أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام خماط - الحل الوسط بين توجهات الاسلامين والعلمانين














المزيد.....

الحل الوسط بين توجهات الاسلامين والعلمانين


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1841 - 2007 / 3 / 1 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الاسلام الحقيقي هو دين العدالة الاجتماعية وليس دين الطقوس والشعائر ولو كان كذلك لاصبح كبقية الاديان التي تدعو الى فتح واحتلال البلدان . فليس هنالك اتجاه من الاتجاهات الفكرية علمانية كانت ام دينية لاتعمل من اجل الوصول الى السلطة من اجل تطبيق الاهداف والمبادئ التي يؤمنون بها ، والا كيف يعملون على تطبيق هذه العدالة بدون سلطة ،
ان فكرة العلمانية هي عزل الدين عن الدولة أي بمعنى انها ترفض ان يكون للدين تاثير او دور في الدولة والسياسة، لان الدين في مفهوم العلمانية هو علاقة الانسان بربه ومن هنا يختلف العلمانيون حول تحديد العلاقة بالدين فمنهم من يرفض فكرة الدين جملة وتفصيلا ويحاربه في عقيدته وهم الماركسيون ، وهنالك علمانية تنفتح على الدين في القنوات العامة لكنها لاتحركه في الواقع كما هو موجود في انكلترا والتي تمنع تاسيس الاحزاب الدينية وكذلك في الهند اما في بقية اوربا فانها تعزل الدين عن الواقع لكنها لاتعلن الحرب عليه، فكل هذه البلدان لاتمنع الحجاب الذي ترتديه المراة بل ولاتمنع الشعائر الدينية كاقامة الصلاة او القداس والسبب في ذلك ان العلمانية الغربية تحمل في داخلها معنى الحرية رغم عدم اقرارها باي دور للدين على مستوى تشريع القوانين، لكن بالمقابل ان لكل الانسان الحق في ان يعيش حريته بطريقته الخاصة شرط ان لاتتعارض هذه الحرية مع القوانين العامة . اما التعريف القديم للعلمانية الذي يبيح لها فصل الدين عن الدولة هو تعريف لم يجد له وجود على ارض الواقع حتى في الدول التي يسود فيها هذا النوع من العلمانية، ذلك انها ظلت جامدة واسيرة الماضي كما يحدث في فرنسا حيث تحارب النزعة الفطرية للتدين عند الانسان وتحولت هذه العلمانية الفرنسية الى حالة جديدة اتسم اعضائها بالتطرف والاستهزاء بكل ماهو ديني .
اما العلمانية الشرقية التى عملت جاهدة على ابعاد الاسلام عن أي دور في الحياة وفي السلطة انما ارادت ان تحصر دوره في اماكن العبادة مما نتج عن ذلك ان بعض علماء الدين لايؤمنون بالعلمانية لانهم يرون ان الاسلام يتسع لنظام الحياة كلها ويمكن له ان يحل كافة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية،وان للاسلام نظرة معينه للحرية لاتبتعد كثيرا عن انسانيته . لقد تاثر علمانيوا الشرق بافكار العلمانية الغربية من خلال تصورهم للدين المتمثل بالكنيسة في اوربا ، هذه الكنيسة التي حاربت الحرية ورفضتها ، فبادر العلمانيون بعد استلامهم للسلطة الى اقصاء الدين عن واقع الحياة ، اذا لابد هنا من وجود حل وسط بين توجهات الاسلاميون من جهة والعلمانيون من جهة اخرى هذا الحل يتمثل باقامة سلطة عصرية تعتمد الاليات والاساليب الديمقراطية اساس للحكم كي تمنع وصول الدكتاتوريات وانظمة الاقصاء مرة اخرى .ان العلمانية الجديدة هي العلمانية التى تفسح للايمان الديني مجالا وتجد له مكانا ليس في هيكل السلطة وانما من حيث احترام الاديان ان لم يكن الاعتراف بها .
ومن صفات العلمانية الجديدة يجب ان تقوم على قضية المواطن الفرد مهما كان انتمائه الحزبي او الطائفي او القومي ومثل هذه الصفة سوف تزيل مخاوف الجميع وتفتت التعصب والولاء الضيق وتساهم في تعزيز هوية الوحدة الوطنية وتمنح الحرية الواسعة في التحرك لاي مجموعة مع اخرى مهما كانت بوئام وسلام اجتماعي على اساس ان الوطن للجميع وعلى الدولة ان لاتجعل من الدين امرا ثانويا وان تطلق حريته وتحركه في اوساط المجتمع كونه رابطة بين الانسان وربه ورابطه بين الانسان وغيره من البشر والاعتراف بالدين بما له من دور فاعل يحمي الانسان من الانزلاق نحو الانحراف والجريمة فالدين هو حالة من السمو الروحي الذي تحتاجه المجتمعات لانتاج القيم والمعنويات الضرورية للحياة .
ان بعض الاسلامين بدأو بقبول بعض المبادئ السائدة في النظم العلمانية على اساس قراءة جديدة للنصوص الدينية والتوسع في فهمها ، فقد اقتنعوا بان تلك المبادئ قابلة للتاقلم مع أي مجتمع كالتعددية والدستورية والبرلمانية ، واعتبار الديمقراطية وسيلة يراد بها ادارة الحكم والسلطة ، والقضاء المستقل، والاعتراف بالاخر ،والايمان بالحوار كوسيلة لفض الخلافات وتحريم العنف وتاسيس المجتمع المدني ودولة القانون والمؤسسات.
والعلمانية الحديثة هي اطار تنظيمي يدير السلطة السياسية ويحفظ شرعية الدولة باعتبارها لكل المواطنين وتفعل حقوق الانسان وحرياته كحرية الاعتقاد ومنها الاعتقاد الديني كما تحفظ حقوق الاقليات من هيمنة الاكثرية وتبعد التسلط الطائفي والمناطقي والحزبي وبالتالي فانهاتعتبر وسيلة لتاكيد التعايش السلمي المشترك بين مكونات الشعب العراقي على اساس المواطنة........





#سلام_خماط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافات الفكرية كيف اصبحت وسيلة لدى السياسين في اثارة الفتن
- لماذا اصبحت بغداد مركزا للفتنة
- الحجاب في الاسلام
- مصالحة وطنية ام مصالحة سياسية
- الارهاب والتالق في فلسفة الباطل
- لعبة السياسة المارقة
- الورقة الاخيرة


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام خماط - الحل الوسط بين توجهات الاسلامين والعلمانين