أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد عاطف - ارث في المحكمة














المزيد.....

ارث في المحكمة


ماجد عاطف

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 15:34
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة/ ماجد عاطف
اهداء، وكيلا أنسى: إلى روح الشهيد بإذن الله ابو العبد، دون بيعة أو مبايعة.

على مدخل مسجد النساء وقفت تتكلم بصوت مرتفع مقصود:
- طلبت منه أربع مرات وما وافق، اشهدن.
سكتت قليلا. جذبت غطاء رأسها من جانبه السفلي المنهدل على جيبها ورتّبته، ثم أضافت لأخرى مع اجتماع النساء عليهما:
- يريد أن يأكل حقي..
- كلّهم ظالمين. رجال ما بعرفوا ربنا.
علقت الثانية.
تعود للباحة الداخلية لمسجد النساء وتختفي في الداخل لتواصل هناك، ويمر الناس مسرعين أو منشغلين التقطوا القليل من قولها وربما يضيفون إليه من عندهم، اطلاعهم أو تقديرهم. ينقل الموقف بعد نصف يوم مصل إلى أخيها، يعرفه وبينهما ما بينهما.
أخوها في موقع عام له صورته وخلفياته وضوابطه. لما فرغ الرجل من كلامه، طلب منه همساً بعيدا عن الهاتف أو أي شيء يمكنه الالتقاط في مكتبه، أن يوصل اليها بطريقته "الذهاب إلى المحكمة وطلب ما تريد هناك".
الاتفاق الودي ثم الذهاب للتوثيق والتقسيم والتنازل، يعني أن الأمور تمت بالتراضي وعلى ما يرام، بينما هي ليست كذلك. وتعرف هي، كما سيعرف القاضي حينها، أن القرار المتخذ ولو استند على الشرع، سيتحملان هما مسؤوليته بحكمه ورسمه واسمه. وفي المستقبل سيتجنّب أي مسؤولية حال انكشاف ما..
ذلك فهمه من أحاديث اعتقال هنا، وأخرى هناك، على التوالي. وأكدته هي في أوقات ظهور مفاجئة، يكون يقاتل فيها ذرات الغبش والجو..
ولها زوج، وبالغة عاقلة مميزة، ولها ولد.
لم ينجح في دفعها بمحض المغاضبة وصرف الوجه. كأنها إلى ذلك، بعدما بدر الذي بدر، تريد التزاما بألا يشير اليها في شيء. إنه ذريعة في الحالتين الاقبال والادبار، فرض النفس والماهية المخفية، بينما لو قبل سيكون قد تورّط. بالكاد كظم غيظه في المناسبات وأظهر صلة الرحم. خلفها تأليب موجّه وتكالب يريد أن يبقي يده عليا.. لقد افسد هؤلاء العائدون من أماكن لا يعلم أحد ما كانوا عليه في الحقيقة، ولا كيف تضاعف سوؤهم عندما استقروا باتفاقيات وتعصب وتسلط، كل شيء هنا.
موقعه حسّاس يوجب عليه الاشارة، وإذا ما امتلك دليلاً فتقديمه، لكن ليس لهؤلاء بل لمن يحسن الاستعادة والاحتواء. كان في استطاعتها، استطاعتهم، ألا يكشفوها عليه، كما استطاعوا سحبها بخفة. والحالة المتبقية هي أنهم يريدون ضربه بها، هي أخته لترافق حركته بين الناس بصفة مباشرة ومستمرة، وتهزّ الثقة وتتسبب بالضجة.
احتاط لذلك بأن أعفى نفسه من مسؤولياته مكلّفا بها مساعده، والتفت للخرق هذا يحاول فهم مصدره وكيف حدث.
ولا يستطيع أن يحدد ما إذا كان لزوجها علاقة. طبّق عليها الأخذ بالظاهر وطبّق معاملتها معاملة المنافقة.. وله هو التبسّم وفي القلب شوك وغضى، لكنه أقل ضرراً لأنه رجل.
وإنها لتومئ له عند الزيارة في مكتبه الذي قرروه له –ومن قبلها في البيت- بأوراق تتداولها، صحة وتعليما لابنها وأشياء أخرى، عليها الختم الرسمي، تهزّها بثقة الذريعة. تارة "منعوها" وأخرى عطلوا عليها، وأن "ينعدل من أجلها أو "يوسّط" لها من يسعفها في التلبية.
