أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - ادريس الواغيش - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية والموروث الديني















المزيد.....

حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية والموروث الديني


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 10:44
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


هل يستطيع أحد أن ينكر بأن الحجاب أصبح أمرا واقعا في العالم العربي و الإسلامي؟ وأخذ بعدا كونيا من أستراليا في أقصى الشرق إلى أمريكا و كندا في أقصى الغرب؟. هل أصبح الحجاب رمزا دينيا و هوية قومية؟ ولماذا كل هذه الأضواء المسلطة عليه تحديدا؟ و في هذا الوقت بالذات ؟
أعتقد أن المسألة تحمل بوادر حرب طاحنة ، لكن هادئة تأخذ بالتدريج مكانة الحرب الباردة. الحجاب كتقليد اجتماعي له جذور ثقافية في المجتمعات العربية، متوارثة منذ الجاهلية. وله أيضا أيضا مرجعيته الدينية، بحكم وروده في القرآن بأمر الوجوب. فالمرأة العربية لم تكن متبرجة في الجاهلية كما تقول المراجع. لذلك لا بد من التساؤل : أين الأصل وأين الظاهرة؟. هل الحجاب أم التبرج؟. هل نتمسك بالحجاب لكونه جزء من هويتنا أم بالتبرج باعتباره وجها من وجوه الحضارة والحياة المعاصرة؟. التبرج لم يكن من صنع عربي أو إسلامي، عرفته المجتمعات العربية مع دخول الاستعمار، وما صاحب ذلك من إفرازات اجتماعية لدى بعض الأسر التقليدية، أو في بعض الطبقات التي صنعها الاستعمار لخدمة مصالحه والإنابة عنه في البلدان الخاضعة له. كما أنه كلباس وهوية لم توجده ظروف اجتماعية ولا تقاليد عشائرية، ولكن كان موجودا فكرسه القرآن تتميما لمكارم الأخلاق التي جاء من أجلها الإسلام. كما أن شكله ومسمياته تختلف من منطقة لأخرى ، ومن بلد لآخر. ابتداء بالمغرب العربي ، مرورا بالمشرق ووصولا لأقصى الشرق كماليزيا وأندونيسيا ، دون أن نغفل البوابة الجنوبية الشرقية لأوروبا في البلقان وتركيا، قبل أن توحده الشاشات الفضائية، ويأخذ شكله الحالي. تطبعه الموضة وتقام له عروض في أبهى الصالونات والفنادق المصنفة ‼.
صحيح أن الإسلام كان له دور في فرض الحجاب، لكن لم يكن يوما وراء تحجيم المرأة أو الانتقاص من مكانتها. فما أعطاه الإسلام كدين وثقافة للمرأة لم يعطه لها أي تشريع آخر. وبالموازاة مع الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي عموما، أصبح جزء من تاريخنا و من هويتنا، يجب الحفاظ عليه. هو ما يميزنا عن الغرب الذي يريد لنا أن نكون نسخة رديئة له. هذا التميز الذي يوفره لنا ، هو ما يجعله هدفا لهجمات من أطراف عديدة. لأنهم يريدون أن نكون صورة مشوهة لحضارتهم، بزينا وعمراننا وعاداتنا التي كادت أن تنقرض. هم يريدون طمس هويتنا. اليوم يستهدفون الحجاب، وغدا البلغة والطربوش والجلباب والكسكس‼. فما ذنبنا نحن إن كانوا بلا هوية؟. الغرب وليد حضارة لا يتعدى عمرها المئات من السنين. أما نحن فجذورنا تمتد إلى ملايين السنين. فالحاضر لهم ، لكن أكيد أن المستقبل لنا. نحن كعرب وكمشرقيين (وإن كنا في مغربه) ننتمي إلى أقدم الحضارات، لأننا في قلب العالم، ولا يمكن للحضارة في هذا العالم أن تكون سليمة إلا إذا كان قلبه كذلك. انظروا إلى ما يقع في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا، وقارنوا أيهما أكثر تأثيرا في السلم العالمي؟ . فاليمن ,الأردن,فلسطين,العراق و سوريا من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان منذ ملايين السنين، و عرفت حضارات يحاول الغرب طمسها بفكره و جنوده و إعلامه!. صحيح أن الحجاب كظاهرة اجتماعية وتقليد يعكس لنا الظروف الشاذة والاستثنائية التي عاشها و يعيشها المجتمع العربي المتميز بالسيطرة الذكورية التامة و الإقصاء المقصود للمرأة من المشاركة في مجالات الحياة، واختزال دورها في الإنجاب وإشباع الرغبة الجنسية للرجل. وهو ما يتناقض كليا مع تعاليم الإسلام التي جاءت صرخة ثورية في وجه الظلم والإقصاء. الإسلام ثورة للقضاء على الاستعباد و القهر والاستغلال والفوارق بكل أشكالها، قبل أن يكون دينا و قيما و تشريعات. ألم يكن أول من حرر المرأة من الوأد؟. ألم يكن أول من نادي بتعليمها ؟ الم تكن عائشة ام المؤمنين أكثر من نقل عنها الحديث النبوي ؟. هل صحيح أننا أمة المتناقضات بامتياز؟. نضع ديننا أمانة في يد امرأة و نبعدها عن دنيانا ؟. أليس هذا منتهى الغباء؟. في الجاهلية كانوا يؤدون النساء ، وهاهم الآن يحاولون وأدها بطرق أخرى حضارية‼. أليس حرمان المرأة من المشاركة في الحياة العامة وتقزيم فاعليتها وتحجيم شخصيتها و تحجيب عقلها ، و إشعارها بالنقص و العيب وأد من نوع جديد ؟.ما جدوى المهمة النبيلة التي جاء من أجلها الإسلام في هذه الحالة ؟. ما جدوى إنسان (امرأة) يفقد إنسانيته يوما بعد يوم؟. أليس ما نراه من صور خليعة للمرأة في الإشهار و السينما و التلفزيون استعباد لها؟. ألم ننتقل في عصر العولمة من الرقيق الأسود إلى الرقيق الأبيض عبر شبكات دولية منظمة و محمية من أجل الربح السريع تحت مسميات (عولمية) وعلمانية متعددة؟
أعتقد أن الإنسان العربي في غالبيته لم يصل بعد إلى مستوى الفهم الكامل للرسالة النبيلة التي جاء من أجلها الإسلام، وهي الحرية بمفهومها الراقي. كما أنه لم يستوعب مرحلة الإنتقال من الجاهلية إلى مرحلة الحقوق والكرامة والإنصات للآخر وأنسنة المرأة. ينبغي أن لا تكون بضاعة رخيصة لتمرير بضاعة أخرى مشبوهة؟. الحجاب لم يكن يوما عائقا أمام الإبداع والفكر واستخدام العقل . كما أن بروزه بهذا الشكل جاء كرد فعل أمام صور الخلاعة التي تتحفنا بها القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية. لننظر إلى ماليزيا وأندونيسيا ونتمعن فيما وصلت إليه المرأة العالمة والعاملة والطالبة هناك، رغم تمسكها بالحجاب؟. لكن في العالم العربي مع الأسف، إما أنه يستغل من قبل جماعات التكفير والكهوف ، أو يفجر عند البعض الرغبة في التمرد على الهوية ، ودفع الآخر إلى الغلو في التمسك به، واعتباره القضية الأولى في الإسلام، بينما هو ليس كذلك. هل هو عادة اجتماعية أم فرض ديني؟. هنا لا أستطيع أن ألوي عنق مفردات اللغة القرآنية وأفسر الآيات وفق هواي كما فعل الولاة والحكام دائما حتى في أمر الحجاب. وإن كان لا بد من إبداء الرأي بصراحة ، فلن أقول فيه إلا ما قاله عمر بن الخطاب (ض) في الحجر الأسود.
