أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - الورقة الاخيرة















المزيد.....

الورقة الاخيرة


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الاغتيالات السياسية في زمن صدام بالشيء الجديد لأنه ونظامه مارسوها طيلة فترة حكمهم الذي امتد إلى ما يقارب طيلة فترة أربعة قرون ولكن بعد سقوطهم المدوي ونتيجة للانفلات الأمني بدأو ينشطون من جديد حتى عقدوا المؤتمرات في بعض البلدان العربية الحاضنة لهم ،والصداميون ليس بالضرورة إن يكونوا بعثيين وهنالك من هم محسبون على الدين أو على مذهب معين أو حركة سياسية جديدة وبأسماء مختلفة من حيث الشكل لكنها متطابقة من حيث الجوهر ،وهولاء بمجموعهم يمثلون الخط الصدامي الجديد الذي يسعى بشتى الوسائل والطرق على إعاقة العملية الديمقراطية من اجل إفشالها والاستحواذ على مراكز السلطة حتى يرجعوا بالعراق عهود الظلام مرة أخرى .
إن المنزلق نحو الحرب الأهلية والطائفية ينسج خيوطه أعداء العراق في الداخل والخارج هنالك ورقة أخيرة يلعبها الصادميون هي ورقة الطائفية هذا ما تنبأ به الكاتب الرحوم هادي العلوي في منتصف التسعينات من القرن الماضي .ففي الفترة الأولى لتغير النظام كان المستهدف من الهجمات الإجرامية هي دور العبادة من كنائس ومساجد وحسينيات ثم أصبح القتل بعد ذلك على الهوية أي بعمليات منظمة ومخطط لها بعد ذلك أصبح القتل من غير تميز عندما تنفجر سيارة وسط سوق أو شارع فإنها وبكل تكايد لا تميز بين من هم في هذا الشارع أو السوق، هل هم من الشيعة أم من السنة هل هم عرب أم أكراد ، مسيحيون أم صابئة .
إن الجهات التي تقف وراء إعمال العنف هذه إنما تقصد إشاعة حالة من الرعب والخوف في دوامة من ضياع الأمن والاستقرار وان النسبة العظمى من هولاء ألقتله هم من فلول النظام الصدامي المجرم وبعض من فلول السلفية المندحرة وخاصة الوهابيين الذين يدل تاريخهم على إجرامهم وما فعلوه من مجازر في كربلاء والطائف في بدايات القرن العشرين إن سياسة هولاء هي خلط الأوراق حتى يقال فيما يقال من بعض السذج من الناس وما أكثرهم بان الأوضاع في زمن صدام أفضل بكثير مما هي علية الآن حيث الأمن والاستقرار بل وتمتد أوجه المقارنة لتشمل مفردات البطاقة التموينية وكيف كان المواطن يستلمها وبانتظام ناهيك عن المقارنة بين الأسعار سابقا وحاليا وخاصة أسعار المشتقات النفطية .
إن الفساد الإداري الذي طال أكثر دوائر الدولة إنما يقدم الخدمة الكبرى لأعداء العراق الجديد فنقص الخدمات وعدم تنفيذ المشاريع رغم رصد المبالغ الطائلة لها بحاجة إلى وقفة شجاعة من قبل أجهزة السلطة التنفيذية وخاصة ضد المقصرين من رؤساء الدوائر والمجالس البلدية ومجالس المحافظات ،كما إن هنالك نقطة مهمة وحساسة أود إن أعرج عليها وهي إن اغلب رؤساء ومدراء اليوم هم أنفسهم في زمن النظام المقبور واني كمواطن عراقي لا أجد مبررا واحد لبقاء هولاء الوصوليون في هذه المراكز الوظيفية الذين ساعدوا على إهدار المال العام وان هادر المال العام والإرهابي وجهان لعملة واحدة.
لقد استمل النظام البائد هولاء الوصوليون ليطفحوا على السطح كما استعمل أساليب الكيد والبغض وكتابة التقارير الكيدية وسيلة للقضاء على معارضيه من سياسيين وحركات دينية وحتى مستقلين وفقا لمبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي لقد قرب صدام العناصر الهزيلة من كل فئات المجتمع الدينية والقومية والمذهبية والعشائرية ليتاجر بأسمائهم التي لا تمت لمذهب ولا لدين أو قومية بصلة وجعل من بعض هولاء في أعلى سلالم الحزب والدولة .