ينفخ الغبش في الجو، ويلمس آثاراً لأي شيء يفعله، بين متكلمين عابرين يتبادلا معاني وباعة أو في حاقلة الركاب، بل والمقالات التي يقرأها وتبدّلات خائبة الظن به على بعض من يعرفهم. ومنافسات في بيانات وتصريحات ومزايدات تجر التلميح بين الكلمة وضدها، كعادة عالم السياسة.
استعد لمواجهة فأبعد من يهتم لهم عنه. أمرهم سُيدبر. ولكنه احتار كيف يصارح ابنته الوحيدة عن عمتها وكيف يجعل زوجته ملمة، فالأمر ضروري ضرورة قصوى.
ليست المتزوجة من مسؤوليته إلأ أن تعود إليه. هذا ما تستند/ون عليه، وهو ما سيعتمده. ويظل أن يجد طريقة في العلن يحدد المسافة، ويتمكن من ابعادها. يحدس أنهم في النهاية سيتخلصون من عبئها، ولكنه سيكون هو بعيداً عن تأثيرهم.
ولا يمكن أن يكون شيئ قد وقع إلا بمعرفة هؤلاء الذين يرصدون المدينة بدقة رهيبة، الذين ظهرت معرفتهم الوثيقة بزوجها منذ أكثر من سنة، وبدأوا ينقلونهما من وإلى بيتهما المجاور لبيته، آتين من محافل وأنشطة.
لا يغفل الخروج في مسلكهم، ولكن لم تجد النصيحة أثرها مع أنه حاول معها أولا ومعهما هي وزوجها، من دون طائل.
أما عند اعتقاله في لحظة سياسية عامة حرجة ففهم من هؤلاء، فهمهم لفهمة الرافض ونقمتهم بسببه عليه.
وفي الاعتقال التالي فهم من اولئك، تلويحهم الصريح، كمن فاز في جولة أو معركة.
والشهور الستة في الاعتقال ذاتها هنا وهناك.
لمّا رأت منه الوجه المبغض فاقد التقبل والسيطرة، وتيقّنت، المحتقر لها ولزوجها معا، بدأت تشيع أنه يرفض حقها في ارث والدها وأنه يمتنع عن شرع الله.
لم تكن في حاجة لذلك، إلا أن تكون ضغطاً أخيراً للتفاهم معها والمظهر الودي ممن خلفها، أمام الناس. ففي أي لحظة يمكنها المطالبة من المحكمة، ووقتها ينتقل القرار إليها والمسؤولية عن المشاركة. وهو الضغط الشديد الذي يتعرّض إليه، فماذا لو تسربت الأرض وانتهت مستوطنة؟
امتنع عن القيام بأي حركة رسمية، ليجبر المخفي على الظهور، ولا يتورط.
قال للرجل محدّثه مبالغا مبالغة استعراضية فهمها الآخر من تعريضها وتوجيهها لمن يستمع خلسة:
- إنها طمّاعة تريد ارثا أكبر من نصيبها وأنا لا اوافق. أخبرها أن تحتكم للمحكمة، فلديها كل الوثائق، وهناك يقدرون القيمة الحقيقية.
عندما ينفضحون يوما ستظهر مشاركة المحكمة. وعزم على اخبار ابنته وزوجته والاتفاق معهما على معاملتها معاملة المنافقة، مع تباعد ذي أعذار.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرطة الصلاة
- قصة قصيرة
- الأفعى


المزيد.....




- السفير العماني لدى تونس: حريصون على دعم جميع المبادرات التي ...
- الداخلية تتخذ الإجراءات بحق الشاعر علي نعيم بعد تجاوزه على ر ...
- 16 رواية تترشح للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العر ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج روب راينر وزوجته ...
- التقدم والاشتراكية يسائل وزير الشباب والثقافة والتواصل حول أ ...
- من هم -الحشاشون- وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟
- مصر.. تصرف فنان مع سائقه يفجر موجة من ردود الفعل
- الشرطة الأمريكية تحقق في -جريمة قتل- المخرج الشهير روب راينر ...
- ”سينماتيك”.. خطى واثقة نحو تأسيس مرجعية نقدية
- العثور على المخرج السينمائي روب راينر وزوجته جثتين هامدتين ف ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد عاطف - ارث في المحكمة