أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابودية - حين يتكلم العار باسم القانون














المزيد.....

حين يتكلم العار باسم القانون


جمال ابودية

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست فلسطين قضية حدود، ولا خلافًا عابرًا على جغرافيا، بل امتحانٌ أخلاقيّ مفتوح، تُقاس به كرامة المواقف قبل صخب الشعارات. ومن هذا الامتحان يسقط أولئك الذين قلبوا المعادلة، فصاروا يجرّمون فعل التحرر، ويمنحون الشرعية للاحتلال، ويضعون الضحية في قفص الاتهام بدل الجلاد.

لقد عرف العالم، منذ فجر حركات التحرر، أن المقاومة ليست خيارًا أيديولوجيًا بل ضرورة وجودية. وحين يُجرَّم الساعي إلى حريته، فهذا إعلان صريح بانحياز السلطة إلى ميزان القوة لا إلى ميزان العدالة. وهنا لا يعود الصراع سياسيًا فقط، بل أخلاقيًا: بين من يرى في فلسطين قضية حق، ومن يراها عبئًا يجب التخلص منه.
إن تجريم تحرير فلسطين ليس خطأً سياسيًا فحسب، بل انحدار أخلاقي كامل، وخروج فاضح من التاريخ. هو محاولة يائسة لغسل يد الجريمة بماء القانون، وتزيين الخضوع بلغة “الواقعية”، وتسويق العجز على أنه حكمة، والخيانة على أنها اتزان. لكن التاريخ لا يُخدع بالمصطلحات، ولا يُخدَّر بالبيانات.
ستبقى بصمة العار تلاحق كل من تواطأ على تشويه معنى المقاومة، وكل من شارك – صمتًا أو قولًا أو تشريعًا – في تحويل حق الشعوب في التحرر إلى تهمة. فالقضية التي وُلدت من رحم الظلم لا تموت بتوقيع، ولا تُسقِطها قرارات، ولا تُلغى بإعادة تعريف اللغة.
وما أكثر الذين ارتدوا ثوب “الحياد” ليخفوا خوفهم، أو تزيّنوا بلغة “السلام” ليبرروا اصطفافهم مع الغالب. هؤلاء لن تنقذهم البلاغة، ولا تحميهم المناصب، لأن الذاكرة الجمعية لا تنسى من خان لحظة الحقيقة. فالتاريخ لا يكتب أسماء المترددين بحبر الشرف، بل يسجلهم في الهامش المظلم للأزمنة الرديئة.
ستبقى فلسطين مرآة كاشفة: تفضح الزيف، وتعرّي الخطاب، وتُسقط الأقنعة. وكل من يجرّم تحريرها إنما يوقّع، بوعي أو بدونه، على وثيقة إدانته الأخلاقية. أما الشعوب، فتعرف بالفطرة أن الحرية لا تُدان، وأن المقاومة ليست جريمة، وأن العار الحقيقي هو الوقوف ضد الحق حين يكون مكلفًا.
قضية التحرر الفلسطيني تظل معياراً أخلاقياً يكشف المواقف الحقيقية للأفراد والدول، والتاريخ سيحكم على من وقف مع الحق ومن خذله.



#جمال_ابودية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتغوّل السلطة على الثقافة
- اختراق الجبهة الثقافية وغياب المشروع الثقافي المقاوم .
- اختراق الجبهة الثقافية وغياب المشروع الثقافي المقاوم .
- شرعية الاتفاق البكيني بين الفصائل الفلسطينية
- عقول مإسورة بالصراعات


المزيد.....




- ساهم بالعديد من الاكتشافات.. عالم الآثار الجنائية هذا في مهم ...
- فيديو متداول لـ-تحطيم عناصر الأمن السوري شجرة عيد الميلاد-.. ...
- اليمن.. العليمي يعلق على استجابة السعودية لحماية المدنيين من ...
- -2025 عامٌ مات فيه الغرب، والمقبل قد يكون أسوأ- - مقال في ال ...
- غزة: غاراتٌ وقصفٌ مدفعي وأزمة وقود بالمستشفيات.. وترامب يحضر ...
- -هل يعرف أحد ما هي؟-.. ترامب يرفض اتباع خطى إسرائيل في الاعت ...
- زيلينسكي: الهجمات الروسية الأخيرة تؤكد رفض موسكو إنهاء الحرب ...
- كأس أفريقيا تنعش أسواق الرباط وتحوّلها إلى فضاءات نابضة بالح ...
- الملك تشارلز يثمن وحدة التنوع المجتمعي ببريطانيا
- بالاو توافق على استقبال مهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال ابودية - حين يتكلم العار باسم القانون