أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد القطاونة - فقه الأولويات العقدي وأزمة البرهنة في علم الكلام














المزيد.....

فقه الأولويات العقدي وأزمة البرهنة في علم الكلام


محمد القطاونة

الحوار المتمدن-العدد: 8571 - 2025 / 12 / 29 - 19:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن عدم استخدام فقه الأوليات يمكن أن يؤدي إلى العديد من الإشكاليات الفكرية والتفسيرية، سواء في المجال الديني أو الفلسفي أو حتى في الحياة اليومية كالوقوع في التناقضات، التحريف والتأويل الخاطئ، ضعف النقد والتفكير النقدي ويأتي نموذج (علم الكلام) الذي فرض تلك المسائل العقدية على طاولة النقاش والاستدلال، فالناظر الى نشأة علم الكلام يجد انه قام على عدد من الغايات أولها: بيان العقيدة الإسلامية والبرهنة بالأدلة النقلية والعقلية على صدقها وثانيها الرد على مزاعم وشكوك الطاعنين وثالثها: مناقشة عقائد المخالفين. وهذا ما أشارت إليه الكثير من التعريفات لعلم الكلام، فذهب ابن خلدون (ت:808ه) بقوله في تعريف هذا العلم بقوله :" هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف " ويتفق الفارابي( 339ه) كذلك مع ابن خلدون بقوله " وصناعة الكلام ملكة يقتدر بها الانسان على نصرة الآراء والافعال المحددة التي صرح بها واضع الملة وتزييف كل ما خالفها بالأقوال" وذهب الى ذلك غيرهم، نستطيع ان نستكشف ومنذ البدء أن علم الكلام ومن خلال التعريفات السابقة ومثيلاتها في التعريف عند العلماء يظهر لنا أن علم الكلام هو منهج وليس العقيدة ذاتها، فالحجِاج التي يشير لها الفارابي وابن خلدون هي الأدلة على أثبات العقائد فهي اذا منهج لإثبات الحقائق لا الحقائق ذاتها . وهذا الاستنتاج يقودنا الى تفعيل وممارسة فقه الأولويات في المنهج من حيث جانبين، الأول منهما مسألة تقديم المسائل التي من حقها التقديم والتي يفرضها الواقع، فينهض أهل العقيدة الى تقديم هذه المسائل على غيرها للضرورات المعاصرة، وهذا تماما ما مارسه علماء العقيدة سابقا بحيث يبنون سلم الأولويات حسب الحاجة الملحة التي يفرضها الواقع. والمسألة الثانية منهج الاستدلال وتغيره من واقع الى واقع آخر يفرضه السياق والمكان الذي يمارس فيه المدافع عن العقيدة منهجاً مناسباً لتلك المسائل إن كانت إقراراً أو دفاعاً.
ومن الأمثلة على تقديم المسائل وتأخير بعضها في ضوء فقه الأولويات العقدي حسب الواقع والمكان نجد أن علماء الكلام كانوا يمارسون هذا المنهج، فهذا الإمام الغزالي عندما ألّف كتابه الشهير (فضائح الباطنية) كانت الدوافع وراء هذا الموضوع دوافع فرضها الواقع المعاصر، فلقد كانت الدولة الإسلامية تتعرض الى خطر الجماعات الباطنية، يقول جولد سيهر في تقديمه على كتاب فضائح الباطنية للغزالي : بأن الدوافع والظروف التي دعت الغزالي الى تأليف هذا الكتاب، هي استفحال أمر الدعوة الباطنية على يد الفاطميين الذين بثوا الدعاة في أرجاء بلاد الخلافة دعوة للخليفة الفاطمي المستنصر، وما جرى على يد الباطنية من إرهاب وسفك للدماء . ولهذا استهدف الغزالي من هذا الكتاب "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية". هدفين راع بهما فقه الأولويات العقدية، أولاً: إظهار فضائح الباطنية، وهو أمر يتعلق بالعقيدة ثانيا: بيان فضائل المستظهرية، أي خلافة المستظهر بالله العباسي، وهو أمر يتعلق بالسياسة، ومن هنا جاءت تسمية الكتاب بـ “المستظهري" في "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية". فهذا التقديم الذي مارسه الغزالي لموضوع الباطنية في العقدية والسياسة عن غيره من الموضوعات العقدية وتفكيك أسس المعرفة لديهم دليل على ممارسة التقديم والتأخير في طرح المسائل العقدية في ضوء فقه الأولويات والمسائل المستجدة. وفي موقع آخر وسياق مختلف اكتفى الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) عدم التطرق الى موضوعات الباطنية. فقد ذكر وهو يتحدث عن موقفه من (الباطنية): وليس المقصود الآن بيان فساد مذهبهم، فقد ذكرت ذلك في كتاب "المستظهري". وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من شرعية القول بفقه الأولويات العقدي لأننا نتحدث حول منهج، والمناهج بطبيعتها قابلة للتجديد والتطور والتقديم والتأخير إذا قدمت نفس الغرض والغاية.



#محمد_القطاونة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات الصراع بين الأنسنة والوحي
- تفكيك البنية المعرفية للإلحاد المعاصر: قراءة نقدية في الأسس ...
- ما العرفان ؟
- التخيل المقاصدي في الفقه الاسلامي في حل الإشكاليات المعاصرة
- الدارونية واشكالية المعرفة
- العقل في محراب الوحي لإبراز دورة الحضاري
- المنهج الشكي في مواجهة اليقين
- اولويات النقد الفكري
- الإسلام وعالمية الأبستمولوجيا التشاركية للمعرفة
- اشكالية الدين والدولة
- حرية الفن الإسلامي من التجسيد الوثني والقيد الكهنوتي
- الفن في الفكر الاسلامي
- قراءات نصية: الوحي في النصرانية وظهور الهرمنيوطقيا
- القراءات الحداثوية للنص المقدس ج1
- الاحتجاجي اليوناني والاحتجاج المقدس


المزيد.....




- -الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام--حبر العالم ...
- سوريا.. ضوابط بشأن الليرة الجديدة وفتوى حول حذف صفرين منها
- تركيا: إصابة سبعة شرطيين في اشتباك مسلح مع عناصر يُشتبه بانت ...
- مقتدى الصدر يوجه رسالة للمسيحيين في العراق بمناسبة العام الم ...
- بن غفير يدفع بقانون لتقييد الأذان في المساجد بنظام تصاريح مش ...
- بن غفير يقود معركة جديدة لمنع رفع الأذان داخل الخط الأخضر
- الصدر: دعاة التطبيع وداعمو الفساد لا يمثلوننا ولا يمثلون الم ...
- موازين القوى تتغير.. -ثوار- بنغلاديش يشكلون تحالفا انتخابيا ...
- الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي جديدا لحظر رفع ا ...
- مجلس الإفتاء الفلسطيني يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر الأذان ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد القطاونة - فقه الأولويات العقدي وأزمة البرهنة في علم الكلام