هل هو مسألة شخصية ؟ نعم. ويجب أن يكون كذلك. لماذا الخوف من أن تكون النتيجة لصالح الحجاب، بفرضه أو بقاءه؟. ألسنا هنا ندعو إلى التحرر؟ فلماذا لا ندعو إلى الحرية كذلك؟. لماذا الخوف من نتائج الحرية التي نطالب بها للمرأة؟ أليست الحرية جزء لا يتجزأ؟.لماذا ننتصر للعري ولانفعل كذلك مع الحجاب؟. لم أقرأ أو أسمع قديما أن أحدا أرغم على خلع الحجاب كما وقع في الغرب وبنسب قليلة في بعض الدول العربية . ولا أعلم أن أحدا أجبر على ارتداءه في العالمين العربي والإسلامي. الحجاب ظهر بقوة أكبر ابتداء من التسعينات كتعبير لرفض ثقافة جديدة لم تجد لنفسها أرضية قابلة للاستيعاب. فالهوية إما ثابتة ومطلقة، لا يجب التفريط فيها، أو قابلة للتغيير مبنية على تطور العقل والفكر. من هنا لا يجب أن نحكم النسبي المتغير بالمطلق الثابت.
هل نتبرج حتى العري كما يريد لنا الغرب والبعض من العرب بدعوى الحداثة؟. ليأتي حاخام يهودي ينصحنا بالاحتشام كما فعل الحاخام النيويوركي مع المغنية الأمريكية الحسناء(بريتني) بعد أن بالغت في شرب الكحول والسهر لآخر الليل والظهور في صور خليعة مخلة بالآداب؟. فقبلت بالنصيحة، لتظهر مؤخرا حليقة للرأس‼.
نحن ننتظر دائما من الغرب أن يأتي متأخرا وأخيرا ليحلل لنا ويحرم. ويقول لنا صاحب كتاب (المائة الأوائل) مثلا، أو برنارد شو بأن محمد(ص) أعظم شخصية عرفها التاريخ، وأن عمربن الخطاب(ض) الشخصية الوحيدة التي أنصفت البشرية بعد النبياء!.
هل تشكل المرأة موضوعا لإثارة الرجل ؟. هذا السؤال يحيلنا إلى سؤال أكثر وضوحا : هل نسأل عما إذا كان الخبز يثير شهية الجوع؟.وننتظر جوابا آخر. بطبيعة الأمور، فالجواب هنا لن يحتاج إلى تفكير عميق. لأننا لن نغير من قانون الطبيعة شيئا، سواء أجبنا بالنفي أو بالإقرار. فالإثارة هنا تأخذ طريقا سيارا في الاتجاهين، ولا يمكن إنكار ذلك. صحيح أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل. فإذا كان الرجل بواحا بأحاسيسه في الغالب، فالمرأة كتومة، وإن كانت الأمور تبقى دائما نسبية في الحالتين.
الحجاب لا يعدو أن يكون غطاء للرأس كل يستغله وفق نيته. قد تكون المرأة متبرجة ومستقيمة، وقد تكون متحجبة ويحصل معها العكس. ومن يقول غير ذلك أمامه الشارع والفنادق والمقاهي والحياة بطولها وعرضها. حاليا دخل الحجاب للأحزاب التقدمية والرجعية والجمعيات بكل تكويناتها. لكن دون أن يؤثر على فكر لابسته أو ميولها ومبادئها المتخمة بالحداثة.
وفي نظري فالشعر الذي يغطيه الحجاب أقل إثارة بالنسبة للابتسامة مثلا أو حركات العينين وشكلهما وحجمهما ولونهما. لكن لا اجتهاد مع وجود النص . لأن العقل يبقى عاجز عن تحديد مفاهيم كثيرة وردت في القرآن . و لم نعرف عنها شيئا إلا مع مرور الزمن وتطور البحوث. ومنها من هو فوق الإدراك البشري . فجسم المرأة كله إثارة، وإلا ما معنى أن تكون أنثى؟ وأين أنوثتها إذن إن لم تكن كذلك؟. فهذه الإثارة لا يلجمها إلا الإشباع الجنسي والعاطفي والفكري، أو لنقل الإشباع الديني.
أخيرا يمكنني القول، وأنا الاشتراكي الهوى، أن الإسلام لا يمكن اختزاله في الحجاب. فنسلط عليه كل هذه الأضواء ونترك أولوية الأولويات كالأمية والفقر والارتشاء الذي ينخر الجسد العربي من الماء إلى الماء. أين نحن من الفساد والإفساد الانتخابي؟. لو رجع الغرب و نادى بالحجاب، سنجد ما نغطي به رؤوس نسائنا، لكن لن نجد مع الأسف ما نغطي به عوراتنا فنتركها للريح!
المغرب




#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبراطوريات الوهم العربي


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - ادريس الواغيش - حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية والموروث الديني