أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - عن مشروع الشرق الأوسط الجديد -1-















المزيد.....

عن مشروع الشرق الأوسط الجديد -1-


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فقه التبعية
في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي خرج أصحاب فقه التبعية علينا بضرورة الإعداد مصرياً وفرنسياً للاحتفال بمرور قرنين على الحملة الفرنسية على مصر التي قادها نابليون بونابرت عام 1798 (أي بعد فترة وجيزة على انتصار كبرى الثورات البرجوازية).
وقد ألحقت هزيمة نكراء بهذه الدعوة وفضح أصحابها. ولم يطالب أصحاب فقه التبعية طبعا بالاحتفال عام 2001 بمرور قرنين على طرد الغزاة الفرنسيين من أرض مصر.
أثناء الحملة الفرنسية وتحت أسوار مدينة عكا الفلسطينية التي حاصرها بونابرت بجيشه ولم يتمكن من اقتحامها، وجه نابليون خطاباً شهيراً ليهود العالم واعداً إياهم بوطن قومي في فلسطين وبذلك تكون دعوته قد سبقت مشروع (هرتزل) عن الدولة اليهودية بقرن كامل.
هنا نكتشف جذر المشروع الصهيوني ودولته اليهودية التي تجسد أبشع استعمار استيطاني عنصري إحلالي وهو أن هذا المشروع هو الابن البكر للرأسمالية التي انتصرت في أوربا، ولذلك فلا ينبغي أن نصاب بالصدمة أو حتى بالدهشة حينما يعلن الأعداء الامبرياليون والصهاينة عن مشاريعهم واستراتيجياتهم أو حملاتهم العسكرية على بلداننا، بل ينبغي أن نشرع وعلى الفور لانجاز مشروعنا للمقاومة ومشروعنا للنهضة وهما في الحقيقة مشروع واحد.
الرأسمالية والحقب الاستعمارية
كل ما واجهناه ونواجهه على مدى ما يزيد على قرنين من الزمن إنما يأتي في سياق المشروع الأصلي أي سيطرة البلدان الرأسمالية الغربية على منطقتنا. فالرأسمالية كما هو معلوم لا تستطيع البقاء على قيد الحياة سوى بالتوسع والمزيد من التوسع على حساب الآخرين.
ولذلك فان إقامة الدولة اليهودية في فلسطين هي من صميم التوسع الرأسمالي ووسيلة من وسائله، الدولة اليهودية هي تحديدا الغرب الرأسمالي في الشرق العربي الإسلامي.
والسلام المطروح مع هذا الكيان هو الاستسلام للامبريالية والصهيونية، هو سلام الرأسمالية الإمبريالية والصهيونية ودمار بلداننا وشعوبنا.
وفي سياق التوسع الرأسمالي كان غزو واحتلال أفغانستان وبعدها العراق؛ كان يراد له أن يكون نقطة الانطلاق لإطباق الهيمنة دون مقاومة من الشعوب، ولكن الموضوع تعثر بفضل المقاومة العراقية والأفغانية. ثم كان العدوان الوحشي على لبنان في يوليو الماضي، وهو حرب أمريكية صهيونية مدعومة من أطراف عربية ولبنانية. كانت هذه الحرب باعتراف الأمريكيين أنفسهم هي نقطة الانطلاق للتوسع الرأسمالي الامبريالي بمساعدة الكيان الوظيفي. هذا التوسع المتمثل في مشروع الشرق الأوسط الجديد. لكن المقاومة البطولية التي قام بها حزب الله مدعوما بالقوى الوطنية اللبنانية والتأييد السياسي الصلب والمبدئي السوري– الإيراني والهالة الشعبية الجماهيرية العربية الهائلة المؤيدة للمقاومة والشعوب الخيرة والقوى التقدمية كانت زادا لحزب الله في مقاومته وصموده. وتم إلحاق هزيمة مدوية بالكيان الصهيوني وبخط الاستسلام وفقه التبعية. وتوقف المشروع ( ولكن إلى حين).
جوهر المشروع
البدايات الأولى لطرح هذا المشروع (القديم الجديد في جوهره) كان في مؤتمري مدريد والدار البيضاء؛ وتم الربط بينه وبين السلام.
وكان جوهره هو السلام بالمفهوم الصهيوني؛ وهو يعني فرض الاستسلام الكامل وغير المشروط على العرب؛ وإطلاق الدور القيادي الصهيوني للمنطقة دون قيود.
في مدريد كان المشروع ملتبسا وغامضا؛ إذ تم الاكتفاء بإبراز أن تنفيذه يسير بالتوازي مع التقدم على طريق السلام دون وضع أولويات.
أما في الدار البيضاء فقد نصت الوثائق والتصريحات الإسرائيلية بأنه شرط تحقيق السلام، وهو لتحقيق السلام (الإسرائيلي) واستمراره.
