أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابراهيم عرفة - إجماع لفقهاء على احتقار وكراهية المرأة














المزيد.....

إجماع لفقهاء على احتقار وكراهية المرأة


محمد ابراهيم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدمة
حينما نطالع كتب الفقهاء والآثار المنقولة عنهم في القرون الأولى، يلحظ القارئ بوضوح أن المرأة كانت موضوعًا لأحكام فقهية متشددة، تعكس رؤية دونية تجاهها، وتجعلها أقل شأنًا من الرجل في أغلب المجالات: في الشهادة، في الدية، في الولاية العامة، وفي تحديد مكانتها الاجتماعية والدينية. ولم يكن الأمر مجرد اجتهادات فردية، بل سُمّي ذلك "إجماعًا" عندهم، حتى صار من المسلمات الفقهية التي تكررت في معظم كتب التفسير والفقه والأصول. فيما يلي عرض لأبرز "الإجماعات" التي نقلها الفقهاء، والتي تشترك جميعها في هدف واحد: إذلال المرأة والحطّ من شأنها.
أولاً: عدم قبول شهادة المرأة في الحدود والقصاص
قال ابن العربي: "أجمع أهل العلم على عدم قبول شهادة المرأة في الدماء والفروج" (أحكام القرآن). وقال ابن القطان: "لا تجوز شهادة النساء في الحدود باتفاق، لا مع رجل ولا مفردات" (الإقناع في مسائل الإجماع). وقال ابن الهمام: "لا تقبل في الزنا شهادة النساء مع الرجال، ولا نعلم في ذلك خلافًا" (فتح القدير). وقال أبو عبيد: "لا تجوز شهادة النساء في الحدود والقصاص باتفاق" (شرح صحيح البخاري). وقال ابن هُبيرة: "واتفقوا على أن النساء لا تقبل شهادتهن في الحدود والقصاص" (إجماع الأئمة الأربعة). وقال الشافعي: "لم أعلم أحدًا خالف في أن لا يجوز في الزنا إلا الرجال" (الأم). وقال ابن المنذر: "أجمعوا على أن شهادتهن لا تقبل في الحدود" (الأوسط). النتيجة: إجماع على أن شهادة المرأة باطلة في أعظم القضايا، وكأن صوتها لا قيمة له.
ثانياً: دية المرأة نصف دية الرجل
قال ابن عبد البر: "أجمع العلماء على أن دية المرأة نصف دية الرجل" (الاستذكار). وقال ابن قدامة: "وحكى غيرهما عن ابن علية والأصم أنهما قالا ديتها كدية الرجل، وهذا قول شاذ" (المغني). وقال الشافعي: "لم أعلم مخالفًا في أن دية المرأة نصف دية الرجل" (الأم). وقال الطبري: "لا خلاف بين جميع أهل العلم في دية المؤمنة على النصف" (تفسير الطبري). وقال القرطبي: "أجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل" (تفسير القرطبي). وقال ابن رشد: "اتفقوا على أنها على النصف في النفس فقط" (بداية المجتهد). وقال السرخسي: "أجمع أهل العلم على أن بدل نفس المرأة على النصف من بدل نفس الرجل" (المبسوط). وقال ابن المنذر: "أجمعوا على أن دية المرأة نصف دية الرجل" (كتاب الإجماع). النتيجة: حياتها تساوي نصف حياة الرجل، بفتاوى مدعومة بآثار الصحابة.
ثالثاً: عدم تولي المرأة الخلافة والإمامة الكبرى
قال الجويني: "وأجمعوا على أن المرأة لا يجوز أن تكون إمامًا" (الإرشاد). وقال ابن حزم: "وجميع فرق القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة امرأة" (الفصل). وقال الشنقيطي: "من شروط الإمام الأعظم: كونه ذكرًا، ولا خلاف في ذلك" (أضواء البيان). وقال القرطبي: "وأجمعوا على أن المرأة لا يجوز أن تكون إمامًا" (تفسيره). النتيجة: إقصاء تام للمرأة عن القيادة العامة مهما بلغت مكانتها.
رابعاً: المرأة عورة كلها إلا الوجه والكفين
قال السمعاني: "الأصل أن بدن المرأة كله عورة إلا وجهها للحاجة" (قواطع الأدلة). قال ابن حزم: "اتفقوا على أن شعر الحرة وجسمها عورة إلا الوجه واليدين" (مراتب الإجماع). قال القرطبي: "أجمعوا أن المرأة عورة إلا وجهها وكفيها" (تفسيره). النتيجة: تصوير المرأة كلها كـ"عورة"، لا ينظر إليها إلا كجسد يجب إخفاؤه.
خامساً: تكفين المرأة حيّة!
قال البوطي: "ثبت الإجماع أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة، ومن يزعم انتفاء الفتنة اليوم فهو مكابر" (إلى كل فتاة تؤمن بالله). قال محمد شفيع الحنفي: "اتفق جمهور الأمة على منع النساء الشواب من كشف الوجوه والأكف" (المرأة المسلمة). قال السهانفوري: "اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه" (بذل المجهود). قال ابن رسلان: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (شرح سنن أبي داود). النتيجة: الفقهاء لم يكتفوا بفرض الحجاب، بل جعلوه كفنًا للمرأة وهي حيّة، لا تُرى إلا كظلّ محجوب.
الخاتمة
ما عرضناه هنا ليس أقوالًا فردية متفرقة، بل هو منظومة كاملة من الإجماعات المتكررة عبر القرون، وكلها تصب في اتجاه واحد: تقييد المرأة، الانتقاص من كرامتها، وتقنين إذلالها باسم الدين والفقه والإجماع. إن إعادة النظر في هذه المرويات والفتاوى باتت ضرورة، لفهم كيف تحولت الشريعة من رسالة عدل ورحمة، إلى منظومة صُنعت لتكريس التمييز ضد المرأة، حتى صار اسم "الإجماع" غطاءً لتهميش نصف الأمة.



#محمد_ابراهيم_عرفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسة الطبيعية الاولى مهد الفكر الفلسفي
- سيرة حياة ابراهيم النظام اول تنويرى في الاسلام
- المهدى المنتظر خرافة صدقها المسلمين نقد أسطورة المخلص في الا ...
- كيف جعل الفقهاء عقوية تارك الصلاه عقوية دموية


المزيد.....




- عاجل | بيان لـ21 دولة عربية وإسلامية: نرفض بشكل قاطع إعلان إ ...
- تاكر كارلسون: تصوير -الإسلام الراديكالي- كتهديد لأمريكا -دعا ...
- عراقجي: لدينا مبدأين غير قابلين للتنازل: سلمية البرنامج الن ...
- حمص تشيّع ضحايا تفجير المسجد وغوتيريش يندد بالهجوم
- المالكي: المسيحيون ملتزمون برفض التطبيع وأي تصريح فردي لا يم ...
- ترامب يرفض اعتراف إسرائيل بـ-أرض الصومال- وسط إدانة عربية وإ ...
- قائد الثورة الإسلامية في إيران :الحاجة الملحّة اليوم هي إلى ...
- مصر.. البرادعي يرد على مناشدة شيخ الأزهر -ضمير الإنسانية-: ق ...
- المسيحية الصهيونية: تناقض لاهوتي ومفارقة تاريخية
- واشنطن تشن ضربات جوية -تصفها بالقاتلة- ضد تنظيم الدولة الإسل ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابراهيم عرفة - إجماع لفقهاء على احتقار وكراهية المرأة