كثيراً ما تسعفنا الثرثرة ... أيضاً شكراً لثرثرات حسين عجيب ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انّ من يعش هذا العالم بمتناقضاته العبثية وهو يلهو بالإنسان في حروب وكوارث وبالأخص في زمننا هذا حيث الفضائيات تريه وتسمعه بالدقيقة عن أنباء الفواجع والمؤامرات والمذابح وعن صورة أوحش المخلوقات وأكثرها شهوة للدم والتدمير اسمه مع الأسف ( الإنسان ) والذي ابتلاه الخالق بالعقل نعمة ونقمة . والدليل على أولوية عقل الإنسان أن الآية الأولى في الإسلام ... إقرأ ... ؟ والسؤال ..من الذي يجب عليه أن يقرأ ، إقرأ جاءت بصيغة الأمر .. هل المجنون هو الذي يقرأ .. بالتأكيد القراءة للعاقل الذي سيفسر ويترجم ما يتلوه ، وان الله لا يخاطب إلا العقلاء كي يفكروا ، هنا سأثرثر قليلاً لأسأل السيد محمود الذي خاطبني برسالة عبر البريد الالكتروني وبأخلاقه الإسلامية الرفيعة وبدوري أشكره . وأسأله من يقرأ .. أهو الجاهل أو المجنون أو البهيمة . أيضاً أسأله هل خلق الله عقل الإنسان منفتحاً أم مغلقاً أم يرتفع وينخفض وفق مؤشرات يحددها له إنسان آخر ويمنعه من التفكير في نقطة معينة . ياأخ محمود نحن لم نهاجم أحداً لا فكراً ولا ديناً نحن ننقد الإنسان الذي فسّر وفق عقله وما حباه الله من نعمة التفكير ووفق اجتهاده ما توصّل إليه ، والاجتهاد معمول فيه بالإسلام من أخطأ فله أجر ومن أصاب ضوعف الأجر والثواب ، نحن نطرح أفكارنا وبشكل قابل للحوار ، وبإمكانك وبإمكان أي شخص أن يرسل بمقاله ورأيه إلى الحوار المتمدن ليردّ على ما رأيناه والذي لا نجزم انه عين الحقيقة ، إنما هو اجتهاد ، قد يخطيء وقد يصيب ، ولا أحد يدعي العصمة ، وبدلاً من أن توجه نقدك بعدة رسائل ، أرسل رأيك واجتهادك إلى منبر الحوار المتمدن ليقرأه الملايين . نحن لم نقل أبداً أن الدين غلط مطلقاً كل الأديان تدعوا للخير والصلاح والعدل .. والسؤال الذي يطرح نفسه .. من الذي جاء بأمريكا إلى بلادنا .. ؟ وبكل أسف أقول لك نحن ، حكومات وشعوب ، حكومات مستبدة وشعوب محكومة لغطرسة حكوماتها وغارقة في بحرٍ من جهلٍ واتكالية عمياء ألبسها إياه فقهاء السلطة وفقهاء الإسلام السياسي ، الكل لا يهمهم أن يكون المسلم إنساناً متنوراً يفكر بعقل وحرية ، بل أن يكون تابعاً عبداً مطيعاً لا يفكر و لا يناقش ولا يعترف بالآخر بل وحتى لا يثرثر أيضاً ، لقد جعلوا من الإنسان أداةً للارتقاء عليه دون أن يحق له أن يعترض أو أ حتى أن يتأفف ، للوصول إلى غاياتهم في سبيل الاستيلاء على السلطة والجاه والثروة ، شعوب ودول كهذه الشعوب ، بها وبحكامها ماذا استطاعت أن تقدم للمدنية وللحضارة وللإنسان .. لاشيء سوى العيش بذل والإطعام بتقتير ، وبذلك سمحت الفرصة للآخرين بأن يتقدموا في كافة المجالات ليكونوا أقوياء في كل المجالات .. والقوي هو الذي يفلسف الحق وهو الذي يفرض ما يريد ويشاء والحق كل الحق معه لأنه قوي .. وأمامي الآن جدول يتضمن أسماء أكثر من 150 مخترع بدءاً من أديسون مخترع الكهرباء كلها أسماء أجنبية ولا لإسم عربي أو مسلم ، والسبب لأننا تخلفنا بفعل حكوماتنا الجائرة وبفعل المنع والتحريم والتكفير .. لو كنا أقوياء حقاً لما تجرأت أمريكا أو غيرها حتى من التفكير بنا .. وهاهي الأعوام تمر بنا سريعة 14 قرناً ومازلنا متناحرين متنافرين مكفرين بعضنا البعض وتحت راية الإسلام ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) ولم يقل لتتناتفوا ؟، أخي محمود الذنب ليس ذنبك ولا ذنبي ، انه ذنب من كبتوا حرية هذه الشعوب ومنعوها من أن تفكر ما تقرأ وتقول كلمتها دون أ ن تعاقب وتكفر لأنها قال كلمتها بعد أن فكّرت كما أمرها الله .
والآن أيها الطيب حسين عجيب ، ألا يحق لنا أن نثرثر معاً ولو بعض الوقت في معمعة من الواقع المرير ...؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل