أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - إسرائيل حبلى بحرب!!!















المزيد.....

إسرائيل حبلى بحرب!!!


علي جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 1850 - 2007 / 3 / 10 - 05:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


جَرَّت واشنطن (عام 1991) شامير "مِن أذنه"، ورغما عن إرادته إلى مفاوضات مؤتمر مدريد كرشوة وضريبة سياسية قدمتها واشنطن للنظام العربي الرسمي مقابل تغطيتها سياسيا، ومساندتها عسكريا على ضرب القوة العراقية، حين أقدمت الإدارة الأمريكية على استثمار مغامرة صدام الكويتية أبشع استثمار لتحقيق مآرب مصالحها الإستراتيجية وتعزيزها في المنطقة، بذريعة الحرص على سيادة واستقلال دولة الكويت.
يومها قال شامير عبارته الشهيرة "سأفاوض العرب عشرين عاما"، وأضمر تحويل المفاوضات إلى آلية أخرى مِن آليات "إدارة الصراع"، والتغطية بها على تحقيق المزيد مِن حقائق الرؤية الإسرائيلية على الأرض، والمتمثلة في رفض إخلاء الجولان، والعمل على "تبليع" الفلسطينيين صيغة "الحكم الإداري الذاتي" لسكان الضفة والقطاع، أي لمَن لم تتمكن آلة الحرب الإسرائيلية مِن إقتلاعهم، ويصعب عليها ضمهم لدولة إسرائيل لإعتبارات عدة، أهمها مفاقمة هذا الضم في حال حصوله للمعضلة الديموغرافية المُهَدِّدة لثابت الحفاظ على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، إضافة لإعتبار مصاعب تجاوز حقيقة أن الضفة والقطاع أراضٍ محتلة مِن منظور الإجماع الدولي. هذان الإعتباران هما ما جعلا بيغن ينتقل باكرا مِن الترجمات السياسية لصيغة "أين هو الشعب الفلسطيني"؟!!! إلى الموافقة على صيغة "الحكم الإداري الذاتي" للفلسطينيين في الضفة والقطاع خلال مفاوضاته في كامب ديفيد المصرية. وبإختصار، بين حدَّيْ سكين الرفض الإسرائيلي للإعتراف بالفلسطينيين كشعب له الحق في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة ذات السيادة، وعدم القدرة على إقتلاع أو ضم مَن تبقى منهم في الضفة والقطاع، وُلِدَت صيغة الحكم الإداري الذاتي، وعليها وعندها تمترس بيغن وشامير مِن بعده؛ وعلى الأرض عمل الليكود منذ استلامه للسلطة في إسرائيل عام 1977 على التمزيق العرضي للضفة الغربية بسيفِ خطة (دوبلس) الإستيطانية، بعد أن كان مزقها حزب العمل طوليا بسيفِ مشروع (آلون) الإستيطاني.
بعد عام مِن المفاوضات العبثية مع شامير، عاد حزب العمل (تشرين أول 1992) بقيادة رابين (ومساعدة أمريكية) للسلطة في إسرائيل. هنا "تلحلحت" المفاوضات، وأنتجت ما سُمي بوديعة رابين حول الجولان، وإختراق تقسيم الحل على الجبهة الفلسطينية إلى إنتقالي ونهائي (أوسلو)، وتم تنفيذ الشق الإنتقالي مع مصاعب وتعديلات وما لا يطاق مِن عمليات إعادة التفاوض على تطبيق ما يتم الاتفاق عليه، وإرجاء مقصود واستعصاء حقيقي لمفاوضات "قضايا الوضع النهائي"، وطبعا مع المضي قدما في سياسة فرض الحقائق الإسرائيلية على الأرض.