إن الأمريكان اختاروا للعراق النوعي العرقي والطائفي حلا ومنهجا في بنيوية الدولة وكأنهم رسموا مستقبلا ملغوما لأجيال هذا البلد وهذه السياسة هي امتداد لسياسة البريطانيين عندما احتلوا العراق في الحرب العالمية الأولى حتى جعلوا من ارض العراق ساحة حرب وتصفية حسابات مصلحيه إلا إن هذه السياسات لم تنجح وستفشل كما فشلت سابقا عندما حدث الصراع بين العثمانيين والصفويين على ارض العراق حيث اخذ يبادر السني بحماية الشيعي ويبادر الشيعي بحماية السني وخير دليل على كلامنا هذا ما رينا في الوقت الحاضر وقبل عدة أيام وفي إحدى الفضائيات عندما عرضت مشهدا يصور 75 عائلة سنية وفي شارع واحد في مدينة الصدر الشيعية وبحماية الشيعة ويروي لنا التاريخ إن احد علماء الشيعة قد أفتى بان السنة هم الموالون لعلي ابن أبي طالب و لا يجوز قتلهم كي يقطع الطريق على قرار الصفويين بذلك .وقد ذكر الدكتور الشهيد على شريعتي في كتابه ( الإمام علي في محنه الثلاث ) إن التشيع العلوي هو تشيع من اجل الوحدة والتشيع الصفوي وهو تشيع وجد من اجل التفريق .
وفي الجانب الثاني كان العلامة أبو الثناء ( محمد شهاب الدين الالوسي ) المتوفى في سنة 1852 ميلادية صاحب تفسير روح المعاني الذي يعتبر من ابرز علماء السنة في العراق والذي تلقى دروسه على يدي الشيخ علي السويدي وهو أيضا عالم معروف من علماء السنة يقول عنه الالوسي :"من الإنصاف القول إن السويدي لم يدنس قلبه بدعاوى الوهابية الجاهلة بل كان احمديا صادقا". وكان الالوسي يزدري السلفيين والوهابين على وجه الخصوص ويعتبرهم مارقين ومشعوذين إلا إن اقرب المقربين إليه كان من الشيعة وأهل التصوف والأمثلة على روح العلاقة الأخوية الحميمة بين السنة والشيعة عبر التاريخ تطول منها العلاقة بين أبي حامد الغزالي وصدر الدين الشيرازي فقد كان الأول سني شافعي والثاني شيعي إمامي والعلاقة بين الإمام أبي حنيفة النعمان وزيد بن علي بن الحسين وكيف دعم أبو حنيفة ثورة زيد بن علي ودفع حياته ثمنا لذلك عندما سجنه المنصور ودس له السم ومات في سجنه .
إن العراقيين لم يحدث بينهم على امتداد التاريخ نزاعا دينا واحد وحتى لو حدث ذلك سنجده من تداعيات سياسية خارجة أو صراع بين دول الجوار الذين يغذون التناحر الداخلي حيث لا يملك العراقيون في حيثياته لا ناقة ولا جمل من هنا نجزم بان أي ترويج قومي أو عنصري أو ديني طائفي تنهجه القوى السياسة الحالية داخل السلطة وخارجها فهو محض جهالة وانزلاقة جديدة لا يزيدها إلا بعدا عن الروح العراقية المتسامحة والمتحابة منذ أقدم العصور وان هذا الانزلاق لا يكون إلا أداة طيعة لصالح أعداء العراق والساعين إلى فناءه وبتالي فلا تنال تلك القوى إلا الكره والانتقاد الذي أصبح وسيصبح مصير كل من أراد للعراقيين تناحرا قوميا أو طائفيا مقيتا .



#سلام_خماط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...
- عاجل | عمدة كوتيناي بولاية أيداهو الأميركية: مقتل شخصين وإصا ...
- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - الورقة الاخيرة