لكن الجوهر والمحتوى الحقيقي يتجاوز ماتم طرحه في مدريد أو في الدار البيضاء، فتفاصيله تؤكد أنه النقيض الكامل لأي مشروع نهضوي لبلدان وشعوب المنطقة فهو ينتمي في الواقع لتلك الحلقة الجهنمية للتدمير المتوالي لأي مشروع نهضوى منذ مشروع محمد علي حتى مشروع جمال عبد الناصر. وهو بمثابة حائط صد حقيقي للحيلولة دون تكرار أي نهوض مستقل. وهو في واقعه امتداد لوعد بلفور. كما أنه المرحلة الأخيرة على طريق إقامة إسرائيل الكبرى المسيطرة إقليمياً. وهو الاستكمال لاتفاق (سايكس–بيكو) لتجذير التجزئة والتفتيت للبلدان العربية وباقي بلدان المنطقة؛ بما في ذلك مصر العصية على التجزئة لظروف جغرافية وتاريخية وذلك عبر زرع التناقضات بين البلدان المختلفة بعضها وبعض وداخل كل بلد بين مكوناته العرقية والمذهبية، بحيث تتخلق عشرات الكيانات القزمية على أسس دينية ومذهبية وعرقية وطائفية أو حتي قبلية؛ بحيث يسهل التحكم فيها بواسطة الكيان الصهيوني.
وهو مشروع نفي الهوية عبر ثقافات وقيم وتقاليد يتم تكريسها عن طريق الآلة الإعلامية الامبريالية الصهيونية الجهنمية، بهدف كنس منظوماتنا القيمية والثقافية والتقاليد الايجابية. وزرع مؤسسات ونظم ومناهج تعليمية تفصل الطلاب عن الواقع وقيمه وتضعف اللغة، وصولاً إلى محاولات اجتثاث المعتقدات الدينية في حين يتم تجميل كل ما هو وافد من اتجاهات عنصرية وفاشية وصهيونية وصهيونية-مسيحية ، وإشاعة النزعة الفردية وطمس روح العمل الجماعي، وتشجيع التحلل الأسري والانحلال الأخلاقي بالفن الهابط وبكافة الوسائل، وإعاقة أي محاولات لتطوير كل ما هو مستنير ومتقدم وايجابي عموما في ثقافاتنا وتقاليدنا وقيمنا. انه النفي العدمي لكل ما لدينا من مكونات الهوية، بما يسهل تهميشنا ويجعلنا عرضة للانقراض.
هذا هو جوهر المشروع الكارثة، الذي ضم إلى دائرته إيران وأفغانستان، وهو مايحمل دلالات ذات طبيعة إستراتيجية سأتناولها لاحقا.
ينبغي الانتباه إلى بعض الأمور
أولا – أن مشروع (الشرق الأوسط الجديد) امتداد للمشروع الاستعماري الرأسمالي الذي استهدف منطقتنا من قبل ، والذي يظهر في كل مرحلة بتجليات وتسميات وطموحات وأطراف معينة، وهو لب وجوهر الصراع العربي الامبريالي الصهيوني. هو امتداد للتوسع الرأسمالي عالميا، ولذلك فهو في قلب الصراع العالمي بين الشعوب من ناحية والامبريالية والصهيونية من ناحية أخرى. ولذلك فإن مقاومته ذات طبيعة طبقية ووطنية وقومية– إقليمية وعالمية في آن، وهي تعكس جدل الطبقي والوطني والقومي والأممي بكل ما يفرضه ذلك من تحالفات ونضال مشترك.
ثانيا: إن التحضير للمشروع جار على قدم وساق، بل أن بعض عناصره يجري تنفيذها. وما يجري في مصر شاهد على ذلك. فالانتقال السريع إلى اقتصاد السوق والأخذ بسياسة الخصخصة وبخس قيمة الأصول لصالح رأس المال الأجنبي والمحلي الكمبرادوري وما يسمي بحرية التجارة وسيطرة رأس المال الامبريالي المالي والصهيوني، وتخفيض قيمة الجنيه المصري ، وكنس الحقوق والمكتسبات الاجتماعية للطبقة العاملة وفقراء الفلاحين وسائر الكادحين بفرض قوانين لعلاقات العمل والعلاقات الزراعية والسماح بتملك الأجانب للأرض، واتفاقية الكويز وبيع البترول والغاز للكيان اليهودي بأسعار زهيدة، وإصابة الدور الإقليمي والدولي بالشلل والتطبيع مع العدو رغم كل مواقفه العدائية وشبكات تجسسه رغم اتفاقية السلام والصلح! ثم الترويج عبر الأبواق المأجورة والعميلة لفقه التبعية وشن الحرب ضد الثقافة الوطنية وثقافة المقاومة، واستخدام التمويل الأجنبي الموجه للعملاء تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان للترويج للأجندات الامبريالية والصهيونية ولأفكار الليبرالية الجديدة المتوحشة، ثم المواقف المشينة ضد طائفة محددة وضد إيران وضد حزب الله قبل وأثناء وبعد حرب تموز الماضي.
ثالثا: إن النضال ضد هذا المشروع الكارثة هو بالضرورة ضد المشروع الرأسمالي الدولي والإقليمي والمحلي التابع ضد الامبريالية والصهيونية وعملائهما المجانين.
البقية في الأعداد القادمة
إبراهيم البدراوي