رحل رابين مقتولا، وعاد الليكود (بعد وصلة بيرس الانتقالية) للسلطة بقيادة نتنياهو الذي، وإن لم يلغِ اتفاق إعلان المباديء، وأعلن التزام حكومته به، غير أنه إختبأ خلف معزوفة "التبادلية"، ومارس قناعته العنصرية العنجهية تقول: "بالمزيد مِن الضغط يرضخ العرب"، فتوقف عن مواصلة تنفيذ بنود المرحلة الانتقالية، خلا ما أقدم عليه مِن تمزيق لمدينة الخليل عبر اتفاق جزئي سُميَ باسمها، فأنتج بسياسته بروفة (النفق) لانتفاضةٍ كانت تلوح في الأفق، وتختمر على نار استعصاء المفاوضات وتطبيقاتها عدا تردي الحالة الاقتصادية للفلسطينيين وتكاثر عمليات الاستيطان على أرضهم تكاثرا بكتيريا.
ظل الحال على هذا النحو حتى عاد حزب العمل للسلطة بقيادة باراك، وكانت المحطة الكاشفة وذات الدلالات الكبيرة في مفاوضات قمة كامب ديفيد 2000، حيث اتضح بالممارسة أن ما بين "العمل" و"الليكود" مِن خلافات لا يصل إلى مستوى الفوارق الإستراتيجية، بل التكتيكية يجسرها الاتفاق على رؤية تتردد عن إخلاء الجولان، وترفض الإعتراف بالفلسطينيين كشعب له حق تقرير مصير مستقل وسيادي في دولة خالية مِن الإستيطان بالقدس عاصمة، عدا اجماعهما وما دونهما مِن أحزاب إسرائيلية على رفض حق اللاجئين في العودة وفقا للقرار الدولي 194، بل أكثر مِن ذلك، فقد إتضح أن الحزبين متفقان (مع تمايزات) على:
الإحتفاظ بالأحواض المائية، والإبقاء على التكتلات الإستيطانية الأساسية في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل، ورفض الإنسحاب لحدود الرابع مِن حزيران.
هنا تعقدت الأمور، وعاد الإستعصاء، وعلى كافة مسارات التفاوض إلى ما كان عليه قبل عام 1991، لا مِن الناحية السياسية فقط، بل من الناحية الميدانية (الاندحار مِن لبنان بدون اتفاق سياسي، واشتعال إنتفاضة الأقصى) أيضا. ولعبت مفاعيل السياسة الإسرائيلية الداخلية دورها، وحملت شارون إلى رأس السلطة،خاصة بعد فشل باراك في انتزاع توقيع فلسطيني على الرؤية الإسرائيلية لمعالجة "قضايا الوضع النهائي".
هنا "إنتخى" شارون (البلدوزر) المشهود له باختراق ب"الخبطات" الإستراتيجية الخارقة لمألوف السائد، وإجبار الآخرين (الأعداء والخصوم الداخليين) على اللعب في ملعبه. وكان متغير "زلزال" الحادي عشر مِن سبتمبر ضربة الحظ لشارون، فإتكأ عليها، وإختلق كذبة "لا يوجد شريك فلسطيني"، وغطى بغربالها "شمس" عدم وجود شريك إسرائيلي للتسوية السياسية، وطرح رسميا وعلنا إستراتيجية فرض الحل الإسرائيلي مِن طرف واحد، ولم يتأخر بوش عن مساندته، ليتمكن مِن إعادة احتلال الضفة واقعيا، وفكَّ الإرتباط مع غزة و"سَجَنَها" مِن طرف واحد، وبنى جدار الفصل المُتفق عليه بين "العمل" و"الليكود".
ولكن، وفي عزِّ تحفزه لاستكمال مخططه "بالانطواء" أحاديا في الضفة، وبعد أن خلق "كاديما" كأداة سياسية داخلية لتنفيذ هذا المخطط، غطس شارون في غيبوبته، فجاء أولمرت، وأعلن سير حكومته الائتلافية مع "العمل" على ذات المنوال، لكنه اصطدم، وتعرقل بعقبات:
الفشل العسكري في العدوان على لبنان، وما أعطاه هذا الفشل لسوريا مِن قدرة على "التنفس" و"التململ"، وهي الموجوعة باللعب الأمريكي الإسرائيلي في خاصرتها اللبنانية؛ والتحدي الإيراني الطموح بملفه النووي؛ والتجلي المتنامي لمصاعب السياسة الأمريكية في المنطقة عموما، وفي العراق تحديدا.
تحت ثقل هذه العقبات وما خلقته مِن أزمة إسرائيلية داخلية، ترنح أولمرت، وأعلن أن خطة "الانطواء" "لم تعد أولوية"، والسؤال:
في ضوء ما تقدم مِن إيجاز للترجمات العملية لقصة "استعداد" سائد السياسة الإسرائيلية و"رغبته" في التسوية السياسية، وفي ضوء ما أثبته ذلك، وينبيء به مِن استمرار الرفض القيادي الإسرائيلي لمغادرة عقلية محاولات فرض الحلول الأمنية بديلا للتسويات السياسية، ترى ما هي أولوية سائد السياسة الإسرائيلية؟!!!
قيل "الحرب امتداد للسياسة، ولغة عنيفة لها"، ونضيف، وتلدها في لحظة محددة ومكان معين معطيات ظرفٍ مأزوم يرفض أصحابه تغيير نهجهم السياسي الذي قاد للوقوع فيه. هنا، وإن كنا لا نستطيع التنبؤ بزمان ومكان ما ستفضي إليه "أزمة" سائد السياسة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا مِن مغامرات عسكرية، تمليها ضرورات الخروج مما خلقته، وراكمته على مدار عقدين تقريبا (منذ عام 1991) مِن مآزق مستعصية، فإننا نرجح أن السياسة الإسرائيلية "حبلى" بحرب يشي بوقوعها غيرُ مؤشر ومؤشر، اللهم إلا إذا تمكن نهج "إدارة الأزمة" مِن تجاوزها ولو إلى حين، وهذا وارد كاحتمال، لكن لا يزكي ترجيحه ثقل ومفصلية وإستراتيجية الملفات التي تفاقم هذه الأزمة، كما لا يضعف احتمال الحرب القول بضعف قيادة أولمرت، بل يعززه، إذ معروف ومشهود تاريخ لجوء القيادات الإسرائيلية إلى شن الحروب كخيار للخروج مِن المآزق، فضلا عن ثبوت لجوئها لتفادي مخاطر مترتبات سياساتها العدوانية التوسعية بالإستباقي مِن الحروب.
ربَّ قائل، ولكن إقدام القيادة الإسرائيلية على حربٍ ينطوي على تكلفة عالية وتدمير باهظ لإسرائيل قبل غيرها، وهذا صحيح، ولكن جدير هنا التذكير بما كان يوما بين عقرب وضفدع مِن قصة تقول:
طلب عقربٌ مِن ضفدعٍ أن يحمله على ظهره لعبور ماء النهر، فرد الضفدع بإعلان خشيته مِن "لسعة" العقرب. رد العقرب: لن ألسعك، لأنني إن فعلت سأغرق معك في الماء. إقتنع الضفدع وحمل العقرب على ظهره، وراح يسبح في الماء بإطمئنان، لكنه تفاجأ بلسعات العقرب، وصاح يسأل:
لمَ فعلْتَ ذلك؟!!! ألمْ تعدني بعدم اللسع؟!!! رد العقرب: إن لم ألسعكَ فلستُ عقرباً!!!



#علي_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هامش استقلال ضمن الرؤية
- بن غوريون يخاطب القمة العربية!!!
- مظهر الأزمة الفلسطينية وجوهرها
- أمريكا ترسل ولا تستقبل
- قنينة الماء
- بيع السراب وحرث البحر
- الضربة الرئيسية
- حجران روسيان في المياه الراكدة والدافئة!!!!
- هم السجان ونحن السجين
- أعيدوني إلى السجن
- المُغَّب الحاضر
- ذاكرة حرية تسيل
- -الحرية مِن- وإعاقة التحرر الحالة الفلسطينية نموذج


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - إسرائيل حبلى بحرب!!!