية بتمويل من الشعوب لبحث كيفية السلام وتفعيله فتدبج الخطب ويتم الرجوع للكتب المقدسة وللتاريخ ولكل شيء حتى الأجداد ثم الاحفاد كانوا يلحون على التحلي يقيم السلام كما تكتب القرارات والتوصيات بحبر الغدر الذي يصبح في خبر كان بعد ساعات عليه..........
ترى متى ننقذ الذوات المعتقلة من رنين الكلمات التافهة التي مازال البعض منا يصدق مدلولاتها؟؟؟؟؟
ومتى نتخلص من جحيم الأكاذيب التي تنطلي علينا دوما ؟؟؟؟



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد فؤاد نجم
- الرحيل
- في الذكرى الخامسة لموقع الحوار المتمدن
- بورتريه حول الفنان المغربي الراحل العربي باطما
- المستنقع
- الشيخ إمام محمد عيسى
- مفهوم الأغنية الملتزمة
- الفنان المغربي بوجميع في الذكرى الثانية والثلاثين لرحيله
- استغاثة وطن مسلوب
- ضفاف الليل
- وسقطت الأقنعة
- الشباب المغربي والإستيلاب
- من يوميات الدخول المدرسي
- حوار مع القاصة فاطمة بوزيان
- 15/15اغتراب الغربة
- أوراق من زريعة البلاد
- اغتراب الغربة 14/15
- حنين
- اغتراب الغربة 13/15
- اغتراب الغربة 12/15


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البوزيدي - السلام.........السلام