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا وأوهام الازدهار ..القرش الأبيض واليوم الأسود
- ماذا تريد واشنطن من اجتماع الأضداد في بغداد؟
- ضدان لا يجتمعان.... الفساد والإصلاح
- وحدة الشيوعيين السوريين وإعادة التأسيس
- الآن المصائر تتحدد...
- بلا أوهام..
- الإعلامية والباحثة رولا عبد الله الأحمد ل «قاسيون»:من حق الش ...
- عن أي سلام يمكن أن يجري الحديث، وبأي اتجاه؟
- «حالة حصار».. ولكن ما العمل؟
- هل نحن عشية انهيار قريب لمشروع القطب الواحد
- رغم التعتيم الإعلامي المنهجي والمشبوه وباعتماد الصمود
- المنطقة الشرقية بؤرة توتر أم قاطرة نمو؟ .. حوار مع د.حيان سل ...
- هل ما يجري في اقتصادنا فوضى «خلاقة»؟
- اعتقال أكثر من 850 من كوادرنا لن يمنعنا عن مواصلة الكفاح وال ...
- العقيدة العسكرية الروسية الجديدة .. روسيا تتحكم جيوسياسياً ف ...
- انتخابات مجلس الشعب... هل هي حدث هام؟!
- لبنان: صراع مفتوح الاحتمالات.. وإسرائيل أعجز من أن تتدخل..
- لبنان: صراع مفتوح الاحتمالات.. وإسرائيل أعجز من أن تتدخل ..
- قرارات بالجملة... والكيل بمكيالين..
- لبنان على حد السيف


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - عن مشروع الشرق الأوسط الجديد -1-