لايوجد حب .. لدينا يوجد مرض عقلي

ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ذهبت إلى محل أشرطه غنائيه فهالني كثرة المطربين السعوديين , تصفحت أسماء ألبوماتهم وعناوين أغانيهم وكانت كلها تدور حول الحب ..! الحب ما غيره الذي نسمع به في الأفلام و نقرأ عنه في الروايات وصلنا بكثافة لينضم الى الشعراء الشعبيون اللذين يملئون الجرائد والفضائيات بالكلام عن الحب .. كنت اسأل نفسي دائما هل هم يحبون في بلادنا ؟ هل لدينا حب ومحبين ؟ أنا لم أشاهد حبيب ولا حبيبه في حياتي , أم هم يحبون في البلاد الأجنبية أي يحبون خارج الحدود ؟ أثناء السياحة مثلا أو الدراسة لكن هؤلاء الشعراء والمطربين معظمهم سرا بيت وغالبا لا يسافرون إلا لقضاء الشهوة الحيوانية .
كلما سمعت أغاني الحب والهيام والهجر والوصال المحلية ازداد تعجبا منهم وأقول لنفسي هل المسألة مجرد تقليد للآخرين فقط ؟ اجزم ا ن ما يقولونه هو أوهام وتخيلات محرومين وأنها مشاعر بلا هوية ولا وجه .. لأنه شيء عجيب فعلا أن يكون لدينا شيء اسمه حب بالمعنى المعروف إنسانيا , هل يحب ربعنا .. ! هل حبوا ..؟ هل عرفوا الحب الذي عرفته البشرية كلها .. كيف .. وأين .. ؟
شخصيا منذ ولدت على هذه الأرض المباركة لم أشاهد أنثى إلا ليلة الدخلة وكل أبناء بلادي مثلي ما يجعلني اجزم أن المسألة مجرد م** أي انه نداء الطبيعة ولوعة الغريزة ..؟
ولأن الحب لابد له من طرفين ذكر وانثى فكيف سيتحقق إلا في الأحلام أي الحب في الأوهام والخيالات لان ارض الواقع لا يمكن فيها أن تتماس مع طرف المعادلة الأخر .. لن تكتمل المعادلة الخالدة إلا في الخيال .. في الواقع إذا وجد احد طرفي المعادلة غاب الطرف الأخر .. فلا يمكن أن تتحقق المعادلة بصرف النظر عن تسمية الحب بالمنكر و الجريمة والتنفير والتخويف منه ..
لدينا بالتأكيد حب الوالدين والأخوة وحب الوطن وحب الجهاد .. ولكن ما يهمني هنا هو الحب بالمعنى الرومانسي .. أي الذي أدوختنا به دواوين الشعراء الشعبيين والمطربين .. اي الذي يكون بين رجل وامرأة .. طبعا لن اصدق أن هذا الحب هو حب الأزواج وخاصة لدينا .. الزوجة والزوج محبوبين لكنه حب أمر واقع .. أي حب الموجود بالقوة .. لأنه لم يكن لك اختيار للحبيب .. وأول شروط الحب أن يكون بالاختيار.. بأراده حرة من الطرفين .. أما حب الأزواج والزوجات فهو حب واجب ..أو حب مفروض من المجتمع من أوله لأخره .
الخلاصة أن كل شعرائنا ومطربينا وأغانينا كذابين ومتوهمين إلى درجة المرض العقلي .. وحبهم ما هو إلا تعبير عن الحرمان أكثر منه تعبير عن الوصال .. بل حتى الحرمان الذي يعانونه هو حرمان أولي .. أي حرمان أساسي وليس مسألة عطر ونسيم وقمر وعيون وأنامل .. انه جوع أولي حاجه إلى ضروريات .. أما ما يتردد على السطح فهو تخيلات محرومين من مشاهدة حتى مجرد وجه أنثى .. أو صوت أنثى .. ومعروف ان كثير من العائلات تمنع الفتيات حتى من الرد على الهاتف حتى لا يشتهيهن الأجانب ..
فأين سيولد الحب في هذه الصحراء الجرداء ..؟
الجواب هو : في الخيال المريض المحروم .. وهذا تفسير هذا الطوفان من شعر الحب الشعبي وأغاني الحب و مطربينه .. اي ان ما لدينا هو ظاهرة مرضيه .. دليل مرض عقلي في المجتمع وخلل نفسي بسبب الأوضاع المتناقضة بين ما نراه في العالم من خلال الشاشة والسفر والنت وما يحدث على ارض الصحراء .. من بحر جده الى شرقي الخبر ..!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل