التعليم الديني في المدارس الابتدائية

أحمد علي حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 13:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تمهيد :
لقد كان التعليم الديني في المجتمعات العربية مادة اساسية في الفصول الابتدائية الى جانب مادة القرآن ، ونحن كمجتمعات محافظة نحرص على التعليم الديني ما أن نرى نضج الطالب وقابلية تعلمه لهذه الرسالة الاسلامية اوالمسيحية ، وفي الصفوف الاولى يتعلم التلميذ ويأخذ السلام والامان من هذه التعاليم الاي تجيبه على اسئلة قد سيتفير عنها ك : من الخالق ولماذا خلقنا و... ما الى هنالك من اسئلة قد لذة في طرحها ويتأمل ان يكون الجواب مرضيا له ولفطرته الانسانية ، ولكن حالما يخرج التلميذ الى المجتمع يجد فروقات بارزة في الجو الديني ويتغير عليه محور ما تم تلقينه لهفي المدرسة( حيث الامان وفي المجتمع حيث العنف)
وفي هذه المقالة سوف نناقش هذه القصية المهمة والشيقة من حيث البحث فيها ، لتقديمها الى القارئ والباحث بلغة مبسطة ودون تعقيدات


ـ ماذا يتعلم التلميذ في المدرسة ؟
يتعلم اساسيات الدين من حرام وحلال وبعض من قصص الانبياء والاولياء الصالحين ، وهذا امر ممدوح وعقلاني بأن يتطرق المنهج لهذه الروايات التي تتناول تعلم التلميذ للأخلاق والخوف من افتعال الشر والشيء المذموم اجتماعياً ، وهذه القصص الرمزية احيانا نجعل بعض التلاميذ ان لم نقل جلهم يتأثرون ويصبح فعل الخير والصلاح داخل اللاوعي الباطني ، ويتغير سلوكهم تدريجياً كلما تعمق الشرح في هذه القضايا .وهنا لا بد من الوقوف على قضية مهمة وهي ان اعتبارات الحالة الاقتصادية للتلميذ لا تفيد الحال بأن نعتبره غنياً او متوسط الحال في معظم تأملاتنا للموضوع ، فالتلميذ يكون عادة فقيراً نفسياً ولا تجربة لديه في هذه المرحلة التعليمية وحتى ان كان اهله اغنياء ، والاصعب بأن يكون فقير فعلياً ..

خروج التلميذ للمجتمع
وما أن يخرج التلميذ على المجتمع بنيته الصافية وفلسفته البسيطة حتى يتعرض للتنمر بأنواع جارحة وأقاويل مشوشة لذهنه ، سواء كان من محيطه ام من وسائل الاعلام ، وهذا الاذى الذي يتعرض له سوف يؤثر على سلوكه ليصبح في منطقة بين الخير وللشر وهذه المنطقة الاخطر التي يجب تجنب الوصول اليها ،
مسؤولية الاهل في البيوت
•
يجب على الاهل متابعة منهاج الديني الذي يدرسه الطالب يوميا او اسبوعياً والاطلاع عليه وقراءته حتى لا يتم الخلط بين اخلاق المدرسة والمنهج واخلاق الشارع والعامة ..
• ويجب على الأم بالتحديد تعليم أبناءها الدين من داخل المنهج والتطرق الى افكار وتعاليم الكتاب بصيغة واقعية اكثر تحاكي فيها موضوع الخير والشر والالتزام الديني بعيدا عن التعصب وازدراء الاديان الأخرى .
مسؤولية المدرسة
ويقع على المدرسة تطوير مناهج التعليم الديني حتى تكون مواكبة للعصر وللأجيال الناشئة الجدية ، بحيث تكون غير منفرة ومخيفة للتلميذ
والعمل على تحقيق ثقة التلميذ بنفسه عبر القيام برحلات والقيام بندوات لمناقشة افكار العصر وما يتبعها من مسؤوليات تجاه المجتمع والحياة
ثانياً ، على المدرسة ان تدرس المنهج اكثر تفادياً للوقوع امام مشكلات قد يواجهها الطالب في تصديه للحق والباطل ، وأقصد هنا التعصب الديني الأعمى لأفكار ومعتقدات .
في الخاتمة
لا يسعنا الا ان نشكركم مجلة منهجيات وجميع الاسرة العاملة في الحقل التربوي واتمنى ان تصل الرسالة الى المعنيين لأنها قضية خطيرة قد تقف عائقا امام تطور مجتمعاتنا وانتشار الرذيلة والفساد والخلق السيء .
دمتم

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل